ربما لم أنسَ

لطالما ظننت أن الوقت كفيل بمحو الذكريات، أو على الأقل بإخفاء حوافها الحادة. لكنّ الحقيقة غالبًا ما تكون أكثر تعقيدًا. "ربما لم أنسَ" ليست مجرد جملة؛ بل هي حالة شعورية تعكس صراعًا داخليًا بين ما نريد أن نتركه خلفنا وما يرفض أن يغادر.

هناك ذكريات لا تبهت مهما مرّ الزمن، تظل تلوّن أركان عقولنا كأنها حدثت للتو. تلك اللحظات التي شكّلتنا، سواء كانت مؤلمة أو مفرحة، تترك بصمتها في قلوبنا وعقولنا. نحاول المضي قدمًا، نُقنع أنفسنا أن النسيان ممكن، لكننا نكتشف أننا نحمل الماضي معنا كحقيبة سفر غير مرئية.

النسيان ليس ضعفًا ولا قوة، بل هو محاولة للتصالح مع الذات. حين نقول "ربما لم أنسَ"، نحن نعترف بإنسانيتنا. نعترف بأن ما مررنا به جزء لا يتجزأ منا. قد يظل الألم حاضرًا، لكنه يعلمنا. قد تبقى الذكرى عالقة، لكنها تشكّل دوافعنا.

"ربما لم أنسَ" ليست نهاية الطريق، بل هي بداية تقبلٍ لما كان وما سيكون. ليست ضعفًا، بل قوة لاحتضان كل ما عشناه، والاستفادة منه لإعادة رسم حياتنا بألوان أكثر إشراقًا.