لو إجتمعت كل الحروف و إتحدت جميع الكلمات فلن يُرسي الوصف أعمدته لأصف ما يراودني من شعور. 

أفسح لي صدرك أيها القارئ و أشعرني بالراحة برحابة صدرك فقط، فإنني في ورطة وكيف سأقنع أمي أنني لا أصلح للزواج برجل لم يقرأ الروايات التي قرأتها وبالأحرى ليس قارئا فلن يكون بيننا موضوع سيجمعنا معا، ولا يأخد بكائي من أجل الإقتباسات الحزينة على محمل الجد، لا يغار حين أمدح شاعر، أو أعلق عن عبقرية فيلسوف أو نباهة كاتب ، لا يغار حين أبتسم إزاء حروف فكتور هيجو، ولايقلق عند تفحصي لنظريات سيغموند فرويد، بل أود منه أن يشاركني كل ما أحب، و أنا ببساطة سأحب كل ما يحبه. 

فكيف سأقنع أمي أنني أريد رجلا يناقشني في السياسة و الفلسفة و الرياضة و العلوم أيضا و حتى عن إقتصاد البلاد و إزدهارها لما لا ، أريده أن يبعثر كلي في حقول الحوارات المفيدة، و أن يشتت فكري في دروب المعلومات الجديدة، هذا من أجل أن لا يطول الصمت بيننا لكي نُضَيِّع عنا مسارات الملل و التلاشي، فكلما تجددت المواضيع بيننا تجددت معها رؤى أخرى لعلاقتنا و تجددنا نحن أمام بعضنا البعض. 

فعلا لا أستطيع إقناع أمي أنني لست من الطينة التي يلففونها بالثوب الأبيض و يبعتونها لإستكمال مراسم الدفن في قفصها السودوي لتظل روحها جثة خاملة و جسدها من يتقمص دور المرأة، إعتبروني حائرة ومشردة و حمقاء أسقطت سن نباهتي و جئت أكتب عن مبتغاي مبثورة في كل فجوة تنمو سذاجتي لكن رغم هذا فإعتقادي الوحيد هو أنني سأظل أتمسك بعدم رغبتي بالزواج من رجل تافه سخيف ثقيل سهل ممل ككلماتي وعاء فكره فارغ, يخلو من المواضيع الشيقة،و الحوارات الطويلة العميقة، فإنه سيفقدني لذة الإستماع للسرد فلن أتمتع بصوت حنجرته الرخامية وهو يحكي لي عن مغامراته الفريدة وتجاربه المشوقة وكيف كان يخصص وقته مابين قراءة مايقارب مئتين كتاب في السنة وبين عمله ودراسته، 

 ‏

 لا أستطيع أن أكون مع رجل تفكيره محصور في إنجاب أطفال و رعايتهم و تدبير لقمة عيش لهم فقط، سيكون سعيه الوحيد هو التكاثر لا إنجاب مجتمع صالح يُفتخَر به حتى لو كان قليلا المهم سنمنحه الرعاية التامة ليمنحنا هو أمان المستقبل 

 ‏سيكون هذا الرجل غير مهتم بآساسيات الحياة لا يطمح في تكوين أسرة مثالية، و علاقة زواج يحيا فيها الحب كل يوم من جديد مع أشياء جديدة، لا أحب الحياة المملة لا أحب من لا يعشق الفنون بمختلف أنواعه، ببساطة أريد مشاركة حياتي مع رجل قارئ ذو إحساس راقي، حنون معي، صعب صارم مستحيل معقد مع الأخريات،

 ‏ فهل تتفهم ذالك أيها الرجل الإستثنائي المختبئ خلف وشائح البعد؟