وافترقنا إذاً...

لم تكن مشيئة الله أن نكمل الدرب سويّاً ، أن نتشبّثَ بضعفنا لنصنع منه معجزة تقينا من السّقوط والتهشّم.

بعدَ هذا الوداع كلّ منّا سيغفو من دون خوف أو سؤال عمّا يخبّئه لنا القدر

سيكون هذا اللقاء الأخير ، لن تعلو أصوات العتاب واللوم ، من منّا كان المخطئ وأهمل هذه العلاقة ، دموعي ستردم ، و مئات الفناجين من القهوة ستتعرى من قبلاتنا بعد كلّ شجار .

هانحن ذا نتلعثم ونرتبك بعدَ أن كانت العفوية تحيط بنا، أرى عينيك صامتة خالية من أيّ أثر لي وأصابعك خاوية من خصل شعري ، ويبدو أنّها قهوتنا الأخيرة وأغاني الفراق اللطيفة تذبل .

لم يكن الذي بيننا حبّاً على الإطلاق.. بل كان أكثر من ذلك بكثير

كنت صالحاً خيّراً لطيفاً ، وكنت مزاجية باردة ، لكنني أحببتك والله يعلم أيّ حبّ خلق بهذا الفؤاد وخصّص لك، كانت غيرتك لا منطقية، وكانت طفولتي مرهقة، لكنها النهاية.

ستظلّ المودّة لك في قلبي، وسأبتسم في سرّي كلّما مرّ طيفك أمامي ، أيّامي ستلوّن بالتعب من دونك، لكن هذا ما قد كتب لنا ، فكلٌّ منا سيمضي في دربه دون التفاتة نحوَ الماضي.

ربّما ستحرقنا الأغاني تلك التي تبادلناها يوماً ما، وستذيب دموعي ذاك الفؤاد ، لن أدعو تلك الدموع انهزام لا والله لأن ما بيننا أكبر بكثير من أن يلعن أو يدفن .

سأدعو لك بالخير صدقني وأعلم أنكَ ستدعو لي ...

لم يكن الخير في أن نكملَ هذا الحبّ ، لكن الخير في ما اختاره الله لنا

قلبك لن يلام على وجع الفراق ، ولن أسدل العتاب عليكَ فالذي كان بيننا يستحق أن يدفن بسلام.

لكَ كلّ الودّ والصّون منّي ، لك عناق مبلل بالصدق لكلّ ضحكة ودمعة كنتَ سببها .

لكن كما قلت الله لم يرد أن نكمل الدرب و الأيادي متماسكة

إنها مشيئة الله، وقدّر الله وما شاء فعل 🖤