أحيانا نتطلع من حولنا و نرى أناسا لديهم حياة أفضل من حياتنا ، نعاني من الأشياء التي لا نملكها ، أو من الفشل أو الإنفصال ، تظن أن حياتك ستكون أفضل لو كانت مختلفة ، لو ولدت في مكان و زمان آخر ، كلنا نبحث عن السعادة و نحلم بأشياء كثيرة ، نحلم بالنجاح المهني أو الراحة الداخلية النفسية ، بالحب و بالزواج و بالأطفال ، نطمح لهذه الأشياء لأنه في النهاية نعتقد أن هذه الأشياء هي التي ستجلب لنا السعادة و لكن هذه السعادة ليست شرطا أن تتحقق , خلال رفع مستوى تجارب الفرح أو الحب أو الفخر أو الرضا ، بل إن هناك أشياء كثيرة لها دور أكبر في تحسين جوانب أخرى من حياتنا ، مثل مستويات الطاقة لدينا و أنظمة المناعة و مشاركتنا في العمل مع أشخاص آخرين، و الوضع الصحي و النفسي .

وللوصول إلى أعلى مستويات الصحة و السعادة تحتاج إلى تعزيز مستوى الثقة بالنفس ، و إيمانك بذاتك الذي يعطيك الشعور أنك تستحق الإحترام ، ولكن أهم من هذه الأشياء هناك شيء واحد يمكنه أن يعطيك هذا القدر الكبير من السعادة ولو تدربت على فعله بشكل يومي و في كل الظروف و الأوقات ، حقيقة هذا الشيء سيوصلك الى مكان مختلف و شعور مختلف قد يكون نقطة تحول في حياتك ، وهو التفكير بالإمتنان ، هناك الكثير من الأدلة بأن الإعتراف بالجميل و الإمتنان لنعم البسيطة التي بين يديك و حولك يرفع من مستوى السعادة .

في السابق كان علم النفس قد تجاهل هذا الشعور و تأثيراته ، لأنه يظهر على السطح وليس في العمق لكي يستجق أن يدرس بجدية ، ولكن هذا الشيء تغير اليوم و هناك الكثير من الأبحاث تأكد أن الإمتنان هو ظاهرة عميقة و مركبة و معقدة و تلعب دور كبير و حاسم في سعادة البشرية ، و خرجوا بإستنتاج أن الإمتنان هو من أهم الأشياء التي من الممكن تغير حياة الإنسان بشكل ملموس ، إذا كان من الزاوية العلمية اليوم أن الإمتنان هو مفتاح السعادة فما الذي يمنعنا من تطبيقه في حياتنا اليومية ، السبب أن العواطف الإيجابية تتعارض مع المشاعر السلبية في دقيقة أو بأخرى ، لا يمكن أن تكون مسترخي و متوتر في نفس الوقت ، مثل ما يقول بوذا “الكراهية لا يمكنها أن تتعايش مع المحبة ” يستحيل أن تكون ممتن وأنت متضعد ، متسامح و انتقامي في نفس الوقت، من السهل نسبيا أن يشعر أي شخص منا بالإمتنان عندما تكون الأمور جيدة و الحياة تسير في الطريق التي ترغب بها ، ولكن التحدي الأكبر هو أن تكون ممتن عندما لا تسير الأمور بشكل جيد ، أسهل بكثير أن نشعر بالغضب و المرارة و الإستياء كرد طبيعي في مثل هذه الأوقات ، ولكن إذا دربنا أنفسنا على إسثتمار هذه المواقف أو الظروف الصعبة لنتعلم و نفهم الإمتنان الصحيح ، إذا كانت تمطر بالخارج إبحث عن الأشياء الجميلة التي ممكن أن تعملها في مثل هذا الجو ، و العكس صحيح و الأمثلة لا تعد و لا تحصى ، التي تساعدك على تغيير موقفك من الأشياء المزعجة التي تواجهك قبل فوات الاوان وقبل أن تندم على عدم مواجهتك لهذه اللحظات و تحويلها لصالحك و صالح ظروفك ،

هناك ممرضة أسترالية ” بروني وير ” نشرت كتاب إسمه ” the top five regrets of the dying ” يحكي عن تجربتها في رعاية المرضى الذين أخبروا أن حياتهم على وشك الإنتهاء بسبب المرض ، فخرجت في البداية بمقالة بسيطة كتبتها سنة 2009 ، عن أهم خمسة أمور ندم عليها من كانوا على سرير الموت .

  1. تمنوا لو إمتلكوا الشجاعة ليعيشوا الحياة التي أرادوها لأنفسهم و ليس الحياة التي أرادها الآخرون لهم و طبعا هذه من المشاكل الكبيرة التي نعيشها اليوم أي أن حياتنا تتمركز بشكل أو آخر من أجل إرضاء الغير

  2. تمنوا لو لم يرهقوا أنفسهم كثيرا في العمل و هذا الجواب جاء خصوصا من الأشخاص الذين يشتغلون في وضائف روتينية .

  3. تمنوا لو إمتلكوا الشجاعة للتعبير مشاعرهم و أحساسيهم و هذا بالتأكيد بسبب كبث هذه المشاعر و أعتقد خصوصا بسبب عدم الشعور بالإمتنان و الإعتراف بالجميل .

  4. تمنوا لو حافضوا على علاقتهم بأصدقائهم ، كان لديهم ندم عميق لأنهم لم يعطوا أصدقائهم ما يستحقون .

  5. تمنوا لو سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا أكثر سعادة و هنا عرفوا و لكن بشكل متأخر أن السعادة شيء إختياري وكان يمكن القيام به ، لكن كانوا يتظاهرون بالسعادة أمام أنفسهم و أمام الآخرين و لكن في داخل أنفسهم كانوا يبحثون عن غير ذلك .

إذا تعلمت أن تعيش لحظة كاملة في حياتك في ذلك الحين تكون جاهزا للموت و ترحل من هذه الحياة، سوف تسأل نفسك يوما لماذا كنت تعاني بهذا الشكل، و سوف تتدكر أنك لم تعش هذه اللحظة الكاملة في حياتك فقط أجزاء عشرية مبعثرة و مرتبكة و مشحونة بالغضب و الغاز و القلق ، تبحث عن شيء تعتقد أنه بعيد عنك و لم تصل إليه و لكنه في الحقيقة هو أمام عينيك ، إذا إستعمل الشخص الخاطئ الأدوات و الوسائل الصحيحة هذه الأدوات الصحيحة ستعمل بشكل خاطئ ، وذلك لأن هناك مشكلة في الطريقة التي نفكر بها و نشعر بها بسبب تمسكنا بالعادات و الأنماط القديمة و الخوف من التغيير، لذلك كل ما نفعله سيظل فوضوي و لن يعطينا النتائج التي نريدها .

ماهي أكثر الأشياء التي ندمت عليها في حياتك و وددت لو أتيحت لك الفرصة لتصحيحها؟ كان هذا سؤال هذه المقالة شاركونا إجاباتكم في التعليقات أسفل المقالة

يمكنك قراءة المزيد من مقالاتي عبر

https://a7lapost.com