ربّو أبنائكم/أنفسكم/ إخوتكم على التوازن و علموهم أنّ النجاح ليس في التعليم فقط حتّى لا ينكسروا بمجرد فشلهم في الدراسة فنحن بشر وكلّ بشر تختلف قدراته و يستطيع الإبداع و النجاح في ميدان يخصه. إنّ التعليم أصبح يملأ بيوتنا توترا و أرقا وأصبحت الأعداد و النتائج هي الميزان الوحيد، لقد أثبتت التجربة أن أغلب الناجحين في حياتهم لم يكونوا من المتألقين في الدراسة بل كانو الأكثر توازنا فرحمة بأبنائنا.
النجاح ليس في التعليم فقط حتى لا تنكسر بمجرد الفشل في الدراسة
هذا يحتاج زرع في عقول مجتمعاتنا، يجب ان يلغى مقياس المستوى الدراسي؛ مادام هذا وضع التعليم الذي لا يعطيك فرصة حتى للتفاؤل...
حتّى لا ينكسروا بمجرد فشلهم في الدراسة فنحن بشر وكلّ بشر تختلف قدراته
اصلاً، المشكلة ليست فاختلاف القدرات، بل في النظام التعليمي الذي لا اجد كلمة لوصف سوءه.
لو كانت المشكلة في اختلاف الطلاب؛ لوجدنا انهم يحصلون على درجات جيدة في بعض المواد وسيئة في اخرى، -هذا طبعاً لو توهمنا أن لدينا تعليم به شيء ايجابي واحد-.
[على الهامش]
توقيت ممتاز لهذا الموضوع، فهذا هو يوم اعلان النتائج معنا، في المدارس وحتى غالب الجامعات، -عدا الصف الحادي عشر والثاني عشر-
أنا غاضب حقاً، تباً لهذه الأنظمة التعليمية ولمجتمعات تضع الأرقام والأوراق قبل الإنسان ... كم تحدثت منتقداً أنظمة التعليم ومقترحاً بدائل كثيرة، من الواضح أن التعليم يحتاج لتغيير جذري وليس تحسينات فقط، لكن هذا بحاجة لقرار سياسي ولن يحدث ذلك إلا بمعجزة في كثير من البلدان العربية، بعض الحكومات لا تهتم، بعضها يرى التعليم الحالي يعمل ولا حاجة للتغيير وبعضها يعمل على وضع تحسينات هنا وهناك على أمل أن تتحسن الأمور، لكن الحقيقة أن التعليم بحاجة لتغيير جذري من الأساس.
انا من مصر ، و طالب فى كلية التربية قسم العلوم الاجتماعية ، و اريد ان اخبرك ان القائمين على العملية التعليمية فى مصر مقتنعين تماما بأن التعليم فى مصر مثمر تماما و لا يحتاج الى تطوير ، حتى طرق التدريس التى نتعلمها فى الجامعه لم تتغير من التسعينيات بمعنى انى ادرس نفس طرق التدريس التى تعلم بها جدى
عتاقة طرق التدريس، لا تعني بالضرورة سوءها؛ فمثلا النظرية النسبية نشأت في أوائل القرن العشرين (حسب ما أذكر)، فهل هذا يعني عدم مقدرته على وصف ما يحدث في الكون في القرن الواحد والعشرين؟!
عذرًا، ولكن لم أفهم.. ما علاقة النظرية النسبية بطرق التدريس؟!
النظرية النسبية وضعت لتفسير ظواهر كونية والكون نفسه لم يتغير في أوائل القرن العشرين والآن..
ولكن طرق التدريس مرتبطة بالطالب أي أنها تتعامل مع الإنسان.. وهذا الإنسان قد تغير تفكيره ونمط حياته وعاداته عن الإنسان في أوائل القرن العشرين، بالتالي يجب أن تتغير طرق التدريس على أساس هذا التغير
ما قصدته أن "طريقة التدريس" ليست "أغذية معلّبة"؛ تفسد بالتقادم، بل هي أساليب، والفيصل في نجاحها أو فشلها، يكون منذ نشأتها: أكانت هذه الطرق المتبعة في التدريس سليمة لوصول المعلومة إلى الطالب، أم لا.
صحيح أن هناك تطورات على طرق التدريس في شتى أصقاع الأرض، وأيضًا اختلاف بعض الظروف في عصرنا. ولكن يبقى التدريس الجيدُ في النهاية تدريسًا جيدًا، واختلاف الثقافة (طفيفًا) ليست علّة تستوجب بالضرورة تغيير أساليب التدريس.
أعود وأأكد: العبرة المعتبرة، هي بمستواها عند فطرها؛ هل كانت جيدة أم لا. والسبب الوحيد الذي يحضنا لتغيير النظام السابق، هو وجود نظام أجود متوفر. والواضح أن المدثّر بحجة التقادم لم يفصح عن النظام الأحدث، والذي يتمايز عن المعمول به الآن (القديم).
أفهم وجهة نظرك، ولكن..
طرق التدريس ترتبط بشكل أساسي بالمحتوى الذي يتم تقديمه وبالطالب الذي تتعامل معه، والمحتوى تغير بسبب تقدم العلم، كذلك شخصية الطلاب واهتماماتهم تغيرت، لذلك فإن كثير من الطرق القديمة في التدريس لم تعد تفي بالغرض.
مثلًا، مع تطور العلوم الطبيعية زادت الحاجة إلى المختبرات لفهم النظريات والقواعد العلمية وأصبحت التجارب أكثر تعقيدًا وهي تتطلب أن يتبع المعلم أساليب الاستقصاء وحل المشكلات في التدريس، هنا لن تفيد الطرق القديمة التي تعتمد على الحفظ والتلقين..
من جانب آخر لا يخفى علينا تفشي وسائل الرفاهية والمتعة في الحياة الحالية مما يجعل التعلم أمرًا مملًا بالنسبة للطالب، من هنا يجب أن توفر طرق التدريس جوًّا من المتعة للطلاب لكي يستمتعوا بالتعلم كذلك يجب ربط هذه الطرق باهتمامات الطلاب، ولن يتحقق ذلك بالطرق التي تعتمد على الحفظ والتلقين!
والواضح أن المدثّر بحجة التقادم لم يفصح عن النظام الأحدث
يمكنك البحث في شبكة المعلومات للاطلاع على النظم الحديثة والفعالة في التعليم والمعمول بها في الدول المتقدمة مثل فنلندا وأمريكا وبريطانيا وغيرها.
العلم لم يتطور جذريا، بحيث يستلزم تغيير التعليم المدرسي؛ فالتعليم المدرسي يعلم الأساسيات التي لم تتغير منذ عقود إلا قليلا، والجامعات والمعاهد هي المعنية بمجاراة صغائر التطورات.
أما عن المتع التي تنفر عن العلم، فقد سبق لي أن بيينت أن الألعاب الإلكترونية المتفشية بين الأطفال (تلك التي تلزم الطفل شاشة التفاز أو الحاسوب، بالساعات الطوال، دونما فائدة تذكر)، هي آفة لا بد من محاربتها، فلها ما لها من الأضرار العقلية والبدنية بالطفل، ومن بين تلك الأضرار التي تصيب عقل الطفل، ما نحن بصدده الآن، وهي لا تحول بين الطفل والتعليم المدرسي فقط، بل بين الطفل والعلم بأكمله.
اخى الكريم لقد اختلط بك الامر
فالتدريس لة مهارات لا نختلف عليها في اساس العملية التعليمية و لكن المشكلة كلها تكمن فى تنفيذ هذه المهارات فمهارة مثلا التخطيط لا تحتاج الى ابداع لان كل ما على المدرس فعلة هو وضع الاهداف و التقويم و الخطة التعليمية و بلا بلا بلا مما نحفظة و لكن مهارة مثل الايضاح تحتاج الى ابداع من المدرس و هنا تكون المشكلة لان المدرس لا يمتلك هذه المهارة من البداية فكيف يمكن ان يوصل معلومة للطالب دون فهمها فحتى اذا تم تغيير المنظمومة لن تجد من يديرها و من لدية المؤهلات لان كل ما نتحصل علية كمعلمين هو كلام على ورق نحفظة و لا ندرك معانية حتى فى الاختبارات العملية لا نوضع فى اختبار مشابة للموقف الحقيقى فقط يكتفى دكتور المادة بسؤال فى موقف معين ماذا اذا لم يفهم التلميذ مفهموم الفيضان ؟ تكون الاجابة استخدام مهارة الشرح و الايضاح و محاولة الحصول على امثلة و استخدام وسيلة تعليمية مناسبة !!! وانا لا اعرف ما اقول فقط احفظ من اجل النجاح
شيء مماثل يجري حاليا .. مهزلة كبيرة في بكالوريا الجزائر ,, حيث تسربت كل مواضيع البكالوريا قبل أيام و انتشرت بين كامل رواد التواصل الاجتماعي، ولم تفكر الوزارة باعادة البكالوريا حتى... لم تعد للدراسة مصداقية حاليا.. خاصة في دول شمال افريقيا ، تخيل ان كان أحدهم قد حفظ كل هذه المواضيع ثم قام بعملها كلها ,,, هل نقبل في مجتمعنا طبيبا و مهندسا و طيارا غشاشين,,, لا أدري الى ما ستؤول اليه الأمور ,, أظن أن عالمنا المتخلف يزداد تخلفها .
و الله نحن بحاجة الى مثل هذه المواضيع خصوصا في هذه الفترة
لقد أثبتت التجربة أن أغلب الناجحين في حياتهم لم يكونوا من المتألقين في الدراسة بل كانوا الأكثر توازنا فرحمة بأبنائنا.
انتظر بفارغ الصبر مواضيع قادمة تتحدث عن هذه النقطة ( كيف يحقق الانسان توازنه في مختلف مناحي الحياة ) :)
يبدو أن الردود هنا قد تضافرت على أن التعليم الحالي لا خبر فيه البتة!
ولكني لم أجد إلى الآن سببا موضوعيا واحدا، يبيين جزءا من هذا السوء. وكل ما ثلب على هذا النظام: أنه يسترقم البشر، أو أنه قديم، أو شيء من هذا القبيل. ولا وجود لأي سبب حقيقي يقلبه العقل، ويصدقه المنطق.
ورؤيتي للحاصل الآن: أن جزء من الأزمة العلمية، سببها المتعلم نفسه (وهذا مما يدان عليه أسلوب القياس)، فكثير ممن عرفتهم في الجامعة، ليس لديهم همة علمية من الأساس، وليس لهم في الجامعة شيء سوى ملاقا الرفاق، والحصول على شهادة تساعدهم في إيجاد وظيفة.
وفي الختام: نعم هناك مشكلة في النظام التعليمي، ولكن المتعلم نفسه (في تكوينه الثقافي، والعقلي) بهي مشكلة، هذه المشكلة تساهم في المشكلة العامة التعليم.
لطول الرد، النقاط التي سأطرحها هنا هي:
1) مركزية التعليم، وتهميش المعلم.
2) تقييد حرية المعلم في طرق التدريس والخطط.
3)طرق تقييم تعلم الطلاب بين الواقع والمأمول.
4) المعلم المضطهد.
1) مركزية التعليم،
والمركزية هي من اهم اسباب التخلف، من يضع المناهج؟ الوزارة، من يحدد الخطط الفصليه؟الوزارة، من يقيم المعلمين؟ الوزارة طبعًا، إلى آخره من الاسئلة التي سأجيب عليها ب "الوزارة"، هذا سيء، وسيء جداً، ومتخلف، وديكتاتوري، لا اجد كلمات تصف هذا الشيء!!! الصحيح ان يكون المعلم حرًا في اختيار المنهج، وتتم مراجعته فقط، والمعلم هو من يضع الخطط الفصلية التي تناسب منهجة، واولياء الامور يجب ان يكونوا في الصورة، يعطى المعلم المهارات والمعارف التي يجب تدريسها ثم يكون حرًا ليبدع في التدريس...
2) تقييد حرية المعلم
تقييده في التقدم في المنهج حسب طلابه، ويقيد المعلم في استخدام طرق التدريس (التعلم بالمشكلات، التعلم بالمشاريع، الحوار والمناقشة، الاستكشاف..الخ) كل ما يطبق هو تلقين بصورة جديدة! ويختارون مسمى من بين طرق التدريس!! لماذا يفعل ذلك المعلمون؟ لانهم مقيدين بخطة ومنهج ومشرف، بل احياناً حتى تسطيرة دفاتر طلابه يجب ان تكون ضمن مواصفات معينه!!!!! "اللهم إني صاائم"
3) ما الخطأ في تقييم تعلم الطلاب؟
ماذا عن طرق تقييم الطلاب؟ اختبارات!!، حسناً هناك القليل من الانشطة "الكتابية" وبعض التقارير التي لا تعطى اي اهمية، والحلول ابسط مما نتوقع، ألم يسمعوا بالاختبارات المفتوحة؟؟ يفهم الطالب المادة ولا يجبر على حفظ كل ما هو موجود على شبكة الانترنت، الاسئلة تكون تحليلية، وتقيس فهم الطالب للنص، هذا اضعف الايمان لاصلاح طرق تقييم الطلاب، لانهم يضعون الاختبارات دائماً فقط فليغيروا طريقة وضعهم للاختبار وليسمحوا للطلاب باستخدام الكتب في الاختبار، نريد من التقييم ان يقيس فعلاً ان كان الطالب قد تعلم نريده ان يكون اكثر ارتباطاً بحياة الطلاب، هناك طرق تقييم اخرى، مثلا، أسمعت عن التعلم بالمشاريع؟ هذه طريقة وااقعية جداً، يعطى الطلاب مشكلة من واقع حياتهم، مثلا في مادة الجغرافيا يعطى الطلاب مشكلة تملح المياه في منطقتهم ثم يتبعون طريقة حل المشكلات"بما يتطلب من زيارات للمواقع ومقابلات مع اخصائيي تحلية المياه.. وبناء على تقرير النتائج الذي سيخرجون به، يصنعون مشروعاً، وهذا سيتطلب لجوئهم الى معلم العلوم مثلا، لصنع جهاز مصغر او مجسم لتحلية المياه..... هذا مجرد مثال...).
4) هل نعي " كاد المعلم ان يكون رسولا"؟
المعلم مضطهد !!!! لو كان المعلم غير مضطهد لكان قادرًا على ترقيع كل تخبطات واعتباطات وزارة التعليم، لكن اووول خطوة لاصلاح التعليم تكون بكفالة حق المعلم وتحديد قانون يكفل حقهم، اما ان يعطى عدد كبيير من الطلاب"خمس صفوف في كل منها 35 طالب!!!)، وقيود حول كل خطوة في تدريسهم، وهذا غير المشاريع والمشاغل السطحية في سفائف الامور، وغير الوظائف الاشرافية التي لها متخصصوها "مراقبة الفصول، مناوبة الحافلات، تنظيم الطابور،..."، والادهى والامرّ، انه غير مسموح له الحضور متأخراً إن كان لديه حصص متأخره او ان يذهب مبكراً ان كان العكس، اي معلم خارق هذا يستطيع التحمل!!!
- اما من يقول انه المشكلة في المتعلم فلا املك سوى ان اقول "ارجوك لا تهرف بما لا تعرف" ، لا اريد ان اجعل الموضوع شخصياً، لكن يبدو انك من اداريي الوزارة او احد من اهلك، لان كل ما قمت به هو رمي الذنب على الطالب، وهذا ديدنهم جميعاً!!!
على الهامش:
شكراً على الحموضة التي سببها لي ردك العجيب!!
بالنسبة لكلامك في النقطة الأولى:
سوء المركزية يمكن في أنها تضع البيض كله في سلة واحدة، إما نجا كلّه، أو تكسّر كله. ولا أظن أن هناك عيب للمركزية إلا هذا، ولنا أن نضيف عيبا آخر: وهو عدم القدرة على الإدارة؛ وهذا يكون نتيجة كبر حجمها، وصغر إدارتها.
ومن محاسن المركزية (في الجانب التعليمي) أنها توحد المناهج؛ أي أنها ضامنٌ لأخذ جميع الطلاب نفس الجرعة العلمية (أو بتفاوت أقل بكثير من تفاوت الامركزية).
وعن كون المعلم حرًا: هذا الأمر سيفتح بابًا طويلًا عريضًا من الإشكالات:
أولًا: ستكبر الهوة والاختلاف بين الطلاب ذوي الجهد المتساوي، والأستاذ المختلف.
ثانيًا: الشهادة التي تُمنح للطالب (عند تخرجه)، هي شهادة من المدرسة لاجتياز الطالب المنهج الموحد للمرحلة الثانوية (مثلًا). ولكن عندما يكون المعلم حرًا فسيصبح الأمر نسبيًا، ولا يمكن أعطاء شهادة، إلا بمرفق عن المنهج المتبع، والذي تشهد هذه الشهادة أن الطالب قد اجتازه. وسيكون هناك الكثير من تبعات عدم تكافئ شهادات المرحلة الواحدة.
ثالثًا: سيزداد الأمر سوءًا عند تدخل الأهل، فكل أبٍ أو أمٍ لديها نظرية خاصة في ما يجب أن يتعلمه ابنه أو ابنها. إضافة إلى أن كثير من الآباء، سيحولون أبناءهم كل سنة (أو ربما في كل شهر) إلى مدرسة أخرى؛ بحجة أن المدرس في المدرسة الفلانية ليس لدينه منهج جيد، أو أن طريقتها لا تعجبه، إلخ ...
رابعًا: سنغرس ونعزز فكرة أن فشل الطالب في الدراسة، سببه المعلم (حتى وإن كان الطالب فاشلًا من أصله).
هذا كله بفتراض أن المعلمين كلهم ضلعوا بتخصصاتهم. ولكن الحقيقة أن كثيرًا (بل أغلبية) من المعلمين لا يصلحون للتدريس أساسًا، ناهيك عن وضع منهج!، وفي هذا الصدد أذكر مثالًا يجسد هذا الفشل التعليمي لدى المعلم: فقد كان لنا أستاذ تاريخ (وبئس الأستاذ هو)، لا يدريس شيئًا سوى قراءة ما في الكتاب (كما هو)، ثم قراءته بالعامية فقط!.
أمثال هؤلاء إن سُلطوا على الطلاب، ووضعوا لهم مناهجًا تعليمية، ستكون نهاية التعليم!
وعن النطقة الثانية:
ينطبق عليها كثير مما ذكرته في النقطة الأولى، أما عن مثالك الذي ذكرته (تسطير الكراس)، فلا أرى في ذلك بأسًا فما هي المعلومة التي سيخسرها الطالب إن لم يفعل ذلك، أو إن فعلها بطريقة مختلفة؟!. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هذه الطريقة توحد أسلوب الطالب في الكتابة.
وأذكر في هذه النقطة مثالًا، وهو الرسم الهندسي الذي درسناه في الجامعة: حيث كنا نُلزم بقواعد صارمة لطريقة تثبيت الورقة، وطريقة أستخدام المسطرة حرف تي، وكيفية تسطير الورقة (حجم الحواشي)، وغيرها ...، ومما لا شكل فيه أن هذا النظام يوحد أسلوب رسم المهندسين، للرسومات الهندسية، ولتوحد المعايير.
والنقطة الثالثة:
أولًا يجب أن أذكر أن العلم عمومًا يقوم على أمرين: العقل والنقل. فلا يمكن استحضار أحدهما دون الأخرى وننتظر نتائج محمودة على المستوى العلمي. أي أن مسألة عدم إلزام الطالب بالحفظ، هو أمر غير مقبول في أي نظام تعليمي فعّال.
ورأيي في هذا الجانب: أن يكون هناك امتحان مطول (لمدة يومين أو أكثر، وتكون محصلة أسئلته ما يقرب من 000 100 سؤال) يُسأل فيه الطالب عن جميع أسئلة المقرر، وإن كان في المقرر قواعد يمكن تطبيقها على عددة مسائل، فيعطى من كل قاعدة مائة سؤال (أو أكثر)، أما التي لا قاعدة لها (حفظٌ بحت) فيسأل عنها عدة مرات (نفس السؤال، أو بصيغة مختلفة). مع إمكانية فتح الكتاب (ولكن لا يسمح لهم بالنظرة إلى حلول بعضهم البعض). فهذه الطريقة تُرسّخ المعلومة في ذهن الطالب لمجرد إجراءه الإختبار.
وهذا النوع من الإختبارات من غير المجدي عمليًا أن يكون على الورق، بل يستحسن أن يكون على الحاسوب، وإذا كان على الحاسوب: فتكون هناك قاعدة إضافية، وهي عدم قدرة الطالب على حل السؤال التالي، ما لم يحل السؤال الحالية حلًا صحيحًا.
وأما عن التعليم بالمشاريع، فأراها صعبة على الطلبة الجامعيين، فما بالك بطلبة المدارس؟! (مستحيلة).
النقطة الرابعة:
كل ما ذكرته عن مُعانا المعلم من الظروف التي يقبع فيها، لا تزن إلا القليل القليل قارنتةً بـ: المجهود المبذول من مجندي القوات المسلحة، أو العمال الكادحين، من المزارعين، والصناعيين.
وأذكر لك مثالًا عن الفئة الأولى: سمعت أن هناك قاعدة متبعة في تدريب المستجدين (الإستجداد هي الفترة التي يقضيها المدني في التدريب العسكري، حيث يتحول فيها من مدني إلى عسكري (قلبًا، وقالبًا))، من طلبة الكلية الحربية، هي أن 10% خسائر؛ أي أن 10% من الذين يتدربون يمكن أن يصابوا بإصابات بالغة، أو يموتوا، جرّاء التدريب!.
صحيح أن هذه القاعدة خُففت، ولم تعد مطبقة إلى حدٍ كبير، ولكن هذا يعطيكي تصورًا عن قساوة التدريبات العسكرية لطلبة الكلية الحربية (وغيرهم تكون تدريباتهم مخففة).
نعم أن مهنة التعليم تتطلب ما لا تتطلبه المهنة العسكرية، ولكن يبقى فرق الجهد عاليًا بين كل فئة، ما يجعل الجهد المبذول من المعلم في مستوى مقبول (إلى حدٍ ما).
أما عن إلزامهم بالحضور ومنعهم من المغادرة حسب الدوام: فأقدّر أن لهذا أهداف ضبطية، فالطلبة يحتاجون إلى الإشراف والمراقبة في كل أوقاتهم (وللأسف، هذا ما لا يحصل).
وفي النهاية هذه وظيفة مثل أي وظيفة أخرى (من حيث الشكل)، وهو يقبض مرتبه على هذا العمل، لذا عليه الإلتزام بالدوام.
اما من يقول انه المشكلة في المتعلم فلا املك سوى ان اقول "ارجوك لا تهرف بما لا تعرف" ، لا اريد ان اجعل الموضوع شخصياً، لكن يبدو انك من اداريي الوزارة او احد من اهلك، لان كل ما قمت به هو رمي الذنب على الطالب، وهذا ديدنهم جميعاً!!!
ما دام النقاش مثمرًا، فالأمر عندي سيان، سواء أشُخصن النقاش أم لا؛ فأنا لست متكبرًا، يردُ الحقّ بطرًا.
وعن صلتي بالوزارة: فأنا لا أمت إلى الوزارة بصلة، لا من قريب، ولا من بعيد، بل لا أعرف أحدًا من أهلي (إلا واحدًا) يعلم معلمًا.
وعلى العموم يبدو لي من كلامك أنكِ معلمة.
سوء المركزية يمكن في أنها تضع البيض كله في سلة واحدة، إما نجا كلّه، أو تكسّر كله
هذا التشبيه لا يوصل لمعنى المركزية واللامركزية، باختصار شديد اللامركزية مرادف للديموقراطية "وهي-اللامركزية- الأكثر استخداماً في الدول ذات التعليم المتقدم"، وأما المركزية هي العكس...لتوضيح الفرق بينهما اكثر:
- العربية:
- الانجليزية (افضل):
أي أنها ضامنٌ لأخذ جميع الطلاب نفس الجرعة العلمية
ومن جهة أخرى هذه الطريقة توحد أسلوب الطالب في الكتابة.
التعليم ليس تجنيداً!
حتى في دفتر الطالب الخاص الحرية مسلوبة؟! ألا يكفي انهم مجبورين على لبس موحد؟! حسب دراستي لعلم النفس حتى الطفل لا يُجبر على التلوين ضمن حدود الرسم حالياً، وانت ترى انه لا ضير في اجبارهم على ذلك! هذا لا يجوز ابداً، لكل طالب شخصية وبيئة ينتمي إليها وله الحرية في أن يتعلم بناءاً على بيئته، فالساكنين في البيئة الجبلية تختلف بيئتهم عن السهول والسواحل والمدن والارياف... الخ .
وعن كون المعلم حرًا: هذا الأمر سيفتح بابًا طويلًا عريضًا من الإشكالات:
جميع الاشكالات التي ذكرتها اوضحت لي ان ما اعنيه لم يصلك بالشكل الصحيح، -عذراً إن لم اكن قد اجدت الشرح-، كون المعلم حر لا يعني أنه سيكون لكل معلم منهج أو كتاب، بل سيكون الاختلاف في المناهج على مستوى المدارس واحياناً الاقاليم او الولايات او المحافظات...الخ، المهم، تتبنى كل مدرسة رؤية ورسالة وبناءاً عليهما سيتم اختيار النظام والمهنج الملائم للطلاب، حسناً، سأعطيكم تطبيقات واقعية بدلاً من الشرح، هذه هي تجربة مدارس لوس التوس في تبني المحتوى التعليمي لخان اكاديمي بدلا من شرح المعلم تطبيقًا لما يسمى ( flipped classroom ) ، فالطالب يسمع الشرح في المنزل براحته ويعيد الفيديو على راحته ويتمرن، اما في الصف فيحل الواجبات مع زملائه والمعلم/ه، وهذا هو تقرير النتائج:
وهذه محادثة تيد لسلمان خان حيث شرح هذه المبادرة وعلّق عليها بيل غيتس في النهاية:
..... من المؤلم ان نقارن تلك التجربة بالحدود الموضوعه على معلمينا ومدراسنا، إن القناعة بنظامنا التعليني الحالي هو دمارٌ لنا!!!
العلم عمومًا يقوم على أمرين: العقل والنقل
الاشكالية ليست في الاستغناء عنهما بل في كيفية النقل وكيفية اعمال العقل، لا أعلم لم كل هذا التركيز على الحفظ؟ مع أنه من المفترض ان يشكل جزءًا صغيراً من كامل المحتوى، ولنفترض انه لا يمكن الاستغناء عنه -على الاقل حالياً-، لكن ايهما افضل، الحفظ بالترديد، أو أن يقوم الطالب بخوض مناظرة ينظمها المعلم حول الموضوع الذي سيتم حفظه؟ بالتأكيد الترديد سيصيب الطالب بالصداع، كما أن المناظرات والمناقشات والمشاريع كلها تؤدي إلى ما يسمى knowledge transfomation.. اي تطبيق المعارف في الواقع العملي، وبالتالي نحصل على تعليم أكثر ثراءًا ومعنى.
لكن أن يصل الطالب إلى الصفوف العليا والمتوسطة وكل ما يقوم به هو الحفظ، فهذا هو الخطأ بعينه!
اطلع على هذا المقال، ستجد أهمية الابتعاد عن الحفظ وتطبيق عملي لهذا الاتجاه:
امتحان مطول (لمدة يومين أو أكثر، وتكون محصلة أسئلته ما يقرب من 000 100 سؤال)
ثبت للعالم مدى سوء الاختبارات، ومازلت ترى ان الاختبارات هي الحل؟!
وأما عن التعليم بالمشاريع، فأراها صعبة على الطلبة الجامعيين، فما بالك بطلبة المدارس؟! (مستحيلة).
هذا غير صحيح ابدً، لقد عشت هذه التجربة وافتخرت بنفسي كثيراً عندما خرجت منها، تخيّل مادة بدون اختبارات وبدون محتوى، لديك مشروع او مشكلة ولك الحريّة في حلّها، وحتى الآن مازال مشروعي يُسخدم من قبل المعلمين -اخترت مشكلة تدور حول طريقة تعليم احدى المواد في المدراس-، حسناً لن اتكلم، إليك التطبيق الواقعي له، هذه صفحة لاحدى المدارس المطبقة للتعلم بالمشاريع PBL، يرجع إليها الآباء والامهات ويتابعوا ما يحدث من خلال مشاريع ابنائهم:
وهذا هو رابط مشاريع طلابهم الحالية:
القليل قارنتةً بـ: المجهود المبذول من مجندي القوات المسلحة، أو العمال الكادحين، من المزارعين، والصناعيين.
لن اسرد محاضرة هنا عن دور المعلم ولا عن احترامه ولا عن سموّ رسالته، (عندما طلب القضاة الألمانيين مساواتهم بالمعلمين، كان رد المستشارة الألمانية ميركل:"هل أساويكم بمن علموكم؟")، ومعنا لازال هناك من يؤمن انه هناك قطاع أهم من التعليم والصحة! "أكرم طبيبك إن أردت دوائه، وكذا المعلم إذا اردت أن تتعلما"
فأقدّر أن لهذا أهداف ضبطية،
ولماذا يجب ان ترمى في كبد المعلم ليتحملها؟!!!
هناك وظائف اشرافية وادارية يجب ان توكل لاشخاص غير المعلمين!! فيجب ان يكون هناك مشرف انشطة ومسؤول المناوبات وادارة وقت الفراغ للطلاب ولكن ليس المعلم!!!
يبدو لي من كلامك أنكِ معلمة.
لست كذلك ولكن من أهلي من يحملون هذه الرسالة المقدّسة، ابتداءًا من المعلمين و وصولاً إلى الدكاترة الجامعيين..
التعليقات