مع تقدم العلم ، تزداد المفاهيم العلمية و تكثر الأبحاث العلمية حولها ، و يلزم مسايرة هذا التقدم العلمي ، و إحدى طرق مسايرة التقدم العلمي تدريس كل جديد في المدارس و الجامعات.
أدخلت في 2009 في البحرين مناهج جديدة في العلوم و الرياضيات ، قامت على استبدال الكتب القديمة بكتب أخرى مترجمة من كتب مؤسسة McGrew Hill التعليمية. لم تكن هذه الكتب الجديدة جديدة فحسب و تستبدل الكتب القديمة التي مر عليها أكثر من عشرين سنة لم تتغير خلالها ، إنما تعرض المعلومات بطريقة أفضل من السابقة ، و تنسيق الفقرات و الرسوم و الصور يفوق الكتب القديمة بكثير ، و التمارين و الأسئلة موجودة بكثرة في هذه الكتب. هذه الكتب نفسها قد استبدلت الكتب القديمة في السعودية ، حتى أن هذه الكتب في البحرين ما هي إلا نسخ معدلة من الكتب في السعودية ، و التعديلات أجريت في بعض التفاصيل الصغيرة.
مستوى الكتب الجديدة هذه أعلى من السابقة ، و بحسب التعبير الشائع عند الناس أصعب. من الطبيعي أن يختلف ما يتعلمه الطلاب الآن عن الطلاب قبل عشرين سنة ، لأن العلوم تتطور. بعض المعلمين تعودوا طيلة السنوات الماضية على الكتب القديمة و محتواها ، و ما إن جاءت هذه الكتب ، حتى أظهروا تذمرهم منها ، مع أن هذا الشيء طبيعي ، و لكن أشاعوا صعوبة محتوى الكتب ليبرروا سوء أسلوبهم. المشكلة في أولياء الأمور كذلك الذين ينساقون مع كل ما يقوله بعض المعلمين في المدرسة.
المشكلة موجودة. ما السبيل للحل؟ هذه الكتب لم تكتب أساساً في بلداننا ، إنما كتبت في بريطانيا ، و هي موجهة أساساً لذلك المجتمع ، و لا حاجة لأذكر أن التعليم لديهم متقدم بأشواط عن ما هو موجود لدينا. في الدول المتقدمة ، نجد التطبيق العملي جزءاً مهماً في التعليم ، فالطلاب يذهبون للمختبرات بشكل دوري ، و يؤدون مختلف التجارب ، و معها يسجلون الملاحظات و النتائج ، و التطبيق العلمي لما يتعلمه الطالب داخل الصف يرسخ المعلومات أكثر في عقله ، و يجعله يستوعب ما درسه بشكل أفضل. الاكتفاء بالجانب النظري دون العملي يجعل من العملية التعليمية ناقصة . أتذكر أن المدرسة الثانوية التي درست فيها كانت جديدة و كنت من الدفعة الثانية التي دخلت المدرسة ، و كان كل ما في المدرسة جديداً من ضمنها المختبرات و معدات المختبر ، لكن لم نكن نذهب للمختبر سوى من أجل الجزء العملي من الامتحان النهائي ، أي أن هذه المعدات الموجودة لا فائدة منها إلا في أيام الامتحانات النهائية.
لا أنكر أن بعض الكتب الدراسية سيئة و لا تصلح أبداً ، أذكر منها سلسلة كتب اللغة الإنگليزية Opportunities من مؤسسة Longman. هذه الكتب جوفاء و أسلوب عرضها للمعلومات سيء ، و لحد الآن لا أعلم سبب وجود هذه الكتب. الشيء الوحيد الذي يمكن الاستفادة منه في الكتاب هو طريقة كتابة الرسالة أو المقال أو وصف حادثة معينة ، و هي نفسها تتكرر في كتب هذه السلسلة. أقترح لو تدرس كتب McGrew Hill أو كتب Oxford University Press بدلاً من كتب Longman.
تطوير أسلوب التعليم أهم أمر يجب الاهتمام به في المؤسسات الأكاديمية ، عدا ذلك لا فائدة من تغيير الجوانب الأخرى ...
التعليقات