مع وجود العديد من الكورسات في جميع المجالات سواء المجانية أو المدفوعة، عبر المنصات المختلفة، فكيف تختار الكورس المناسب لك؟
كيف تختار الكورس المناسب لك من بين العديد؟
اختيار الكورسات والكتب المناسبة لي صارت خطوة هيّنة بالنسبة لي بعد ما اكتشفت فكرة أستطيع بها ليس فقط أن أصل للكورسات والكتب المناسبة بل أيضاً لأي معرفة مناسبة لي في أي مكان، هي بكل بساطة عبارة عن أنني يستحيل أن أسجّل مع أي شخص كورس أو أشتري له كتاب بدون أن أكون متأكداً مئة بالمئة أنه قد حقق بعمله في الحياة ما يقول أنه يستطيع أن يحققه معي، يعني لأضرب مثال حتى يتضح الأمر، لا أتدرّب السباحة مع شخص يدّعي أنّه مدرّب سباحة مثلاً، أريد أن أتأكد قبل ذلك من أن له بطولات شارك بها قبل ذلك، من أن له إنجاز في هذا المجال، كذلك الكتابة، كثرت كورسات الكتابة وتعليم الكتابة، ولكن حين أسجّل بأي كورس أختار أستاذ قد حقق فعلاً ما أريد تحقيقه في هذا المجال، لا أقتنع ببحر من شهادات وسمعة وشهرة، أريد أن أرى نتيجته محققة في حياته قبل أن أقدم وأضيّع وقتي معه.
لا أقتنع ببحر من شهادات وسمعة وشهرة، أريد أن أرى نتيجته محققة في حياته قبل أن أقدم وأضيّع وقتي معه.
يمكن للكثيرين تصميم وعرض سيرة ذاتية مبهرة عن إنجازاته، ليس بالضرورة أن تُدرج سيرته الذاتية على جوجل، أظن أنه من الصعب التحقق من مصداقية المعلومات التي يقدمونها عن أنفسهم، حتى الشهادات تكو شهادات بحضور مؤتمر أو ندوة والتي نحصل عليها غالبًا حتى لو كنا نائمين بالمحاضرة بمجرد التواجد والتسجيل. كيف تتحقق من المعلومات الشخصية للمدربين طالما لا تعرفهم معرفة شخصية؟
تخيلي يا ميادة أن تذهبي إلى مدرب سباحة لكي يتولى مهمة تعليم أطفالك، وعندما دخلتي لصالة التدريب وجدتي أن مدرب السباحة يستغيث بأحد ينقذه من الغرق، هل سيكون عندك ثقة بأن يتولى هذا مهمة تدريب وتعليم الأبناء؟ بكل تأكيد لا.
وبنفس المنطق يجب أن نختار من هو قادر على التعليم والتدريب، فأنا لن أذهب لشراء كتاب بعنوان ( كيف تحصل على وظيفة) وصاحب الكتاب نفسه عاطل ولا يمتلك أي إنجاز سوى هذا الكتاب.
لو كانت المعرفة والخبرة لها قيمة ومؤثرة فكذلك سيكون صاحبها، وهنا يجب أن نعرف أكثر عن صانع المحتوى أو مؤلف الكتاب قبل أن نندفع.
هناك مئات الأشخاص يستطيعون السباحة ولا يتمكنون من تدريب الأطفال، وهناك المئات لديهم وظائف ولكن لا يمكنهم إفادتك بمشاركة الخبرات، المقصد ليس فقط أن يكون لديه معرفة بل يجب أن يكون لديها خبرات متراكمة تسمح له بذلك، لأني ألاحظ وجود أشخاص كثر يقدمون دورات وهم غير مؤهلين بالخبرة الكافية، مثلا هناك مؤثرة على السوشيال ميديا وهي بعمر 23 عاما وتقدم نفسها أنها مديرة بقسم كذا وكذا، وألفت خمس كتب لتعليم وصناعة المحتوى، أين ومتى شغلت كل هذه المناصب لا أدري وأمثلتها كثر للأسف وهذا ما يخدع الناس بالفعل
يمكن لأي كان حاليًا صناعة سيرة ذاتية خرافية، وتأليف عدة كتب بوقت قصير، التقنية تساعد على صناعة النجوم بجميع المجالات، لكن المشكلة في النهاية تكمن في ما إذا من الممكن لهؤلاء تقديم قيمة حقيقية بالمجتمع غير إنجازاتهم الشخصية شهرتهم. لكن برأيك من أين يمكنك الحصول على معلومة مفيدة من خلال كورس لتتعلم مهارة جديدة أو تحسن مهاراتك الحالية؟
أتخيل الأمر بالفعل وأراه غير مناسب بالتأكيد، لكن لن يصل الستهتار لهذا الحد فعلى الأقل يكون المدرب ذو خبرة ومهارة. لكن هناك نقطة أخرى أضعها في الحسبان وهو مهما بلغت خبرة ومهارة المدرب أو مقدم الكورس فالأهم أن يكون قادرًا على التعليم وإيصال العلومة، فالبعض ليس لديهم المهارة لتعليم ما تعلموه وأتقنوه بالفعل، فالشرح والتعليم نفسه مهارة.
كما ذكرتي هناك عدد لا حصر له من مصادر التعلم, ولكن هذا سيدعو للتشتت إلا لو وضعت لنفسي هدف وسؤال (لماذا احتاج هذا الكورس؟ أو مالذي سأصل إليه بهذا الكورس) ثم أرتب الأهداف لأولويات وأبدأ في الأهم أي الكورس الذي سيعطيني أكبر استفادة لأهم هدف لدى, مثلاً أنا أريد أن أصمم برنامج خاص بمجالي إذا ماهي لغة البرمجة التي أحتاجها ؟ وما هي أفضل منصة برمجة سهلة لي ؟ ثم بناءاً على هذا اختار كورس معين وأبدأ به
أسأل مجرب.
معرفة شخص مهتم بنفس المجال الذي أنا مهتمة به، وسؤاله عن رأيه في الكورس كذا أو الكتاب الفلاني هي وجهتي الأولى الحقيقة.
كما أنني أضع دائمًا ترشيحات الأشخاص الذين أثق بهم في الحسبان.
بالإضافة إلى قوة هذا الكورس في سوق العمل مثلًا، هذا عامل مهم.
بصراحة بدأت أميل للمعرفة العملية، وخصوصاً في ظل التطور الكبير في الخداع الذي خلقه نموذج "الأذى الاصطناعي"، فأنا الآن لا أعرف ما أن كانت ميادة فعلاً خبيرة بصناعة المحتوى لدرجة تجعلها تطرح دورة به، أم أن الدورة تمت كتابتها بنموذج ما وخرجت ميادة تقرأها لنا دون أن تختبر توجيهها بالواقع، بدأت أتعلم من أشخاص لهم خبرة عن طريق الملاحظة المباشرة فقط.
أولًا أحدد لنفسي ما هي ميولي وما هو المجال الذي يجذبني،ثانيًا أقرأ عن الكورس وأرىٰ معظم الآراء ثم أبدأ خطوات التعلم.
أحيانا الأراء تكون غير جديرة بإبداء الرأي، أو على سبيل الدعايا، لذا برأيي أول شيء مصدقية المكان نفسه، كأكاديمية معترف بها، لديها تاريخ بالمجال، ثم المدرب وخبراته العملية، طريقة المتابعة بالكورس تفرق معي، وهل هناك اختبارات أم الشهادة تمنح للجميع دون التأكد من تأهله للدخول بالسوق، كل هذه عوامل تفرق كثيرا في الاختيار
لعل أهم ما أشرت إليه هو في حالة وجود شهادة فلا يجب أن تكون متساوية بل يجب ذكر نسبة مئوية مثلاً لتقييم كل شخص
كأكاديمية معترف بها، لديها تاريخ بالمجال، ثم المدرب وخبراته العملية، طريقة المتابعة بالكورس تفرق معي
إذا اخترت مثلًا منصة موثوقة وتقدم العديد من الكورسات المعتمدة في نفس المجال الذي أبحث عنه فإنني أجد العديد من الكورسات والعديد من الخيارات، كورسات تمتد لساعات وأخرى لأسابيع، بعضها مترجمة للعربية والأخرى لا، يختلف مقدمو الكورسات بنفس المنصة، أعتقد أنه أحيانًا تكون الخيارات المتعددة محيرة، فكيف أحدد الأنسب؟
التعليقات