المُجتمعات تتعافى بمستويات تعليم جيلها ونُخبها العلمية والثقافية، لا عذر للظروف والمرحلة أن تفرض إملاءاتها وبؤسها لتصد من تعليم الجيل.

في أوج أزمة اليابان كانت الحكومة تشق الأنفاق تحت الأرض لتوفر طريق بديل وأمن للطلاب للوصول لمدارسهم دون أن يمسهم ضر الحرب، لم توقف عجلة التعليم، وأكثر من هذا راحت فْعَلت قانون المُخالفات والعقوبات الصارمة على كل أب أو رب أسرة يمنع أولاده من حق التعليم سواء بحجة الحرب أو الأزمة التي كانت تعصف بالبلاد إنذاك ، واليوم أين اليابان ودورها الريادي والتنموي والصناعي؟ في مصافي الدول المتقدمة علميًا وإقتصاديًا وصناعيًا.

الإدراك الجيد بأهمية التعليم

الحث على التعليم والتعلم واجب وطني ،وعلى كل رب أسرة أن يعطي لأجل التعليم، وأن يكون أستاذ أبناءه في التحفيز والنصح والإرشاد، وأن يبذل جل جهده حتى يصنع من أبناءه شيئ يذكر مستقبلاً، ولنعلم التأمين المستقبلي والحقيقي للأولاد هو تعليمهم أفضل تعليم ليأمنوا أنفسهم بأنفسهم، معركة الوعي لاجل التعليم يجب أن تستمر عند كل أب.

لكل أب

إجعل ولدك مشروعك العلمي ، استثمر فيه شرط أن يكون أهلاً لذلك الثقة، وعليك أن تعي جيدًا التعليم أحوج من الأكل والشرب خاصة في ظل هذا السباق المعلومات والتقدم التكنولوجي السريع، زمن الجهل ولىٰ بفعل كان، ولابد أن نُملئ مدارسنا بالطلاب بدل أن تكون ساحة للصراعات ،وحماقات الجهل والتخلف.

إفتقار المجتمعات العربية لأسس التعليم الصحيح

التعليم سبيل لتغير المُجتمعات فلنجعل مشروعنا علمي بحت في هذا الجانب بعيدًا عن إرهاصات الواقع ،وتعقيدات المشهد الحالي، علينا أن نعطي أولوياتنا ونحن نخوض هذه المعركة والتجربة حتى نجد ثغرة للنور، وأن لا نجعل أعذاراً واهية تتغلغل في ذواتِنا حتى التجريد من الهمة والنفور، نحن أمام تحدي كبير، عصرنة الحياة سريعة ولا قبول لمن هو فقير علميًا ومعرفيًا، العصر يتطور ويحتاج لعقول فذة تواكب حداثته.

إفتقار المُجتمعات العربية لأُسس التعليم الصحيح هو ما جلعها أكثر عرضة لهذا الإنتهاك وهذا الضيم المعرفي الحاصل الذي شتتها وصنع منها مُجتمعات إتكالية لا تؤمن بأن التعليم حياة عكس دول العالم المتقدمة التي صنعت فارقاً كبيراً في نهصة التعليم العام والتعليم الأكاديمي.

تغير الواقع

إذ أردنا تغير واقع التعليم علينا أولاً : أن نؤمن بأهمية ذلك، وأن نخصص ماهو أكبر من الدعم والجهد والتحفيز، رغبة تحقيق تعليم جيد بدون همة ومال يوفر متطلبات وسُبل التعليم الأساسية لا يمكن إطلاقاً، التعليم يحتاج دعم مالي ودعم معنوي، وإذا أنفق رب الأسرة ما تيسر من ماله لهذا الهدف أعتقد سوف يحصل نقلة نوعية داخل الجيل بغض النظر عن إنتظار الدعم من الجهات الحكومية أو المانحة هذا بالنسبة لتلك الدول التي تقع على خط الفقر وتعاني من عجز في الميزانية نتيجة أزمات وحروب طويلة لم تخلص بعد.