تجربة جامعة كوتاهيا دملوبنار  KÜTAHYA DUMLUPINAR ÜNİVERSİTESİ في التحول للتعليم الرقمي (التعليم عن بعد) 

تمهيد:

- في خضم التقلبات الاقتصادية في تركيا وأزمة اللاجئين و المشاكل السياسية الداخلية و الخارجية-و كأن الأوضاع تحتاج المزيد من المشاكل- فقد ظهرcovid-19 على حين غفلة، ومثلما انتشر في كل العالم و دخل في البلدان كالضيف المفاجئ المزعج فقد دخل الى تركيا ايضا و أثر على مفاصل الدولة من جميع النواحي فاتخذت الدولة التركية الإجراءات و التدابير اللازمة على جميع الأصعدة (الطبية و التعليمية و الاقتصادية.. الخ-) للتعامل مع هذا المرض وكسر انتشاره.

- ومن هذه التدابير المتبعة ما تم إجراؤه في الجامعات التركية من تحويل العملية التعليمية من التعليم التقليدي في الصفوف الى التعليم عن بعد.

الهدف من التحول الرقمي:

- الجامعة، كونها مؤسسة تعتمد على نظام إداري للوصول الى الأهداف المطلوبة وبسبب الحاجة لاستمرار العملية التعليمية من اجل تحقيق الأهداف المخطط لها وتقليل الاختلاط بين الطلاب للحد من انتشار المرض وحصره وأيضا لضمان الاستمرار بمتطلبات الحياة اللازمة فقد قامت الجامعات التركية وبتوجيهات من مجلس التعليم العالي بالعمل على بناء البنية التحتية اللازمة للتحول الرقمي هذا، لكن ومع الأسف وكما هو الحال في كثير من التحولات فقد واجهت بعض الجامعات معضلات ومشاكل اثرت على جودة التعليم عن بعد.

آلية التحول:

- بدأت جامعة دملوبنار DUMLUPINAR ÜNİVERSİTESİ بالعمل على التحول الرقمي فقد استعانت بمبرمجين واختصاصيين من ضمن مركز البحوث المتقدمة   İLERİ TEKNOLOJİLER MERKEZİلإنشاء نظام للتعليم الإلكتروني، فبدأوا بتجهيز السيرفرات اللازمة لنقل العملية التعليمية الى المنصة الإلكترونية.

مشاكل واجهتها جامعة دملوبنار في اثناء عملية التحول:

ومثل أي عملية تحول رقمي فالمؤسسة قد تواجه تحديات وصعاب أثناء عملية التحول، جامعة دملوبنار واجهت العديد من الصعاب وقد استطاعت تجاوز بعضها في حين لم تستطع تجاوز بعضها الاخر.

ومن هذه المشكلات التقنية التي واجهتها الجامعة:

1-السيرفرات لم تكن على قدر كافي من تحمل أعباء عدد الطلاب المتواجدين في الجامعة.

2-مشاكل وتقطع في البث اثناء حضور الدرس الاون لاين.

3-مشاكل اثناء تقديم الامتحانات، كعدم قبول تغيير الإجابة الصحيحة، وعدم قبول تسليم الفحص عند الانتهاء منه وما الى ذلك من مشاكل.

المنصة الإلكترونية للتعليم عن بعد في جامعة دملوبنار:

أ-هناك نظامين لحضور الدروس في المنصة:

1-نظام الدروس الأون لاين: حيث يكون هناك دروس تفاعلية بين الطالب والأستاذ ويوجد إمكانية للطالب للمشاركة بشكل فيديو او صوت او حتى ضمن خانة الدردشة والتفاعل مع الأستاذ بشكل مناسب، كما انه يقوم الأستاذ المدرس بإرسال إشعار على موعد الدرس.

2-نظام الدروس المسجلة كفيديو: حيث يقوم المدرس بتسجيل الفيديو ورفعه على المنصة وهناك خانة تمكن الطالب من إرسال الرسائل والاستفسار إذا أراد.

ب- الوظائف والمشاريع:

يوجد في المنصة خانة منفصلة من اجل الوظائف حيث تظهر إشعار على أن المدرس قد قام برفع طلب وظيفة من الطلاب، وتحتوي الخانة المطلوب من الطلاب وأيضا اخر موعد للتسليم.

ج-نظام الامتحانات:

في المنصة هناك نظام مخصص من أجل الامتحانات، حيث يتم وضع الامتحان سواء بالشكل الكلاسيكي (يقوم المدرس بوضع السؤال ويطلب إجابة مكتوبة من الطالب)، او بشكل الاختيار من متعدد (سؤال وله عدة خيارات ويختار الطالب الإجابة الصحيحة), وحتى انه يوجد ملئ فراغات و توصيل.

د-رابط موقع التعليم الإلكتروني:

إيجابيات وسلبيات عملية التحول الرقمي في الجامعة:

- الإيجابيات:

1-إستمرار العملية التعليمية ولو بقدر اقل من الكفاءة عن التعليم التقليدي.

2-العمل على استدامة منصة التعليم عن بعد.

3-خوض تجربة التحول الرقمي.

4-بناء نظام التعليم المختلط (التعليم وجه لوجه والتعليم الإلكتروني).

5-إتاحة فرصة افتتاح اقسام للدراسة عن بعد في الجامعة.

6-الرجوع الى الدروس المسجلة عند الحاجة.

-السلبيات:

1-انخفاض جودة التعليم في البلاد.

2-انخفاض ترتيب جامعة دملوبنار بين الجامعات التركية وانخفضت أيضا ترتيبها ضمن الترتيب العالمي.

3-عدم وجود نظام مراقبة فعال للامتحانات، حيث لم يجبر الطلاب على تشغيل الكاميرا ولم يتم ضمان عدم خروج الطالب من الموقع اثناء تقديم الامتحانات وبالتالي زادت سبل وفرص الغش وسهولة الاستعانة بمصادر خارجية، وحتى ان بعض الطلاب قام باستئجار طلاب أخرين للدخول مكانه في الامتحان بمقابل مادي، ولهذا الامر تداعيات خطيرة على المدى القريب والبعيد.

4-عدم متابعة التزام الطلاب بحضور المحاضرات الاون لاين، فقد كان بعض المدرسين يقوم بإعطاء الدرس ولا يتواجد معه طالب واحد على الأقل، وأيضا نسبة حضور الفيديوهات المسجل للمحاضرة قليلة جدا.

5-إنخفاض السوية التعليمية عند الطلاب بسبب نقص المعلومات اثناء فترة التعلم عن بعد، وظهر هذا جليا عندما اعادت الجامعة افتتاح أبوابها للتعليم التقليدي بعد حصر فيروس كورونا.

6-عدم توفر الية لتعويض الأقسام التطبيقية من الحصول على فرصة التدريب العملي وبالتالي فقد طلاب الأقسام التطبيقية فرصة الحصول على التعلم العملي.

خلاصة:

إن عملية التحول الرقمي بحاجة لخطة مدروسة بإحكام وأدوات فعالة لضمان نجاح عملية التحول الرقمي وإلا ربما تؤدي هذه العملية الى اثار ونتائج لا يحمد عقباها,و في اثناء انتظار نتائج مرضية تحدث الصدمة برؤية النتائج الكارثية لهذا التحول, فلقد كانت تجربة جامعة دملوبنار نموذجا سيئا نسبيا بسبب عدم إتباعها الأدوات الصحيحة للتحول الرقمي, فإنه كان من المفترض ان تتعامل مع منصات رقمية تعليمية للاستفادة من خبراتهم وادواتهم للحصول على النتائج المرضية ,واما الان فمن اللازم فتح دورات لتعليم الطلبة لتعويضهم ما نقصهم و العمل على سد الفجوة التي حدثت اثناء التعليم الإلكتروني.