ما رأيكم بالتفاعل في التعليم عن بعد وكيف يمكن تطويره

وعليكم السلام ،

التعليم عن بعد أثبت جدارته في الأونة الأخيرة، بل إنه في الوقت الحالي تم تطويره مسبقًا عما كان منذ ٥ أعوام مثلًا، يعني أصبح هنالك العديد من الطرق التفاعلية التي جعلت التجربة أفضل مثل الآتي :

• فتح باب النقاش " المجتمع " داخل صفحة الدورة التعليمية ، وبالتالي إمكانية الإجابة عن التساؤلات المطروحة .
• عمل نماذج امتحانات online وبالتالي يمكن للمتعلم أن يقيس مهاراته .

وبناء على تجربتي الجامعية بدولة المجر، فقد استطاعت الجامعة جعل التعليم عن بعد أفضل بكثير، فيمكنني الاطلاع على كافة المحتوى الدراسي والأسئلة وتقييم نفسي وسؤال الأخرين من خلال منصة الجامعة على الإنترنت .

وهذا التطور على مستوى الجامعات هو درس مستفاد لما عاشه العالم في الوباء العالمي الأخير .

التعليم عن بعد أصبح اليوم حاجة لا بد من العمل عليها غالبية المؤسسات التعليمية خصوصا بعد أزمة كلوفيد ، ويمكن تطوير التعليم عن بعد عندما يتم:

• توفير شبكة الإنترنت بجودة عالية من طرف المدرسين.
• توفير بطاقات الإنترنت لطلبة من أجل التمكن من دخول للمنصات التعليمية الرقمية.
• إنشاء منصات تعليمية رقمية قادرة على استيعاب حجم الدروس المتضمنة فيها وأيضا دون حدوث خلل تقني بتعرضه المستخدمين.
• محاولة إرفاق مقاطع صوتية وسمعية بصرية أثناء شرح الحصص دون الاعتماد بشكل كلي على الأسلوب التقليدي الذي يتعب عقول الطلاب لتفكير والتحليل.
• تحفيز الطلبة للتفاعل والمشاركة في الحصص الافتراضية بتقديم جوائز وتحفيز حتى نضمن المتابعة المستمرة لطلاب.

لأن كما نعلم بأن التعليم عن بعد يستدعي لمجهود مادي ومعنوي من أجل تحقيق أفضل النتائج وإذا تم بناء بنية تحتية رقمية متينة فالأكيد أن سنجني أفضل النتائج.

كمعلمة لغة أجنبية، لاحظت مدى تأثر التلامذة بشكل سلبي بالتعلم عن بعد في ما يخص اللغة الإنكليزية، فيوجد تأخر واضح جدا في مرحلة الابتدائي وتأخر لغوي لم يسبق أن رأيت له مثيلا عند نفس مستويات الصفوف قبل التعليم عن بعد. ولكنني لا أجد أن العيب في الطريقة أبدا، فقد قدمت عدة محاضرات تعليمية عن بعد وبفضل التطبيقات الجديدة والتطور، لم أشعر باختلاف كبير بين التفاعل عن بعد والتفاعل في الصف، بل أجد أن التراجع الحاصل هو بسبب تقصير متابعة من الأهل أو إهمال من التلاميذ. فنجد الأهل يحلون مسابقات وفروض أبنائهم، أو لا يتابعون ابنهم الذي قد يفتح المحاضرة ويلتهي بأمر آخر، فعيب هذا النمط التعليمي هو غياب الرقابة المباشرة. فحتى في الصف، التلميذ المهمل والذي لا يود التركيز، لا يستفيد.

الحل الأول والأخير للاستفادة القصوى من النمط التعليمي هذا هو توعية الأهل حول ضرورة متابعة الطفل أثناء المحاضرات وعدم مساعدته في حل التمارين والامتحانات، فهذا يحجب نقاط ضعف التلميذ الحقيقية عن المعلمة، وبالتالي لن تعرف ما الذي يجل أن تركز عليه، كما أنه سيعود التلميذ شخصيا على الاتكالية.

من خلال خبرتي، أعتبر التعليم عن بعد مناسبا جدا للتلامذة في المستويات الأكبر، كون حسهم بالمسؤولية يكون أعلى، ويمكن توفير الوقت من خلاله أو إتاحة ميزة إعادة المحاضرات. أما بالنسبة للتلاميذ الصغار، فوجدت توعية الأهل صعبة أو حتى أنه يستحيل الإشراف الدائم على الطفل في المنزل. بالإضافة إلى ذلك، وبغض النظر عن الجانب الأكاديمي، وجدت أن قدرة الأطفال على التواصل الاجتماعي بطلاقة ضعفت كثيرا.

في السياق التعليمي الحالي ، التكنولوجيا والتعلم لا ينفصلان. لقد حولت أجهزة iPad و Mac و Apple TV الفصل الدراسي من بيئة ثابتة ، حيث يقف المعلم في مواجهة الطلاب الجالسين ، إلى مساحة للتعاون التلقائي والتعلم المخصص.

وبالنسبة لي كانت لي تجربة في التعلم عن بعد أثناء أزمة الكوفيد ١٩، إلا أن التفاعل كان شبه منعدم خاصة أنه لم يكن في بيئته ومساحته التكنولوجية، كانت السنة الدراسية تعتمد على نشر المحاضرات في المنصة دون تفاعل مع الدكاترة. ممكن أنه درس قد يكون له التأثير اليوم على تحسين وتطوير المواقع والمنصات التدريسية.