هل حقا التعليم عن بعد هو البعد عن التعلم؟ !

اعتقد أن العنوان أصابني ببعض التشتت، حيث أنني أرى أن المدرسة تأخذ من وقت الطلاب كثيرًا وتصنع نسخصا مكررة منتظمة من العقول، فظننت العنوان سيعرض مشكلة القضاء عل المواهب المدرسية واستنساخ الأطفال وإبقائهم في مربع واحد لا يمكنهم الخروج منه، لكنني وجدت أن المساهمة تتحدث عن نقص التعامل الانساني والتواصل بين الطالب والمدرس من خلال مواقع التواصل

لا أجد أهمية من ضرورة الوجود الجسدي في مهنة التعليم تحديداً، لأنه في نهاية المطاف أنت تسعى لنقل معلومات و مع وجود التعلم عن بعد فالمعلومة قادرة أن تصل لك دونما ضرورة أن يكون المعلم بجانبك فهناك جامعات أعمالها تقوم بشكل كامل على نظرية التعليم عن بعد و نجد أن الطلاب يحصلون على المعلومات بشكل مبسط و مُيسّر و يحصلون على نتائج جيدة لكن هناك بعض التخصصات لابد من أن يتخللها قسم عملي مثل التخصصات الطبية التي يجب أن يكون فيها المتعلم في نفس المكان التي يتم فيها اعطاء المعلومة.

لا يوجد مشكلة بالنسبة لي في التعلم عن بعد في حال كانت المواضيع نظرية بحته بل أرى في ذلك حفظ للوقت فعندما تحصل على المعلومة و أنت في منزلك فأنت تختصر الوقت الدي لا داعي له في أن تقضيه في المواصلات ناهيك عن الصعوبات التي نعانيها في مجال المواصلات في البلدان العربية و إذا كان لدي تحفظ في هذا الخصوص فسيكون فقط لمن هم بحاجة للمارسة العملية في مسيرتهم و متطلباتهم الدراسية.

أنا أرى أنه حان الوقت لتغيير الثوابت فهي تتغير مع الوقت، فقد تعودنا على التعليم المباشر، و فالدول المتقدمة الآن يمكن للبعض أن يحصل على الماجستير عن بعد و نحن نتحدث عن إمكانية دخول التعليم عن بعد!

و تعمل الآن بعض الدول العربية على تنفيذ تجربة التعليم الهجين الذي يمزج بين التعليم عن بعد و الحضور المباشر، و قد ينجح و إن لم ينجح فلابد أن يبحثوا عن حل آخر، فإذا فشل التطبيق فالخلل ليس في النظرية و النظرية مطبقة بالفعل في العديد من الدول المتقدمة فلنبحث عن العيب في أنفسنا!

تجربتي مع التعليم عن بعد كانت جيدة و لكن ينقص المؤسسات البنية التحتية التكنولوجية للقيام بهذا حتى أعضاء هيئة التدريس غير مدربين على التعامل بهذا الشكل، لكنها توفر الوقت و في عصرنا هذا يعمل الملايين عن بعد فلماذا لا نتعلم عن بعد؟

التواجد الجسدي مهم جدا في العملية التعلمية خصوصا بالنسبة لمن هم بالمراحل الأساسية.

يستوعب الإنسان بشكل أفضل ويتذكر المكتسبات بالتفاعل مع الأستاذ, والأمر يصير ضرورة للأطفال والمراهقين.

يمكن بمراحل الدراسات العليا الاستغناء عن التواجد الجسدي في بعض التخصصات, لكنه يستحيل إلغاؤه في أخرى كالتخصصات التي تحتاج تجارب مختبرية ومعاينات بالعين المجردة... الطب كمثال.

لكن بشكل عام التعلم عن بعد بشكله الحالي ليس بديلا عن التعلم الحضوري, وشخصيا أتذكر عدة معارف اكتسبتها من محاضرات حضرتها جسديا بشكل أفضل من تلك التي شاهدتها مسجلة بفيديو.

حتى الآن لم استطع أن أكون فكرة واضحة عن التعليم عن بعد وهل أولادي استفادوا منه أم لا وهل هو أفادهم بشكل علمي وتربوي. لو تحدث كمتخصصة فى التكنولوجيا سأقول أن التعليم عن بعد له أشكال كثيرة من تبدأ من أول وضع المحتوى التعليمي بأي شكل إلكتروني حتى لو كانت صورا أو Pdf فقط للقراءة والاطلاع ويمتد حتى إنشاء موقع بشكل احترافي وأكاديمي للتعليم عن بعد يتضمن محتوى تعليمي تفاعلي كالأسئلة والأجوبة واختبار الطلبة لقياس مدى فهمهم للمادة العلمية  مع متابعة دخولهم على النظام والتقدم الذي يحرزونه.

التجربة التي ممرنا بها جميعا العام الماضي وخاصة في مصر لم تكن واضحة المعالم بشكل كبير. فكل مدرسة قامت بما يتطابق مع تعريفها للتعليم عن بعد.  وايضأ ما يتلائم مع الأموال التي تستطيع تكلفها لبناء نظام تعليمي عن بعد.

بعض المدارس اكتفت بارسال المادة العلمية للطلبة علي البريد الإلكتروني ومع معرفتهم أن معظم الطلبة تعتمد على الدوس الخصوصية لم تهتم بمتابعة الطلاب.

بعض المدارس قامت بإستخدام خدمات التعليم عن بعد من الشركات وهي خدمات متكاملة وتتيح للمعلمين شرح الدرس اونلاين مع متابعة الطلاب والواجبات والامتحانات. ولكن بالطبع هي مدارس خاصة مما جعلهم يزيدون التكلفة كثيرا على أولياء الأمور. وهذه السنة أرى أن بعض المدارس طالبت الأهل بدفع مصاريف زيادة تحت مسمى تعليم عن بعد J مما جعلني أفكر أن الأمر قد نوع جديد من الاستغلال لزيادة المصاريف بعد ملابس المدرسة والكتب والأدوات المكتبية.

لا يمكن أن يكون بديل ولكن متت له

على الاقل خلال هذه الفترة

في التخصصات الادبية والادارية ارى بانه ناجح جدا وافضل من النزام التقليدي