احسن تربيه اولادك عن طريق الضرب
مع ام ضد؟
إذا أردت لابنك أن يعيش بلا شخصية، وبلا أمان ويقبل بالخضوع والاستسلام لأي شخص، والانجراف وراء أي شيء ، وأن يعيش طيلة حياته متأثرًا بكدمات نفسية ولا يحترمك فقم بضربه.
إن كان الأمر بهذا المنطق، فلماذا نعرف ونمشي على مسألة: "اضربوهم على سبع"؟
بهذا أن تملين كل الميل، وبالتالي الأسلوب التربوي خاصتك سيكون لطفل سيقوم بكل شيء ويصبح مدللا لعدم خوفه من العقاب، ومسألة العقاب بعدم الضرب لكن وسائل أخرى لا تنجح دائما
الحديث ياعزيزتي" مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر"، حديث واضح بأن الضرب المقصود به هو ضرب التأديب والتأنيب وليس التعذيب كما نرى اليوم، فالنبي صلي الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين، وقد خص الضرب في هذا الحديث للحث على الصلاة، فالحر تكفيه الإشارة، والتربية تقوم على تبادل الاحترام والحب بين الأباء والأبناء، وليس الخوف منهم، فلو كان ابنك يخاف منك فهو سيفعل الخطأ ولكن دون أن تلاحظيه، أما لو قمت بتربيته تربية سليمة تقوم على الحب والاحترام فأنت بذلك ستجعليه يلجأ إليك، طريقة التعامل هي المفتاح، ولا أقصد بعدم الضرب أن أصل بطفلي للدلال الزائد لأنه بإمكاننا استبدال الضرب بأي وسيلة تربية أخرى كالعقاب الإيجابي مثلا، ومتى تعسرت كل سبل التربية حينها تستطيعين اللجوء إلى الضرب الخفيف غير المبرح للتأديب فقط.
الحقيقة ان الأمهات لديهم قدرة على معرفة كيف تحسن تربية أولادها، على أساس أن تعرف طبيعة طفلها اولا، والدتي كانت تنهج معنا العديد من الطرق، عني أنا كنت جنية بشرية خاصة في صغري، أقوم بالمصائب ومتمردة بدرجة اولى، وماكان يجعلني أتراجع إلا الضرب، وبهذا تقوم سلوكي..
لكن أختي الاصغر مني لم تكن مثلي، فيكفي إنذار واحد شفوي من أمي لكي لا تعود مجددا هي لأي أمر سيء..
أما أخي من أجل أن يسمع منها فيجب أن تحرمه من لعب الألعاب الإلكترونية، مرة ومرتين يكفي أن تقول له: هل تريد أن أسحب منك الألعاب؟
وبعها لن يعود..
وأنا مع هذا الأسلوب والذي سأتبعه مع أبنائي، لكن الإشكال هو الأم والأب الذين لا يعرفون أبدا أي أسلوب أو شخصية طفلهم، تخيلي قد ينتجون عاهة نفسية لطفل هادئ فقط يمكن إنذاره وتربيته ستكون سهلىة، لكن طوال عمره يضرب للكبيرة والصغيرة..
الضرب ليس مسألة غير جيدة، بل المشكلة أين توظف؟
أبدا، نتشابه جميعنا بشكل عادي، وما لاحظته أن هذا جعلنا مبدعين، قد يكون مبالغة وتظنه تجميلا، لكن سأتحدث بشكل صريح..
أنا كاتبة وأركز على ذلك، وشقيقتي الثانية رسامة تدرس في معهد فنون، شقيقتي الثالتة مصممة فيديوهات وتمتلك صفحة يتابع تصاميمها الآلاف، وشقيقي الأخير لا يزال صغيرا لكنه يقول انه يريد مبرمج ألعاب، وعلى الرغم من صغره ولا يزال يبلغ 11 سنة، يبحث عن كيف يربح المال رغم أني لا أفهم أنه وصل لهذه الأمور وهو في هذا العمر، واستراتيجاته في الحديث ذكية للغاية..
هذا يؤكد ناجح تربية والدتي، كلنا هادئون من الشخصيات التي لا تتحدث لكن تبحث عن الإنتاج، ولدينا عقليات متقاربة..
أمي من صغرنا لم تعاملنا كأطفال وحسب، بل عشنا في جو أننا سنكون يوما ما ذوي قيمة كبيرة..
ولهذا اعتقد أنه أمر صحيح، حين تخبرني هي عن أفعالي، وليست الوحيدة، بل أسرتي تخبرنني أني كنت أم مصائب..
حتى أنا التي ضربتني كان لها تكتيك خاص بي، لن تضربني من أول خطأ، ولم تكن تضربني للخطأ بل العناد والتمرد..
في حادثة لي وأنا بنت 12 سنة، يعني عاقلة، كنت ألعب ورميت حوالي 6 كيلو من البطاطا من الشرفة، في تجربة قالها ل مخي كي أعرف هل ستصبر البطاطا ام ستنهرس، وهي كانت في المطبخ، وسمعت ذلك وحذرتني أنه فعل سيء..
أعدتها مرة أخرى، ما إن يضع والدي الخضر حتى أختار البطاطا، وكنت شديدة العناد، ما إن تمنعني، حتى أصر على ذلك بشكل أكبر..
المرة الثالثة ضربتني، حين اشتكى رجل أن إحدى البطاطات فجرت رأسه وهو متوجه للمسجد..
وبسبب الموقف اضطرت لضربي، وكان هذا علاجي، اصبحت أنظر للبطاطا بحسرة من بعيد دون أن أقترب منها..
والحقيقة أني حين أتذكر نفسي وأنا طفلة، أخبرني أني كنت سأقتلني بالضرب لو كنت مكانها، لكنها صبورة للغاية، وذكائها حاد، هذا ما جعل تربيتها تنجح معنا نحن الأربعة، على اختلافنا، لأنها أيضا نهجت مع كل أحد بشكل مستقل تربيته
أنا لست مع أسلوب الضرب أو التعنيف اللفظي لأنّ احتمالية تحطيم هذا الأسلوب لنفسية وشخصية الطفل عالية، وأثر هذا سيمتد للمستقبل. ثم هناك أساليب عقابية أخرى، مثل منع الطفل المشاغب من ألعابه المفضلة أو عدم السماح له بلقاء الأصدقاء أو تكليفه بمهمة معينة.
وقبل ذلك أفضل الحديث مع الطفل وتبيين الخطأ فيما يقوم به، وتحذيره من تكرار الشغب إن كانت المرة الأولى له.
التعليقات