عِنْدَمَا حَانَ وَقْتُ الرَّحِيلِ تَلَاطَمَتْ مَشَاعِرِي كَبَحْرٍ هَائِج تَلَعْثَمْتْ كَلِمَاتِي وَتَفَرّقَ قَلْبِي وَعَقْلِي وَانْفَصَلَ خَارِجِي وَدَاخِلِي وَحَلَّ ظَلَامُ اللَّيْلِ فِي عَيْنِي وَمَا عُدْتُ أَرَى سِوَى ذِكْرَيَاتِنَا تَتَلَاشَى فِي ذَاكَ الظَّلَام، انْتَفَضَ لِسَانِي وَنَطَقَ بِمَا لَا أَرْغَب يُودِعُهُ بِابْتِسَامَةِ شَخْصٍ يَلْفِظُ آخِرَ أَنْفَاسِه، دَاخِلِي يَصْرُخ لَا تَرْحَل لَمْ نَنْتَهِ بَعد مَا زَالَ هُنَاكَ الْكَثِيرُ لِنَعِيشَهُ مَعًا،

لَكِنِّي أَفَقْتُ عَلَى صَوْتِهِ يُغَادِرُنِي رَأَيْتُ الْحُزْنَ فِي عَيْنَيْهِ لَكِن لَمْ أَقو عَلَى الْحَرَاك فَقَدْ انْتَهَى مَا كَانَ بَيْنَنَا، بَدَوْتُ هَادِئًا جِدًّا مِنْ الْخَارِج بِرَغْمِ أَنَّ رُوحِي قَدْ غَادَرَتْ فِي اللَّحْظَةِ الَّتِي غَادَرَ فِيهَا .

فِي النِّهَايَةِ لَا يَعْلَمُ أَحَدٌ مَا دُفِنَ دَاخِلِي فَالْبَحْرُ بِرَغْمِ هُدُوئِهِ يَحْمِلُ بِدَاخِلِهِ ظَلَامًا لَيْسَ بِهِ بَصِيصُ أَمَل .... 🥀