أريد الخروج من منطقتي هذه، أريد العثور على شئ يجعل هذا القلب يضج بالصريخ، بئساً لهذا العالم المتقلب، وبئساً لهذه الأنفس المستبده، والهلاك لهذا اللمعان الزائف.
أين نحن من هذه المؤامرات الخبيثة.....؟ أيعقل آن نكون مجرد قطع لحم فاسد لا بأس من التخلص منها خوفا من الروائح التي تثيرها، أيعقل ذلك...؟
كم من صوت تلاشى قهراً، وكم من حلم دُفن رغماً عنه، لم يعد هنالك قلوباً ترأف، فدموع الأطفال أصبحت شئ روتيني بل وحتى من أكثر الأشياء إزعاجاً.
روح تضحك بسلام أقصى أمالها العيش بمأمن برفقة من تحب، وترى العالم بعين تخلو من الجشع والسيطرة وحب التملك، لا تريد سوى رؤية المزيد من الإبتسامات حولها، ولكن لا سبيل للنفاد من أنيابهم، بل من أهم قوانين هذه اللعبة التخلص من تلك الأعداد السخيفة التي تشكل حاجزاً غبي.
لا بأس بالتضور جوعا، ولا بأس بقليل من الإحباط أو الكثير منه،
إن كان التراجع خياراً لا بأس به كذلك، ولكن أن تزحف خارجاً مجبراً، خائفاً، قلقاً، لا تعلم أين سينتهي بك المطاف وأنت تتأرجح بين هذه الأيدي التي تحركها قوى لا تعرف قلوبها معنى للرحمة، لا يفهمون أي من اللغات سوى أقوى لغة بالعالم، التي مفادها إما أنا أو سُحقاً للكل، إنها لغة الربح فقط، وبئساً لما تناله بقية الأطراف الخاسرة.
من منا لا يرغب بأن يكون العالم مكان أفضل ولكن آنى يحدث ذلك بوجود تلك القيود التي تتشبث بنا وتحيط بكل ما هو جميل حولنا وداخلنا مسببة شتى أنواع العتمة والخذلان.
لست أتحدث عن قيود مجتمعية فكل منا له تفكيره الخاص، أو قيود دينية فكل الأديان لها عالمها الخاص بها، أو قيود مالية فالمال إجتهاد شخصي، وبالتأكيد ليست قيوداً طبقية فكلنا بشر لنا تاريخ إنتهاء صلاحية وبإنتظارنا يوم نصبح فيه مجرد جسد يحتوي على لحم وعظم، إنها قيود تفوق مقدرتنا على تجاوزها لقد تشبثت بنا حتى النخاع، وفرضت سيطرتها على الجميع.
في الأزمان السابقة كان الشر محصور ولا سبيل لإنتشاره أو تطوره، ولكن الآن صار بإمكانه التسلل خفية بل وحتى تطور وأصبح من السهل الإصابة بعدواه.
لقد تطور العالم بأكمله والعقول البشرية كذلك، منذ وجودنا على هذه الأرض كانت حياتنا الحيوانية غير مرضية لأسلافنا وتمت رحلة البحث للتغيير إلى الأفضل وبالتأكيد لن يتم ذلك إلا بإفتراس ما يحيط بنا والإستفادة منه قدر المستطاع، لذا الرغبة بالتغيير والتجدد والإكتشاف والتطور والتملك والإفتراس متجزرة بنا منذ وجودنا على هذه الأرض وليست محصورة على بشري بعينه.
يوجد الكثير من الأشياء التي تحيط بنا الآن، ومن كان يعلم بأنها ستتواجد في يوم ما، ولكن أغلبنا ينسب الفضل لوجودها بمن تسبب في حصولنا عليها متناسين المصدر والخيوط المتشابكة التي أدت لنسجها بالصورة التي أصبحت عليها.
بعد كل هذه الأشياء والتغيرات وما أصبحت عليها محطة وقوفنا هذه أتعتقدون أن تكف رغباتنا تلك...؟ بالتأكيد لا بل سنكتسب المزيد من هذه الرغبات الشيطانية، هذه هي القيود بالضبط التي تلاحقنا ولا سبيل للتخلص منها، هنالك أغوار بداخلنا لا نعلم من أين مصدرها وهنالك جزء بنا لا نملك حق التدخل به ويفعل أشياء خارج عن رؤيتنا للأمور.
لنكتشف معاً سر هذه التفاصيل، ولنبحر في هذا العالم الملئ بالأسرار وما يفوق رؤيتنا له........