-لاتنتظري منّي رسالة حبّ في الحرب..!

في الحرب أنسى أن أكتُب لكِ "صباح الخير"

لأنّ يدي مشغولةٌ بحمل البُندقيّة والعَلم الملطّخ بالدماء..! وأصواتِ الموتى،

في الحرب..! لا أفكّر بالعودة،

أنسى أنّ لي قدمان وأزحفُ من خندقٍ إلى آخر

مثلَ جُنديٍ جريح،

في الحرب..! أنسى أن أغنّي لكِ، وأنشِد للموت

"أيها البعيد.. أيها القريب كُن شجاعاً ولاتتخفّ في قذيفةٍ فاسدة، أو رصاصةٍ طائِشة، أو رسالةٍ من العاشقة"

أخافُ أن يعرفَ أحدٌ بأنّي كاتِب،

وأخبّئ قلبي خشيةً عليه من العاطفة والرصاص،

أصبِح حيواناً ضارياً أرتعبُ كلّما رأيتُ ناراً ودخاناً

وأراقب فريستي من بعيد،

ألتهم عدوّي بهدوءٍ ورحمة ولا أنسى رائحةَ أمّي..!

في الحرب لاتنتظريني فقد لا أعود أنا كاملاً..!

أنسى أين دفنتُ قلبي واسمكِ،

أو يطلب عدوّي أحد أعضائي،

فأقدّمُها له كبادرةٍ للسلام!!

أو قد لا أعود أنا..!

يُعجبني دوري في المسرحية وأنسى كيف كنت قبله،

أو ربّما لا أعود..!

أضيّع ظلي وأذهب مخطوفاً أبحثُ عنه في قوائم القتلى،

وبين الجثث،

تغويني قذيفةٌ دافئة وبيت من أحجارٍ وذكرياتٍ كثيرة،

ويتناقل اسمي الجنود..!

فيقول القائِد -وقد لمعت عينه من أثرِ الدمع-

كان كاتبًا شرسًا ‏وأغنيةً تشتهي السلام.

في الحرب..!

لا تنتظري منّي رسالة حبّ.