اليوم سوف نسرد حالة اجتماعية بارزة يتصدرها بعض النخب في مجتمعاتهم سواءً عربية أو عالمية , و نموذجنا في هذا هو الشاعر المعروف محمود درويش .

لو سألت عن محمود درويش سوف تجد بأنه يعرف بشاعر القضية الفلسطينية و المناضل الذي لم يتوقف يوماً عن بالدفاع عنها .

و لو تتبعت سيرته منذ يوم مولده في قرية البروة إلى وفاته في هيوستن , سوف تجد أنه مر على مراحل متقلبه من حياته مليئه بالتناقض !

في بداية حياته انتسب مع الحزب الشيوعي الاسرائيلي وخدم الأجنده الإعلامية للحزب من خلال صحيفة الفجر و أيضاً الأمور السياسية , و قام الحزب بإرساله للاتحاد السوفيتي للدراسة .

و أيضاً تعرف على فتاة اسرائيلية أحبها و انفصلت عنه لأنها تريد الألتحاق بالجيش الاسرائيلي فقد كانت متعصبة لفكرة الدولة اليهودية , و أؤلف قصيدته المشهورة فيها ( بيني و بينك رصاصة ) > في إشارة أنه تركها بسبب إلتحاقها للجيش و يبدو أنها هي من تركته و ليس هو .

و غيرها من الأشياء .

كل هذا يحصل في وقت كان الاعتراف بالكيان الصهيوني خيانة عظمى عربياً و إسلامياً فما بالك بالتعامل معه و خدمته ؟!

الحالة التي مر بها محمود درويش لم تكن جديدة بالساحة فمثله كثير , و تسمى التموضع و البحث عن هوية أكون فيها بارز في المجتمع .

فعندما تكون شخص موهوب في مجال الأدب و الشعر أو الدين و السياسة قد تصاب بنفس هذه الحالة و هي البحث عن مدح المادحين و ثناء المعجبين و إذا لم تأتي لا مانع من شتائم و تخوين الناس لي طالما أني سوف اشتهر .

يقول إحدى الشعراء و الأدباء المشهورين في الساحة العربية قد توفاه الله لا أريد ذكر اسمه , جلست 15 سنة و أنا أكتب أشعاري و أطرح مؤلفتي الأدبية و كانوا يقولون شاعر جيد و أديب متميز لكنني في مكاني لم أتحرك , و عندما طرحت كتابي و قد سماه (هذا الكتاب أثار الجدل في وقته و كان عن تجديد الحديث النبوي ) أصبح الناس يطلعون على أشعاري و مؤلفتي و يشترونها حتى أصبحت أخرج في الصحف و القنوات . انتهى (يقول هذا الكلام في وصفه أن الناس يحرصون على ردة الفعل أكثر من الفعل نفسه )

حالة البحث عن التموضع حتى لو كانت بطريقة سيئة يسلكها الكثير مما يحبون البروز و أن يكونوا نخبة بمجتمعهم تكون كلمتهم فيه مسموعة و أرائهم تناقش و ليس رعاع لا يلتفت لهم أحد ... و هذا الشيء ينجح فيه الموهوبين و أيضاً أصحاب النفس الطويل .

من وجهة نظرك , هل هناك مثل حالة محمود درويش في وقتنا الحاضر ؟