لماذا تم تسمية حلقات التلفاز بالبرامج (programs) ؟ -لنفكّر من جديد-


التعليقات

15

ﻷنها تقوم ببرمجة الجمهور على أمر معين (غرس فكرة، حب شخصية، كره شيء)

هذا المقال قد يفيد

سبب آخر هو أن هذه البرامج تكون مبرمجة تحت نمط معي، أي في أي قناة ومتى تكون، وأنت تعدل من برنامج اليويم لتشاهدها

نعم هذا ما أقصد (برمجة الجمهور). كيف نحرر عقولنا من برمجة التلفاز ؟ هل عدم مشاهدته قد يكون حلا مناسبا ؟

لا، أن تملك عقلا واعيا فحسب

وهذه هي مشكلتنا "العقل الواعي" أين هو ؟ وكيف سيتكون في مجتمع يهمل الكتاب ؟

اهتم بنفسك، المجتمع ليس مسؤوليتك، يمكنك أن تساهم في رفع الوعي في المجتمع إن أردت لكن هذا ليس واجبك أو مسؤوليتك.

عدم مشاهدة التلفاز شيء أنصح به، لم أخسر شيئاً من التوقف عن مشاهدة التلفاز، بالامس فقط تذكرت لم فعلت ذلك، جلست مع الأهل وهم يشاهدون التلفاز ورأيت إعلانات لمسلسلات رمضان، وإعلانات لمسلسلات تعرض الآن، وإعلانات تجارية، ثم مسلسل كوميدي سخيف في آخر ١٠ دقائق من الحلقة وبعده مسلسل مأساوي حزين لم أستطع تحمل دقيقة من بداية الحلقة.

بخصوص "البرمجة"، لا تخف من أي فكرة، الخوف من الأفكار يجعل البعض فريسة لها، من يملك عقلاً يفترض به أن يفكر فيقبل أو يرفض أي فكرة، بل يمكنه حتى ألا يقبل أو يرفض الأفكار، فقط يفكر بها دون أن يتخذ قراراً بخصوصها، الدنيا لا تعمل بثنائية الأبيض والأسود، يمكنك أن تجعل كثيراً من الأفكار تعيش في منطقة رمادية، موجودة دون أن تؤثر عليك ودون أن تقبلها أو ترفضها.

أن تملك عقلا واعيا فحسب

اجل , امتلاكك لعقل واعي , و يفهم الفرف بين الصح و الخطأ يمكنك من مواجهة كل "البرمجة" او التأثير المباشر او الغير مباشر عند التعرض لثقافة غريبة عنك

من الخطير للغاية الإعتماد فقط على كون الإنسان صاحب عقل واعٍ يستطيع الفزر والتفريق والتحليل والتدقيق في كل ما يسمعه ويراه على الشاشة، وذلك لحقيقة بسيطة، وهي أن مصيرك كفرد مرتبط بالمجتمع الذي تنتمي إليه بشكل عام، وكونك صاحب عقل واعٍ فهذا لا يعني أن الآخرين لديهم نفس هذا العقل، وأغلب الناس في مجتمعاتنا عقولهم مجرد مطية للأسف لما يتم إفراغه فيها من أفكار وإنطباعات من قبل وسائل الإعلام والتوجيه التي تمتلكها ثلاثية السلطة والمال والسلاح.

مثال تخيلي بسيط للغاية:

  • أنت تشاهد مسلسل TBBT، وهو مسلسل المفترض أنه فكاهي وليس له أي علاقة بنظرية الإنفجار الأعظم الفيزيائية.

  • وسائل الإعلام التابعة للثلاثية المذكورة آنفًا تتابع تصاعد معدلات مشاهدة هذا المسلسل لدى فئة (الشباب).

  • تبدأ وسائل الإعلام في حملة متزامنة وممنهجة لـ"تثقيف" متابعيها (غالبًا من كل الفئات عدا "الشباب") تجاه النوايا "الحقيقية" لذلك المسلسل.

  • تشير وسائل الإعلام تلك إلى أن ذلك المسلسل يناقش بشكل مبطن نظرية الإنفجار الأعظم بأسلوب قد يكون دعوة إلى "الإلحاد"، وقد تشير وسائل الإعلام أيضًا إلى أن المسلسل يحتوي في بعض حلقاته على أفكار أمريكية تحريضية ضد الشرق الأوسط ودعوات لـ"إثارة الفوضى الخلاقة" و"ضرب الإستقرار" (يعتمدون هنا على حقيقة أن الأغلبية العظمي من متابعيهم لن يتكلفوا على الإطلاق عناء البحث عن أي حلقة لذلك المسلسل لمشاهدتها واكتشاف أنه مسلسل هزلي وليس له علاقة بنظرية الإنفجار الأعظم، ولا يحمل رسائل أمريكية للشرق الأوسط!).

  • بالصدفة تتابع أنت أحد تلك البرامج في تلك الوسائل الإعلامية، وتكتشف مدى الإستغفال الذي يمارسونه ضد مشاهديهم، لأنك شاهدت حلقات ذلك المسلسل وتعلم أنها ليس لها علاقة بما يقولون (إذن أنت استخدمت عقلك بشكل واعٍ).

  • تتشكل العقلية الجمعية لدى أغلبية المتابعين لوسائل الإعلام أن من يشاهد ذلك المسلسل هو شخص يؤمن بالإلحاد ويسعى لإثارة "الفتن"، ويصادف أنك قد تكون قد وضعت صورة لأبطال ذلك المسلسل في حسابك في موقع التواصل الإجتماعي، أو ملصق لهم على حائط غرفتك.

  • يقوم هؤلاء المتابعين من معارفك بربط الصورة الذهنية التي تشكلت لهم من متابعتهم لوسائل الإعلام لمتابع ذلك المسلسل بك، إذن أنت في نظرهم أصبحت (ملحد ومثير للفتن) (تخيل ما الذي يمكن أن يترتب على إلتصاق تلك الأوصاف بك فرديًا ومجتمعيًا بل وقانونيًا).

  • ما هو الحل في هذه الحالة، أنت صاحب عقل واعٍ لكن عقلك الواعِ لم يحل المشكلة ولم يمنع ارتباط مصيرك بمجتمعك!

من وجهة نظري، الحل هو الهجرة إلى مكان آخر، ولكن إن لم يتوفر لك ذلك الخيار، فما الحل؟

نعم متفق معك وكلامك صحيح 100% . لكن الحل الذي اقترحته (الهجرة) أعتبره حل غبي وأناني. لما لا تبقى في مجتمعك وتحاول تغيير نفسك للأفضل ومن ثم عائلتك ومن ثم أصدقائك ومن ثم......وتحاول وتحاول وتحاول. لماذا الهروب ؟ هل نشتكي من الإعلام ؟ لماذا لا نصنع إعلاما واعيا وحر وبالقيم الإسلامية. هل نشتكي من المهراجانات التافهة ؟ لماذا لا نصنع مهراجانات هادفة وتوعوية. بكل بساطة لننتج من أجل دفع مجتمعنا إلى الأمام. ولايجب أن ننسى بأن لكل شخص الحرية في عمل ما يحلو له إما أن ننصحه عن طريق الإنتاج والنقد الهادف أو نترُكه و شأنه و يُكمِل طريقه.

وأين ذلك المكان في الوطن العربي الذي يسمح للإنسان فيه بإتخاذ خط إعلامي أو ثقافي مخالف للخط الذي يراد له الهيمنة؟

الحرية في أوطاننا هي لمن يسير في فلك هذا الخط، أمّا سواهم فلا.

المكان الذي لا يُسمح فيه بالحياة كإنسان كامل الإنسانية الأفضل أن تتركه.

إن كان أحد يمتلك عقل واعي وحر فهذا نتيجة تعليمه الذاتي وتشبته بدينه الإسلام. أما غير ذلك فلا يمكن تكوين عقل واعي وسط منظومة تعليمية غبية ومجتمع يهمل الكتاب وينظر للقارئ نظرة مريخية.

فلا يمكن تكوين عقل واعي وسط منظومة تعليمية غبية ومجتمع يهمل الكتاب وينظر للقارئ نظرة مريخية.

لا اعتقد الامر مستحيل , اعتقد الامر صعب جدا و على موضوع اخر , عندما اتكلم مع جدي ( الله يرحمه ) فقد كان يقول لي الكل كان يقرأ في زمنه

و كان هناك مثل يقول المصري يكتب و اللبناني يطبع و العراقي يقرأ , و لكن الان انعدمت ثقافة القرائة نهائيا

ربما لأنها تكون ممنهجة وفق خطة عمل محددة (جدول الزمن و المكان) , و بالتالي فهي "مبرمجة" مسبقا و لهذا أطلق على هذا النمط من الأعمال ب "برنامج"

و كمثال فنحن نقول "برمجت يومي على كذا و كذا" أي حددت ما سأقوم به و بالتالي فيومي أصبح عبارة عن برنامج كذلك

يقول الدكتور عزمي بشارة عن برامج التلفاز اليوم

ثقافة الاستهلاك حتى الهلاك

جملة تلخص كل شيء


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.8 ألف متابع