كاتب الموضوع: أبو الفداء ابن مسعود
الرابط الأصل:
http://majles.alukah.net/t1...العنوان الأصل: تحذير البرية من غثاء "التنمية البشرية" ومما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية!
الجزء الثاني
انظروا عباد الله إلى ما ترمي إليه وتناقشه – في المقام الأول - تنميتهم تلك...
كيف تصبح أكثر سعادة واطمئنانا في حياتك؟
كيف تصبح أكثر ثقة في نفسك وفي قدراتك؟
كيف تحسن التعامل مع الآخرين من حولك؟
كيف تحقق الرضا التام بعملك وبشخصيتك؟
هل تفتقر إلى معنى أو غاية أو هدف للعمل؟
هل تريد رفع مستوى معيشتك وتحصيل المزيد من المال؟
لا تدري كيف تنظم وقتك وحياتك؟
لا تدري كيف تحسن علاقتك بأولادك؟
لا تحسن التعامل مع رئيسك في العمل ومرؤوسيك؟
الجواب عندنا.. بادر ولا تتأخر.. اقرأ سلسلة كتب دكتور فلان واحضر ندواته ودوراته، وستتغير حياتك على نحو لم تكن تتصوره!"
هذه العبارات (والتي جمعتها من إعلانات ومواقع متفرقة لدورات التنمية البشرية بمختلف فروعها) تلخص لنا الغاية التي يوهم أصحاب التنمية الناس بأنهم يوصلونهم إليها. هذه هي الأسئلة التي يقدمون فيما يزعمون الجواب عليها!
إن تلك الأسئلة جميعا لو وزناها بميزان الحق والدين، لوجدنا أن جوابها – أو ما صح منها – لا يكون إلا في الدين وشريعة السماء، ولفهمنا حينئذ حقيقة ما يرمي إليه هؤلاء السفهاء وما يروجون له من قولهم (التنمية البشرية)!
تعالوا نجيب لهم عن أسئلتهم تلك!
- كيف تصبح أكثر سعادة واطمئنانا في حياتك؟
نقول بدخولك في الاسلام لرب العالمين وبربط قلبك وجوارحك بذكره وطاعته والانقياد له وحده لا شريك له. هذه ليست "وصفة مجربة" وإنما هو حق اليقين!
- كيف تصبح أكثر ثقة في نفسك وفي قدراتك؟
قلنا هذا سؤال لا يصح طرحه لأنه لا يجوز للمسلم أن يعلق أمله ورجاءه باعتقاد في قدرته الذاتية وثقة فيها، وإنما يثق في ربه الذي خلقه وفطره عز وجل، وفي أن الله لن يخذله ولن يقدر له إلا الخير إن كان أهلا لذلك! كن عليما بقدر نفسك وحدود قدراتك وما تجيده وما لا تجيده، فهذا واجب حتى لا تظلم نفسك والمسلمين بتبوؤ مكان ليس لك! أما الثقة والتوكل والاعتماد على القدرة فلا يكون متجها إلا إلى الله عز وجل وحده لا شريك له! فكيف يجيب هؤلاء عن هذا السؤال؟؟
- كيف تحسن التعامل مع الآخرين من حولك؟
قلت بالخضوع التام لسنة وهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولا سبيل لك إلى هذا المطلب إلا سبيله صلى الله عليه وسلم! فهل أنت مسلم لله أم لغيره؟
- كيف تحقق الرضا التام بعملك وبشخصيتك؟
الرضا بما كتبه الله للعبد من الرزق وتحقيق القناعة به لا يكون من سبيل إلا سبيل محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الرضا "بشخصيتك" فالذي يرضى بنفسه ويفرح بها هذا على شفا هلكة!!
- هل تفتقر إلى معنى أو غاية أو هدف للعمل؟
قلت إن لم تكن مسلما فقطعا أنت تتفتقر إلى معنى أو غاية أو هدف للعمل، أي عمل، بل لحياتك كلها، فكن مسلما أو كن ضالا كما الأنعام يسوقك كل ناعق حيثما يريد!!
- هل تريد رفع مستوى معيشتك وتحصيل المزيد من المال؟
قلت هل تريد أن تجلس أنت في مكان رب العالمين توزع أرزاق الناس كما يحلو لك؟؟! يا هذا إن كنت متخصصا في مجال من المجالات العملية (كمجال التجارة مثلا) وكانت عندك نصائح للتجار للدعاية أو لدراسة الجدوى أو نحو ذلك ليرفعوا بها أداءهم فاعقد لهم دورات في التجارة ولا بأس، علمهم فيها ما عندك من الخبرة مما لم يكن فيه محظور، هذا خير.
أما أن تجمع عموم البشر من حولك وتقول لهم تعالوا أعلمكم قواعد إن طبقتموها على حياتكم في أي مجال كنتم تعملون أيا كان، حققت لكم مزيد نجاح وكانت سببا في جلب مزيد من الرزق إليكم، فاخسأ وارجع إلى الأوثان التي كنت تعبدها، لعلها توحي اليك بكلام جديد!
- لا تدري كيف تنظم وقتك وحياتك؟
قلت النظام والترتيب يمن الله به على من فقه دينه فقها صحيحا، وسبيل ذلك مبثوثة في نصوص الاسلام، ولا يزال المسلمون – المحسنون العالمون منهم – يبدعون ويحسنون تنظيم أوقاتهم ويرتبون أولويات العمل على بصيرة من ربهم وبركة منه في أوقاتهم قد حرمها هؤلاء النعاج بكفرهم!
فلا يغرنكم حرصهم على الالتزام بما يضع بعضهم لبعض من النظم في بلادهم، فالانسان لا يعمل إلا راغبا أو راهبا أو كليهما...
فهم يرغبون الدنيا ويرهبون زوالها، ويجدون في الأرض ما يوعدون! أما نحن فقلة منا اليوم الذين فقهوا دينهم ورغبوا فيما عند الله خالصا ورهبوا عذابه خالصا فأحسنوا العمل في كل شيء، فإنا لله وإنا إليه راجعون. إن نجاح أي نظام عملي دنيوي له أسباب دنيوية يجب الأخذ بها في سياق شروط إنجاح ذلك النظام، منها حسن التخطيط والترتيب والتنسيق!
وتنظيم الوقت لا يحتاج إلى (تنمية بشرية) وإنما إلى عقل مرتب منظم، قائم قياما كاملا على حكمة وهدي الاسلام!! فأفيقوا عباد الله وارجعوا إلى صوابكم قبل فوات الأوان!
لا تدري كيف تحسن علاقتك بأولادك؟
لا تحسن التعامل مع رئيسك في العمل ومرؤوسيك؟
قلت فاسمع إلى قال الله وقال الرسول وتزود من زاد الوحي إذًا! فنور الحق والوحي يكفيك!
اعلم يا عبد الله أنه من لم يكفه هدي الإسلام لصلاح نفسه وحياته فوالله ما عرف الإسلام ووالله لا يصلحه شيء سواه!!
فدع عنك هذا الغثاء وارجع إلى هدي الله المستقيم الذي لا صلاح ولا فلاح إلا به.
إن من المسلمين – بل أكثر المسلمين اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله – من إذا سمع قال الله وقال رسول الله، مر على الكلام مر الكرام! وإذا ما قلت له قال الدكتور روبنسون من جامعة ويست فيرجينيا أو البروفيسور ميكلسون من نورث كارولاينا، أنصت وانتبه وانشرح قلبه ونزل الكلام عليه وكأنه وحي السماء!!!
قال تعالى ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) [الزمر : 45]
نسأل الله العافية!
دعوني أصدمكم بنقل من موقع لواحد من باحثي ما يسمى بتطوير الذاتPersonal development (ولن أقول علماء حفظا لمهابة ومنزلة الكلمة) يدعى ستيفن أيتكيسون (وهو ممن يلقبون أنفسهم بمدربي الحياة Life Coach ولعله ما يناظر الحكيم أو الجورو أو الداعية أو المنصر عند أصحاب الملل الأخرى)
http://www.stevenaitchison....(
يقول الرجل في مقال له بعنوان "عشر معتقدات تعوقك في حياتك وتعطلك!"في المعتقد الخامس:
"5 – الايمان بأن الاله god هو كيان خارج عن حكمك!
أنت تتحكم في الهك، وليس العكس! انني عندما أقول (god) فأنا أعني بذلك قوة روحية، لا أعني الانجيل وما إلى ذلك، فكل ذلك لا ينبغي الايمان به بصورة حرفية! إن الهك ليس إلا قوة في داخلك أنت، فعندما تصلي، فانك تصلي لنفسك، وعندما تسأل المغفرة فأنت تسألها من نفسك! لا أحد في هذا الكون يتحكم فيك! أنت تتحكم في القوة التي بداخلك، فاياك أن تتنازل عن هذه العقيدة! أنت لست في حاجة إلا أي أحد أو أي شيء يسمح لك أن تعيش حياتك، عشها لنفسك وأعن الآخرين على أن يعيشوا حياتهم كذلك!"
قلت هذه هي نهاية المسألة.. انه بيت القصيد!
إن سؤالا من جنس: (كيف تصبح مديرا ناجحا) مثلا هذا للجواب عليه شقان، شق علمي عقدي تشريعي، وشق عملي وضعي تطبيقي. فأما الشق العلمي فهو ما يتعلمه الإنسان من عقائد ليضع فيها طمعه ورجاءه وخوفه وخشيته من أثر عمله وعاقبته الآجلة والعاجلة.
وأما الشق العملي الوضعي فهو ما يتدرب فيه على مهارات مخصوصة وأسباب دنيوية تكتسب وتؤخذ من أهلها بالنظر والممارسة والمران. وهذا الأخير يرتبط بكل مهنة واختصاص بحسبها!
فانتبه أيها اللبيب إلى حدود هذا وحدود ذاك، ولا يغرنك بديع القول من قوم سفهاء!