أكبر هميّن للإنسان مذ وجد على سطح الأرض يتمثلان في خلق شبكة من التقاليد والعادات، ثم تدميرها عندما تُستنفذ آثارها النافعة، فبدون تقاليد لا توجد حضارة، وكذلك بدون الإزالة البطيئة والتدريجية لتلك التقاليد عندما لم تعد تؤتي أكلها لا يوجد تقدم، لذلك كان لزام علينا تحقيق الإتزان بين الثبات والتغير، فعندما تصبح تلك العادات وطيدة وراسخة بقوة تتوارثها اجيال عديدة يصبح من الصعب التطور .
هناك العديد من العادات التي اعتقد في خطأها، تنتقل من جيل الى الذي يليه دون النظر في أمرها، أو التمعن في الهدف الكامن ورائها.
احدى تلك العادات في بلدي مصر هو تصنيف الأشخاص حسب الأقسام الجامعية ومعاملتهم بناءاً على ذلك دون وعي، سبب نشأة التصنيف هو نظام القبول الجامعي الذي فرضته الحكومة لتصنيف الكليات الي قمة، ودنيا، فتم تقيم الأشخاص بناءاً على ذلك، وتعد تلك مغالطة منطقية حيث يتم ربط صفات معينة بالأشخاص المتمثلين بكليات القمة مثل الحكمة، الأخلاق، الاحترام، الفخر، الإتزان النفسي، الذكاء، بل يصل الأمر الى تفضيلهم في الزواج.
احد العادات التي اتعجب لها أيضا هو إقبال الشخص على اقتراض الكثير من المال لإقامة عرس كبير لبضع ساعات لأجل التباهي فقط، ويظل مديون وتصبح حياته تعيسة.
أو طلب مهر وذهب بشكل تعجيزي عند الزواج من شاب حديث التخرج ما زال في بداية حياته العملية.
كما لدينا عادة عامة في مصر وهي مقارنة كل شئ في حياتنا بحياة الأخريين واعتقد انه سبب رئيسي لتشكيل معظم العادات!
في كثير من الأحيان أتسائل لماذا مازلنا نمارس تلك العادات بل انها أصبحت أسلوب حياة عند البعض.
ما العادة التي جعلتك تتوقف وتفكر، لماذا ما زلنا متمسكين بها حتى الآن ؟
التعليقات