طاقة تغُلغل داخل ذهني من حين إلى آخر، هيا غريبة كُل الغرابة، غامضة لا تبوح بموعد قدومِها. تسيطرُ عليّ وأغرق في غيبوبة مُرهقة. داخل الحمَام والذي من المفترص أنا فيه لأفرغ برازي. أخرج هاتفي وادوّن ما يخطر لي. وبالطبع عند الأطلاع على ماكتبته لا أفهم منه شيٍء و لا عما تدور الفكرة ومصير هذه السطور شبيه تمامًا بمصير أحشائي في الحمَام.

الأطفال أذا أرادو شيئًا على طاولة عالية تظل أعينهم محدقة لها، يحاولون مد أيديهم و لا يصلون لأنه قصيرة، صياح طوال الوقت، يتم إيقافهُ عند حصولهم على ما أرادوه. أنا مثلهم تمامًا لا أستطع كتم سؤال أردت توجيهه لشخص، وكذلك لا أستطع أجبار عقلي على عدم التدوّين، مدام هناك كلمات حُتم كتَباتها.

منزلي في منطقة زراعية وعملي ليلًّا وادعوا الله بكثرة لكي أصل إليه سليمٍ لكن فجاءة أثناء سيري، يعمل عقلي كالترس في مُحرِك. ورغمٍ تقف قدماي، وأسمعها تقول: لن تتحرك، هناك سطور توّد أن تتوهج، أن تكون خالدة. أنا أعرف إن المكان لا يسمح بذلك لكن إنتظارنا لمكان مناسب لن يأتي، أرجوك دوّن.

قلبي وعقلي يحتكان لتظهر نصف موهبتي البديعة، أكتب بحرارة (لولا سقيع الجو لكانت ذراتي محترقة ورمادُه متناثر في كل مكان). وهذا عكس عادتي لإن مشاعري أقرب إلى جبل جليدي. لا يهم عن ماذا أكتب. معظمُها تراهات.. مواضيع تشغلني.. سطور أولى من قصتي القصيرة. وماتلبث الكلمات لحظة إلا وهيا محذوفة. الجنون وحدهُ القادر على أخراج تصرفات بهذا الشكل، الإبداع يتطلب جنون! أعرف هذا، بل الكل يعرف ذلك. أو ربما الأمر خوفًا من إن تفتقر الكلمات للحرفية وتكُن مجرد عبث من طفلٍ.