لايوجد مجتمع يستغني عن الخرافة لأنها مصدر غذاء رئيسي للعقل الجمعي، في كل بيئة ومجتمع - متقدم او متخلف - تجد مكتبة ضخمة متكدسة في ذاكرة المكان يستقي منها ابناء تلك الثقافة وسلالات تلك البيئة مراجعهم العلمية ومن خلالها يفكرون بالطريقة التي تتلمذوا بها على تلك المدرسة البدائية، لهذا مع تطور العلوم تتعرى الكثير من الخرافات والاساطير وتجد مقاومة شرسة من ابناء ثقافتها، مقاومة تشبه من يقاوم خلع ملابسه الداخلية حتى لايظهر عارياً بين الناس كما تفعل المجتمعات مع خرافاتها واساطيرها المتجذرة في الاجيال، لهذا تجد في كل الازمان فئات من الناس يفكرون بطريقة تختلف عن تفكير عامة الناس، لأن لديه مرجعية تختلف عن مكتبة المكان ذات المحتوى البدائي والارشيف المكدس منذ آلاف السنين،

عندما يشاهد الناس منظاد جوي لقياس درجات الحرارة ذاك الشيء المجهول بالنسبة لعوام الناس فأن تفسير هذا الشيء الغامض يحتاج الى العودة الى مكتبة المكان فتأتي الاجابة بأنه شبح من قبيلة الطيارين او طبق طائرة او تنين افلت من جبال التبت، فكل ثقافة ستفسر مالا تعرف بناءاً على مرجعيتها من تلك المكتبة البدائية بينما خواص الناس مما اكتسبوا المعرفة وسبحوا بحور العلم والمعرفة تكوٌنت لديهم مرجعيات مختلفة واصبح لديهم قاعدة بيانات محدثه تستطيع ان تفسرٌ الحدث بطريقة منطقية وأن لم تكن صحيحة فستكون الاقرب للصحة بينما عامة الناس ستذهب تفسيراتهم الى مسافات بعيدة عن العقلانية والمنطق،

 لهذا طريقة التفكير الصحيحة لايكتسبها الكثير من الناس وهي صفة يمتلكها الخواص والذين امتلكُها عن علم او معرفة او تجربة او خبرة، بينما الفرد العادي سيصبح دائماً التلميذ النجيب لمدرسته البدائية