اذا كانت الاغراض أمْنيّة،فهم يفتشون جيوبي وملابسي في المطارات ليس حاسوبي فحسب، فما المزعج اذا قاموا بتفتيش ملفاتي، صوري و منشوراتي .. الخ ! خصوصاً اذا كانت بعيدة عن السياسة ؟
مالمزعج في طلب الحكومات لمعلومات المستخدمين؟
لماذا يحتاجون لتفتيش الناس في الأساس؟ الوضع الطبيعي أن يكون للإنسان خصوصيته، ليس في ملفاتي شيء أخشى من عرضه على الآخرين لكن من حقي ألا يشاهدها أي شخص إلا بإذن مني، لو سرنا في طريق وضع الخصوصية محل تساؤل سنصل إلى وضع يسأل فيه المرء عن المشكلة من وضع كاميرات مراقبة في بيوت الناس ويبرر ذلك بمنطق: إن لم يكن لديك شيء تخفيه فلم تخشى من الكاميرا؟
وبالمناسبة، أذكر موضوعاً طرح في مواقع بريطانية يناقش مشروعاً طرح لوضع كاميرات في بيوت الناس بدعوى حماية الأطفال من العنف المنزلي، أكثر المعلقين رفضوا الفكرة من الأساس لأنها وإن طرحت بنوايا صالحة ستتحول مع مرور الزمن إلى أداة يساء استخدامها من قبل السلطات.
التفتيش في المطارات غالباً ينجز دون أن يعرفوا كل شيء في حقيبتك أو جيوبك، المرور في البوابة الأمنية هدفه التأكد أن الفرد لا يحمل معه شيئاً معدنياً خطراً على الآخرين كالمسدسات أو السكاكين، الحقيبة تمر على جهاز الفحص ليروا إن كان فيها شيء مريب وغالباً لا شيء في الحقائب فلا يفتحها أحد ليفتشها، فقط عندما يرون شيئاً يدعوا للريبة يأخذون الحقيبة ليفتشونها وأحياناً يصل الأمر إلى التفتيش الشخصي بعيداً عن أعين الناس.
الأساس عندي أنه ليس من حق أحد التفتيش والمراقبة مهما كانت النوايا والأهداف وأياً كانت المؤسسات التي تفعل ذلك، سواء حكومات أو شركات أو مؤسسات أمنية، الأساس أن الناس من حقهم الاحتفاظ بخصوصياتهم حتى لو لم يكن لدى المرء شيء يخفيه، فقط عندما يظهر من شخص ما شيء مريب وإشارات تؤكد حيازته لما هو ممنوع، فقط عندها من حق المؤسسات أن تراقب وتفتش، لكن ما يحدث الآن من تفتيش ورقابة على جميع الناس في بعض الدول فهذا أمر مرفوض من الأساس وإن كان وقعاً مؤسفاً نعيشه.
بعد نقاش بتويتر هذا تقريباً اكثر (رد منطقي يقنعني)، ولكن استاذي عبدالله وجدت في تويتر من بعض الاشخاص الذين اشتهروا بمثل تلك الحملات تغريدات مفادها (اتركوا هذا التطبيق والغو حساباتكم) انه يبيع معلوماتكم للحكومات وينتهك خصوصياتك وخذوا هذه التطبيقات البديلة فهي مشفرة وووو (مثل القضية التي بين الواتساب والتيليغرام والان حديثهم ايضا عن دروب بوكس بعد انضمام كونداليزا رايس لمجلس الادارة وينصحون بخدمة اخرى يقولون مشفرة تماماً .. الخ).
اذا كان هذا الكم الهائل من انتشار (قضية انتهاك الخصوصية من قبل الحكومات)، فالذي جعلني اعدم الثقة في (واتس اب مثلاً) هل ستكون تلك الثقة في(طريقة تشفير برنامج اخر) ؟ طالما لايوجد دلائل كافية تثبت ان معلوماتي ليست مسربة لاي جهة من الجهات لا استطيع ان اثق بما يسمى (البديل المشفر). حالياً! لا تستطيع ان تثق ان استخداماتك المعلوماتيه جميعها لا تبيع او تعرض معلوماتك على جهات اخرى.
عندها وصلت الى فكرة "ما يضرني ؟" معلوماتي في الغالب لن تعرض لشخص بعينه انما تعرض على خوارزميات مثلها مثل معلومات كثيراً من المستخدمين. هل انا مخطئ؟
الدولة التي يمكن لحكومتها أن تطلب معلومات عن مستخدم ما لها معايير محددة، تلك الدولة يجب أن تكون محكومة بنظام ديموقراطي وفاصل بين السلطات بما يضمن محاسبة وتجريم أي صاحب سلطة يطلب معلومات مستخدمين ليُعاقبهم على اختلافهم معه سياسيًا أو اجتماعيًا أو لفضحهم فساد ما في أركان دوائر السلطة (وهذا يختلف اختلافًا جذريًا عما حدث في تركيا من أفعال العناصر المخابراتية من تسجيل لمكالمات شخصية بدون إذن قضائي واقتطاع أجزاء منها، أو تسجيل اجتماعات حساسة بخصوص السياسة الخارجية). الأمر ببساطة هو أن دوائر السلطة (وخصوصًا في الوطن العربي) غير مؤتمنة على الإطلاق على أي معلومات شخصية، وسوابقها في ذلك لا تُعد ولا تُحصى.
عندما يكون الحكم بيدك والقضاء بيدك والقوة العسكرية بيدك والإعلام بيدك، ما الذي يمكن أن ألجأ إليه إذا ظلمتني أو تعديت على حقوقي؟ ما هو الضامن لحقوقي الإنسانية؟
لا أريد أن أذكر أمثلة قريبة لكي لا ندخل في متاهات السياسة ولكي لا ندخل تحت طائلة المراقبة أيضًا :)
لا يمكن قبول بحال من الاحوال ان يتم الوصول للمعلومات الشخصية أيا كانت الاسباب. فمحادثاتك و صورك و فيديوهاتك هى خصوصيات لا يصح التعدى عليها بأى ثمن.
فكر بالأمر, ان كنت تحفظ صورك الشخصية مثلا عبر خدمة سحابية ما, أليس من الممكن ان تكون من بين هذه الصور صور غاية فى الخصوصية لعائلتك مثلا؟ هل تريد ان يشاهدها ضابط ما فى بلد غريب لا تعرفه؟
من جهة اخرى لا تستطيع اى شركة أيا كانت ان ترفض طلبات حكومية, حتى فى اعتى الدول الديموقراطية (ليس هناك دول ديموقراطية فى الحقيقة, بل كل الدول موجهه بشكل و أخر, هناك دول تخدع شعبها و توجهه لما تريده الطغمة الحاكمة, و هناك دول تاخدها من قصيرها و تقوم بتوجيه شعبها بالعصى),
فى رأيى, دائما لا تضع اى شىء ذو خصوصية على الخدمات السحابية, حاسوبك الشخصى المغلق بباسوورد جيد و استخدم خدمة الbitlocker لتشفير بياناتك فى نظام ويندوز تحسبا اذا ما ضاع منك الحاسوب أو سرق.
حتى لا نقع تحت وطأة القمع من جديد
فقد عاش الناس قرونا من القمع والظلم والاضطهاد بصمت دون أن يدري بهم أحد
ولولا الشبكات الاجتماعية ومسألة الخصوصية لما ظهرت الأصوات التي تفضح المجرمين والفاسدين
هل كان سيتجرأ أصحاب هذه الحسابات على كشف الفساد لولا اطمأنانهم لمسألة الخصوصية
http://www.aljazeera.net/ne...
وتخيل لو أن المعلومات معروفة للحكومات بشكل مسبق لعدنا إلى عصر القمع وتكميم الأفواه قبل أن تنطق
مرحبا عبدالرحمن، نعم قد عاش الناس قروناً من القمع والظلم والاضطهاد (بصمت مؤلم) ولكن اذا كان حال الظلم في انفس الحكومات كحاله الان. سوف يتم تشفير موقع الخدمة من الدولة اذا لم يستجب لمتطلباتهم. كما حصل في بعض الدول.
لو تدري أخي راشد
عندما أنشيء الإنترنت والمواقع والشبكات كان لها أهداف وهي تعميم الثقافة الغربية والسيطرة على عقول الناس مثلما كان يتم في الإعلام
إلا أن الموضوع خرج عن السيطرة وانقلب السحر على الساحر وحدث مالم يكن في الحسبان
وهذا مصداق قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) (36)
سورة الأنفال
و حقيقة التغييرات التي تحصل في العالم اليوم ما كانت لتحدث لولا انفتاح العالم على بعضه و خروجه عن سيطرة القامعين والمضللين
إنشاء الإنترنت كان فكرة في حقبة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، كان هدف الأمريكان إنشاء شبكة اتصال يمكنها البقاء حتى لو تعرضت لهجوم نووي، في الثمانينات تحول اسمها إلى إنترنت لأنها أصبحت عالمية وفي التسعينات ظهر اختراع الويب في سويسرا في CERN واخترعها تيم بيرنرز لي عالم الفيزياء البريطاني بعدما وجد مشكلة في التواصل بين مختلف أنواع الحواسيب الموجودة في CERN وكان من الصعب تبادل المعلومات والملفات بين الحواسيب لذلك اخترع الويب.
هذا كله موثق بالتفصيل في وثائق وكتب ولقاءات كثيرة، أسباب اختراع الشبكة تقنية في الأساس، فهل هناك من بين من ساهم في اختراع الشبكة من كانت له أهداف مختلف ويريد تعميم الثقافة الغربية؟ ربما لا أعرف هذه المعلومة، ربما فاتني أن أقرأ وثيقة عن هذا الهدف، فهل من مصدر لهذه المعلومة؟
نعم أخي عبد الله هذا من خلال النظرة الحيادية ولكن عندما أنظر للأمر من وجهة نظر خاصة تتبع قاعدة فكرية مبنية على مبدأ وعقيدة
فأحاول النظر للأمر وفق هذه النظرة أو هذه الزاوية
ربما أخطأت التعبير بقولي أنشيء و لنقل أستغل لكي تكون العبارة أصلح
هل ننكر أن التغريب زاد بعد انتشار القنوات الفضائية و الستالايت
فيما مضى كان الناس لا ترى إلا من خلال قناة الحكومة الوحيدة
وبعد انتشار القنوات الفضائية تم تجاوز تلك القناة الاحتكارية ولكن بالمقابل أيضا تم تجاوز رقابة الأهل وكثر الخبث بين الأجيال الجديدة
فانتقل الناس من شر إلى شر
أليس الآن يتم استغلال التقنية لإلهاء الناس و إغراقهم باللهو واللعب والتميع والتجهيل والرذيلة
أنا واحد من الناس أعاني الأمرين في تربية أبنائي في خضم الفساد الذي يحيط بهم من كل حدب وصوب
فمما ستحميهم من الإنترنت أم الجوال أم التلفاز أم المجلات أم رفاق السوء أم ماذا
يقال في المثل الشعبي
ألف بناء لا يلحقون على مخرب
فكيف بنا وقد أصبح البناء واحد والنخربون ألفا
الله المستعان
لتعذرني، أنا مزعج بعض الشيء عندما يتعلق الأمر بالدقة في الكلام، لو قلت من البداية أنها "استغلت" لما كتبت ردي السابق.
نعم أوافقك، التغريب بالفعل ازداد مع ظهور الفضائيات ولا بد أن أذكر بأن الفضائيات العربية أكثرها ممولة بأموال عربية، وكثير من أصحاب الأموال يفصلون تماماً بين الدين والتجارة، فالفضائيات تجارة والربح هو الهدف بغض النظر عن الوسيلة، نوع من العلمانية الشاملة كما وصفها الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، أذكر كيف كان الأمر قبل الفضائيات وبعد ظهورها وحقيقة أحن لأيام ما قبل الفضائيات، التلفاز كان أبسط بكثير.
تربية الأبناء أمر صعب وأعانك الله على هذه المسؤولية، ما يمكن أن نتفق عليه أن الإهمال وتركهم يفعلون ما يرغبون به ليس تربية بل إهمال، وأن منعهم من كل شيء خوفاً عليهم من الأفكار السيئة ليس حلاً لأن الواحد منهم سيكبر ويخرج للعالم ويرى فيه ويسمع ما لا يمكن للأب أن يتحكم فيه، لذلك الحل يكمن في التربية المتوازنة وهذا أمر صعب حقاً.
نعم الخصوصية ليست مشكلة إذا قامت الحكومة بمراقبة مراسلاتي مثلاً، أو على اﻷقل ليست مشكلة كبيرة. لكن المشكلة في الخصوصية عندما يطّلع من أعرفهم على معلومات أتاحتها لهم الشبكات اﻹجتماعية. بمعني إذا قام شخص لا يعرفك بالحصول على معلومة سرية منك، لا تكون مشكلة كبيرة، لكن إذا شخص تعرفه، تكمن هُنا المشكلة وعدم الخصوصية. هذا رأيي
التعليقات