"نحن خارج التاريخ"
صراحة ابراهيم البليهي رهيبة, فهو في هذا المقطع يتحدث عن تخلف العرب و اعتمادهم على الغرب بكل شيء، هو فعلاً يصف حالنا بأصدق الكلمات و يوجه ضربة بالصميم للفكر العربي المتخلف.
فيديو نحن خارج العالم لابراهيم البليهي:
https://www.youtube.com/watch?v=ql6PRJZla-I
أشار البليهي بصورة رائعة إلى أن مشكلتنا هي بطريقة التفكير و هي فعلاً كذلك...العديد من الدول استفاقت بعد الحرب العالمية الثانية مدمرة متخلفة عن باقي الأمم مثل ألمانيا, فاسفادت من هذه الصدمة الحضارية و هذا الفارق بينها و بين باقي الدول و خلال سنوات معدودة عادت لتتصدر دول العالم بالصناعات و غيرها.
أمّا نحن العرب فعلى عكسهم حيث أنه بعد تخلصنا من الإنتداب, لم نستفد شيئاً من أي صدمة حضارية، و إلى الآن تجد الكثيرون من العرب يفتخر بأن ابن الهيثم و ابن النفيس و الكندي هم عرب أو مسلمون, و تراه يضرب أشعاراً بعظمة العرب في ذلك الزمان و عن الإنجازات العظيمة في الطب و الفلك و الرياضيات و إلى آخره.
متى نتوقف عن هذا التفكير؟ متى ندرك حقاً أننا فعلاً خارج التاريخ و لا أحد يعبرنا إلّا ليستفيد من مواردنا, و أن لا أحد يقيم لنا لا وزن علمي ولا اقتصادي و لا شيء؟ نظل متمسكين بأمجاد العلماء العرب التي لا فضل لنا بها أساساً، و التي مضى عليها الزمن، نظل نستحقر باقي الشعوب من الصينيين و اليابانيين و الهنديين و أحياناً الأفارقة و كأننا نحن استطعنا أن نصنع شيئاً يفيد العالم، و عندما لا نحقق شيئاً فلا يوجد أسهل من إلقاء اللوم على نظرية المؤامرة على العرب.
المانيا و اليابان لم يكونا جمهوريات موز قبل الحرب,
اليابان كان لديها حاملات طائرات و المانيا كان لديها الأسلحة الأكثر تقدما فى العالم و احتاجت الى تحالف ثلاث قوى عظمى لهزيمتها,
صحيح ان البلدين تعرضوا لدمار كبير بعد الحرب, لكن القاعدة العلمية و الصناعية كانت موجودة بالفعل, لذا اعادة البناء كان سهلا.
و المانيا بالذات نستطيع القول انها تراجعت عما قبل الحرب, ألمانيا عشية الحرب كانت اكثر بلدان العالم الصناعى تقدما و رخاء (فى مكان الولايات المتحدة الأن), حاليا هى قوة اقتصادية لكنها ضعيفة عسكريا و استراتيجيا.
نحن ليس لدينا القاعدة العلمية و الصناعية الموجودة فى أوروبا, و التى تم بنائها منذ العصور الوسطى حتى بداية القرن التاسع عشر, لذا فالوضع مختلف تماما.
عزيزي انت كتبت خلاصة مقالات و كتب و موسوعات في هذا السطر . أهنئك .
صديقي القاعدة الصناعية لألمانيا صحيح أنها كانت قوية جداً قبل الحرب لكن تدمر جزء كبير منها بعد الحرب، أما بالنسبة للقاعدة العلمية فهي اليوم ليست حكر على أحد و الكثير من الشباب العرب أصلاً يدرس في جامعات الغرب، و مع ذلك الإنجازات العربية اليوم على الصعيد العلمي تكاد لا تُذكر.
اليابان استفاقت مدمرة بشكل لا يستهان يه، و حتى أن اقتصادها لم يتطور لوحده، بل تم ذلك تحت الرعاية الأميركية، لكنها على الأقل نهضت بحالها و اليوم اليابان تقدم ما لا يستطيع كل العرب تقديمه.
نعم بالطبع تدمر جزء كبير منها, لكن ما يزال هناك من لديه خبرة لاعادة بنائها. و لهذا أخذت ألمانيا 10 سنوات للعودة الى ما قبل الحرب.
اليابان كانت أقل تقدما من ألمانيا, و صحيح ان الأمريكيين قد استثمروا فيها بشكل كبير و ربما قد ساعدها ذلك على تطوير تكنولوجيا أفضل بكثير مما كانت قبل الحرب, و لكن لا يزال هذا مستحيلا دون وجود خبرات و قدرات صناعية جيدة تم تطويرها.
لا أعنى بالقدرة الصناعية البنية التحتية فقط, بل أيضا الخبرات المتراكمة التى تم اكتسابها على مدى سنوات طويلة.
ما تقوله عن الشباب العربى الذى يدرس بالغرب ينطبق أكثر على دول الخليج, و بالطبع كان لهذا دور كبير فى بناء و ادارة دول مزدهرة مثل الامارات و قطر, لكن حجم الخبرات لا يزال بعيدا جدا عما هو موجود فى الغرب.
و هناك أسرار صناعية و خبرات لا تستطيع الوصول اليها بمجرد تلقى التعليم. و للأسف الصناعة لم تعد بسيطة مثلما كان الحال عليه فى الأربعينيات و الستنيات, و اللحاق بركب التقدم يصبح أصعب مع مرور الوقت.
قارن العوامل الاخرى في المانيا و اليابان
عدد السكان - المحيط الاقليمي - الموارد الاقتصادية - النظام المفروض عليها بعد الحرب ... الخ
لا اعتقد ان الاستمرار بجلد الذات دون اعطاء اي خطوات واضحة او تحليل علمي امر مفيد
ليست الحرب هي المشكلة، لكن أنت كشخص ضمن المجتمع هل ستنهض بنفسك وبجماعتك عند انهيار أي شيء من أساسيات الحياة او عند التعرض لظروف صعبة؟
اليابان تيسر لهم الحال بأن يكونوا أذكى من الحرب ذاتها وبعد انتهاء الحرب أتى العلماء الامريكان ليجربوا نظرياتهم الاقتصادية والاجتماعية في الوطن المهمش المنهار وقد فعلوها وصعدوا.
أما الالمان فكان بينهم وبين اموال الامريكان مصاهرة، لذلك حتى من قبل الحرب كانوا متفقين على نفس المبادئ واستكملوها بعد الخروج من الحرب.
من قال انها المشكلة أو الحل ؟
و هل لدي خيار آخر
العرب في حرب مع أنفسهم، ولكنهم فضلوا ألا يعملوا شيئا وتركوا الحياة جانبا واختاروا الوظيفة والمال
عندما ابحث عن وظيفة هل هذا يعني أني تركت الحياة ؟
مالمشكلة بالعمل للحصول على المال ؟
كيف ستأكل او تعلم اولادك أو تسكن و تحافظ على كرامتك من السؤال بدون مال ؟
ليست الوظيفة بحد ذاتها هي ترك الحياة، إنما اعتبارها هي الحياة هو بحد ذاته انتحار.
احصل على المال لكن لا تكنزه لأبنائك فهم لديهم القدرة على تحصيل مالهم مثلك.
كن وظيفيا ولا تكن موظفا، لأن الوظيفة هي استعباد واضمحلال داخلها.
التطوع والتبرع من الداخل للداخل هو من يقيم الحياة بدون سماجة الأنا والأنانية!.
صديقي إن قارنا الموارد الإقتصادية كما تقول بين ألمانيا و الدول العربية، سنرى أنه يجب أن تكون ألمانيا متخلفة اليوم و العرب بقمة الإزدهار و التطور، و العكس صحيح طبعاً.
و أيضاً ليس المقصود من الكلام أن نجلد ذاتنا, بل على الأقل أن نتوقف عن المكابرة و ندرك المشكلة الواقعين فيها و نزيح عن أنفسنا الأوهام بأمجاد العرب، و أن نكون واقعيين لنحاول أن نلحق بالعالم.
طبعاً بالنسبة للعرب، ليست الشعوب هي المسؤولة لوحدها، فالفراعين........
موارد المانيا الاقتصادية هائلة أيضا
كما ان لا اقصد في تعليقي فقط الموارد الاقتصادية
ما أقوله ان التطور الذي تشهده تلك الدول نتيجة تكامل العديد من الظروف و لا يتعلق الامر بزاوية ضيقة نركز عليها و كأنها المشكلة الرئيسية
مع تحياتي
لست متأكداً تماماً من موارد ألمانيا، و لكن أعتقد أنها لا تقارن بالموارد النفطية لدى العرب.
و أنا ذكرت ألمانيا كمثال، و يوجد مثال قوي آخر هو اليابان.
طيب السؤال هو لم لم نستطيع أن نوجد هذه الظروف أيضاً؟ لدينا الموارد و الشباب و دولنا غنية بأغلب أنواع الموارد الغذائية و المائية و الحيوانية فلِمَ لم نستغلها؟
هناك فرق بين الموارد القابلة للاستدامة والاستمرارية لما يفوق ال90 سنة
وهناك موارد تنتهي باستخراجها ،
الالمان لديهم الالة وحتى الامريكان أصحاب الاموال هم من أعاد إعمار المانيا بترليوناتهم
تمام
ذكرت نواحي ايجابية اذكر النواحي السلبية و قد تحصل على اجابة بها جانب كبير من الصحة
ما اريد ايصاله لكل دولة يوجد مقومات تدفعها للتقدم و أخرى تدفعها للتخلف و التراجع المفاضلة بينها توصلك للنتيجة
يمكن ان اقول لك هنا لدينا مشاكل في الادارة
لكن هل هذه المشكلة الوحيدة ؟
في تعليقاتي هنا اقف ضد تسطيح الموضوع و القول ان اسباب تخلفنا واضحة وضوح الشمس و يوجد حل سحري واضح وضوح الشمس يضمن لنا ان نكون كأوربا خلال سنوات
أنا أشاركك الرأي أن اللوم لا يتحمله الشعب وحده، و لكنه يتحمل الجزء الكبير منه، و لا أنا أرى أنه يوجد حلول سحرية بسيطة.
أعتقد أن تخلف العرب هو تخلف سياسي بالدرجة الأولى وكل ما عداه ثانوي.
لا أظن أن أي من الدول التي استفاقت بعد الحرب طمع فيها كل العالم كما طمع في المنطقة العربية. كل الدول عظيمها وحقيرها يريد حصة من هذه الكعكة. دعم الديكتاتوريات الفاسدة وإحباط أي محاولة للتغيير من قبل تلك الدول المتسلطة هو أكبر أسباب تخلفنا.
عقدة النقص والتغني بالماضي وغيرها من عيوب التفكير هي نتيجة للتخلف السياسي وليست سببا للتأخر الذي نعاني منه.
التخلف السياسي هي نتيجة للتخلف الاجتماعي
لا يمكن لشعوب متخلفة الا ان تنجب سياسة متخلفة
أتفق معك صديقي، و لكن تعلم أنه اليوم لم يعد كالسابق فمن الصعب جداً لشعب أن يغير كل سياسات ببلده بأن يقوم بثورة لوحده مثلاً.
لذلك أتفق معك أن التخلف ال جتماعي ينجب التخلف السياسي، و لكن برأيي أنه اليوم حتى لو تخلصنا من التخلف الإجتماعي بنسبة كبيرة فقد لا نتخلص من التخلف السياسي.
لو تخلصنا من التخلف الاجتماعي فبالتاكيد التخلف السياسي لن يذهب فورا بل يحتاج الى وقت و لكنه وقت قصير نسبيا
ايضا هناك ترابط عضوي بين التخلف الاجتماعي و السياسي فاحدهما ياثر بالاخر الامر اشبه بمعضلة البيضة و الدجاجة
لذلك التغيير يكون مترابط بين الاثنين و لا يظهر الفرق فجأة
أتفق معك إلى حدٍ بعيد صديقي، و أنا أيضاً أعرف أن الشباب الغربي ليسوا كلهم مبدعين أو منتجين أو...و قد يكون الشباب العربي أفضل و لكن ظروفنا سيئة.
بالنسبة لطمع كل الدول فينا، فهذا صحيح و لكن الخاطئ في الموضوع هو هذا:
عندما تكون هنالك دول قوية و دول ضعيفة و الدول القوية تريد بعضاً من موارد الدول الضعيفة، فالفعل المنطقي هنا أن تتعاون الدول الضعيفة مع القوية (بدون تجميل: أن تصبح تابعة لها) كما حدث بالخليج.
ربما تقول لي أن هذا ضعف أو ما شابه، لكن أيضاً هذا واقع و يوجد الكثير من الأدلة على دول قاطعت معظم الغرب و اليوم حالها سيء جداً.، فأعتقد أنه من المنطقي أكثر أن أسمح للغرب بإقامة قواعدهم و شركاتهم و أكسب قليلاً، أفضل من أمنع هذا و بعد سنوات معدودة أدخل في حرب و تتدمر كل البلاد.
فإلى الآن تجد شعارات مثل الموت لأميركا، طيب هل هذا صحيح؟ أنا لا أدافع عن أميركا و هي بالتأكيد مارست أبشع الجرائم، و لكن للصراحة إن عاديتها أيضاً فحالي لن يكون أفضل و قد يصل إلى حد إنتشار المجاعات و الحروب في بلدي.
فموضوع أن دولنا هي محط أنظار الجميع من أجل الموارد، هو صحيح و لكن تصرف الشعب لم يكن صحيحاً برأيي، فللأسف الواقع يفرض نفسه و يقول أن الحكم للأقوى و من يعادي الأقوى لن يكون بخير و انظر إلى سوريا و ليبيا و السودان، و حتى مصر لو لم يصل السيسي بالنهاية و تستعيد أميركا حلفائها لم لكن الموضوع لينتهي جيداً.
تعبنا من كثر الملامة الملقاة على عاتق العرب، والكل يدلي بدلوه ويفند ويحلل، ويسهب في تحليل اوضاعهم...
فقط اعملوا، ولا تقللوا من شأن انفسكم... التاريخ يُصنع الآن، ولا وقت للنحيب على الحال...
لو كانت المقالات العلمية اكثر من هذا النوع من المقالات، لكنا أفضل حالاً...
من الضروري أن نتخلص من بعض الأوهام، إلى جانب نشر المقالات.
تبدل الحضارات ( وتلك الاياوم نداولها بين الناس) فوق قدرة الفرد منا على تحمل مسؤولية اسبابها و نتائجها فلا يجب ان يكون رفضنا لهذا الحال بتوبيخ مواليد الواقع نحن الزوار الجدد، لذالك كلما توسعت درايتنا بتاريخنا نحن والتاريخ العالمي وخصوصا اخر 200 عام منه بعد ال1800 ميلادي الى الان وهي الفتره اللتي تشكل فيها اسس عالمنا الحديث السياسي والجغرافي والاجتماعي والحضاره الحديثه من التكنولوجيا والاتصال والمواصلات سنجد ان ما يجري لنا الان لم يمر على تاريخ البشريه. وانا شخصيا ما يبصرني لفهم هذه الامور هو ما انزل الينا وهو القران واستعين به.
صديقي أنا لم أقصد أن نتوقف عن دراسة التاريخ مثلاً، بل هذا جيد و لكن أنا قصدت على الصعيد العلمي تحديداً و كما ذكر البليهي في المقطع، فإن سألت اليوم أحدهم ماذا يقدم العرب للعلم؟ تجده يقلك نحن أرسينا أسس العلوم و طورنا الطب و أنشئنا مدارس للفلك و ما إلى آخره.
علينا أن ننسى الماضي الذي لا فضل لنا به نحن (العرب الحاليون) و أن نركز على الحاضر.
ليس علينا أن ننسى الماضي، من لديه ماضي مشرف لن ينساه، وهذا لن يمنعه من أن يفكر بالحاضر والمستقبل.
اعتقد ان ما قد قلته انت يختص بمن اكتفوا بالماضي وبرروا تقاعسهم بانهم قد قاموا بالواجب ولا يطلبوا المزيد.
ان لم توافقني بالرؤيه للموضوع هل تكرمت واخبرت ماهو الشعور المطلوب ان نعيشه برايك؟ وفي واقعنا المتزامن مع حياتنا اليوميه وظروفنا بشكل عام ماهو المطلوب عمليا بما يناسب الامكانيات الفرديه للشخص العادي مثلي ومثلك.
وفي النهايه اتمنى ان يتفق جوابك مع السؤال الاخير وهو ما هدفك او غايتك من ما تكلمنا عنه هل هو طرح تحفيزي ايجابي ام انه على العكس سيصل بنا الى تحفيز تحقير الذات والنظره السلبيه.
تماماً، أنا أقصد من يكتفون بالماضي و يبررون تقاعسهم و أنا لا أقول أن ننسى الماضي أو نستحقره.
أنا طبعاً لا أريد تحقير الذات فما الفائدة من هذا؟ و اكن أنا أتكلم عند العقلية العربية المتواجدة عند البعض الذين يبررون كل تقاعسهم بأنهم كانوا بصدارة العالم بقديم الزمان.