ببساطة هذا هو التضليل والغسيل ,الاعلام

أصبح الإعلام بمختلف وسائطه المكتوبة والمسموعة والمرئية والافتراضية ووسائل التواصل التقني من ابرز خصائص هذا العصر وسماته لما أهميته في مجال الحياة والأنشطة الاجتماعية.

فالبرغم إن مهنة الإعلام مهنة مقدسة تستحق الوقوف في خندقها إلا إن الإعلام العربي يعاني من التضليل.فالساحة الإعلامية تعج بالأقلام ولكن تلك الأقلام لا تبحث عن محاور الخلل ومواقعها في المسيرة الصخباء مما افقد بعض الأقلام قوتها وتحولت لأبواق وأصوات زاعقة لنصرة هذا وذاك. فأصبح الإعلام إما للمبالغة مدحا زائدا لشخص ما أو ليخرج إلى ساحة الصراخ والعويل واللطم على الخدود وشق الجيوب.

فالإعلام على المستوى العالمي هدفه التضليل والتعتيم وتمويه الحقائق والمراوغة ليدخل الشرق والغرب في معركة الصراع,فالإعلام المضلل ما هو إلا عملية ممنهجة للتأثير على الرأي العام ولإعادة برمجة عقول الناس وسلوكهم ولتشوه عقولهم وتمسخها فلا تعود قادرة على كشف الحقائق وعاجزة حتى على التفكير السليم.

وحتى الإعلام على المستوى العربي فهو يوصل الحقيقة للمواطن بطريقة مشوهه ومقلوبة ومؤدلجة,فالإعلام العربي يعاني من افتقار إلى جرأة المعلومات لأنه نشا في مناخ الخوف وأوقات الظلام والفوضى والاضطراب والتفسخ وتواري المعيار الأخلاقي ليصبح هذا الإعلام بعيد عن الموضوعية والنزاهة وبعيد كل البعد عن التفكير العلمي والمنطقي فهو يشجع المواطن على تلقي السطحية وترويج المؤامرات وهذا الإعلام أصبح صناعة مدفوعة الأجر للسيطرة على العقول واستعمار البشر.فلا ترى الحقيقة إلا في صفحة الوفيات.

ناهيك عن شيوخ الفتاوى الذين يقدمون لنا كل يوم فتوى جديدة لا دخل لها بالعلم أو الدين الوسطي أو الواقع الحالي فالكثير من الشيوخ بفتواهم يضللون الكثير من المؤمنين والبسطاء.

فالوطن يعاني من مشاكل كثيرة مثل البطالة وارتفاع في الأسعار والفساد والفقر والمحسوبية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والكثير الكثير التي لا تعد ولا تحصى كلها بحاجة إلى إعلام جريء وحقيقي ورائدا ومتميزا يملك سمات الديمقراطية وخالي من النزعة العنصرية لحزب ما من اجل الوقوف بشكل جذري لحل مثل تلك المشاكل وان يكون المواطن ضمن الأولويات وان يكون حافظا لحقوق الوطن والمواطن ويتبنى همومه الناس وان يكون داعما للحق ونافضا للباطل.ولا نريد تأييدا لايدولوجية زائفة تؤدي إلى التفكير بالأوهام ويبعدنا عن التفكير العلمي والسليم والرؤية الواضحة.

فالتصدي لإعلام فاسد هو واجب لكل مخلص لوطنه ولضميره بان يكون إعلامه مضادا للفساد وان يكون خطوة في الإصلاح الجذري يبدأ من الإعلامي حتى نهاية الجهاز الإعلامي .فالقارئ والسامع والمشاهد يبحث عن عملة جيدة في وسائل الإعلام وأقلام مخلصة ووطنية وجدية فالأصوات تؤلب الرأي العام .فما جدوى ركض الإعلام إلى خبرما, ما لم يكن في الطريق الصحيح وعاجزة عن قول الحقيقة؟؟؟