السلام عليكم

كنت فى يوم من الايام اعمل مندوب مبيعات .. وأول شهر كان فترة تدريب وكان تدريب ميدانى ... يعنى أنزل مع مشرف السوق واتعامل مع العملاء وبعدها يصحح الاخطاء ويناقش الاداء وهكذا ..

طبيعى جدا مجال جديد لا احمل فيه خبره أن ارتكب الاخطاء

كان معى منتج جديد فى السوق .. واريد أن أغير ثقافة العملاء كى يختاروا المنتج الأنسب والأفضل .. ولكن الناس كانت ترفض وبشدة

كنت أتسأل لماذا هم أغبياء ويصرون أن يختاروا الأسوأ فى كل الأحوال.

قال لى المشرف: أنت لست مضطر لتربية الناس .. حقق هدفك من خلالهم وكفى سوف تجد ثمرة تعبك.

يقصد أنى احاول ان ابيع لهم ثقافة أو سلوك جديد .. ولا يتقبل الناس التغير بسرعة

كان يقول لى: أنك يوما ما ستكون رجل أعمال متى ما سايرتهم وحققت من وراءهم الارباح. كان مصر أن اتخلى عن فكرة رائد الأعمال الذى يعيد تشكيل سلوك العملاء.

كانت هذه وجهة نظرة التى أحترمها وبشدة مع عدم اخذى بها .. إلا إنى لمستها صحيحة فى كثير من المواطن .

هذه المقدمة كانت للتمهيد لفكرة:

المسلمين .. حاولت كثيراً أن أغير أفكارهم نحو لا تتعصب لا تجادل بغير علم ... لا تفهم الدين بعقلك ولكن افهم الدين كما فهمه اصحاب الرسول صل الله عليه وسلم وطبقه مثلهم .. لو كان عندهم خلل ما, كان الرسول صل الله عليه وسلم يقومه ويوضحه بينهم فبذلك كانوا أكثر الناس فهما وتطبيقا للدين.

دائما ما تكتب موضوع وبشكل آلى يأخذ منحنى آخر .. لا يجيد المسلمين التركيز على بؤرة النقاش او الموضوع الاساسى .. ولا حتى الترويج لأفكارهم حتى لو كانت من اصل الدين وليست شاذة

معذرة على هذا المثال: يذكرونى بالخراف عندما يقدم لهم شخص ما عود من العشب يلهثون وراءه بينما عندما تحمل لهم العشب كله أطيبه وأحسنه فى وعاء ولكن لا يراه أحد منهم لا يقتربون منك.

أنا مسلم غيور .. يزعجنى عدم التركيز من المسلمين حتى فى ابسط شئ, أو بكل صدق لا يعجبنى هؤلاء الاشخاص الذين يناقشون موضوعات جانبية ويظلوا يجادلون بغير علم حتى يخرجوا الموضوعات والنقاشات من اصلها, وبدلا من طرح أكثر من رؤية وفكرة .. تجد نفسك فى موضوع آخر غالب الظن لو كنت مهتم به مؤكد ستأخذ برأى المفتى فى بلدك أو رجل علم من أهل التخصص تثق فى علمه وتلقى بكلامهم عرض الحائط .. أو تأخذ كلامهم لتجادل به أهل العلم والعلماء ترهق أعصابهم وتبدد به طاقتهم

انا لست مضطر لتربية أحد .. ولكن اى نقاش من هذا النوع قررت أن لا استمر ولن ابدد طاقتى مع هؤلاء .. ولو كان الأمر بيدى لأرسلت لهم إنذار .. انتم تفسدون روح النقاش والمحبة وتزعجوننا .. إنتهوا أو اتركونا فى سلام