درس أحد اصدقائي عدة فصول دراسية في تخصص الهندسة الميكانيكية، والغريب أن معدله الدراسي كان جيداً.

حسناً سأخبرك لماذا يبدوا هذا غريباً.

سمع صديقي آخرين يقولون المستقبل في تخصصات IT (تقنية المعلومات). وسمع اخرون يقولون المستقبل فعلاً في علوم الحاسب. لم يكمل صديقي دراسته في جامعته! وسافر الى دولة اخرى ليدرس أحد تخصصات علوم الحاسب - هندسة البرمجيات -، إتباعاً لوصف طريق المستقبل من قبل الآخرين.

جازف في وقته وماله، وسنوات عمره، لم يعجبه التخصص ولكنه يظن أن طريق المستقبل دائما وعرة. علماً بأنه سبقني في التخصص ذاته ألى أني على وشك التخرج، بينما هو لازال في منتصف الطريق من الصعوبات التي واجهته فيما كان يراه (الطريق الوعرة الى المستقبل المضمون).

سألني البارحة عن أسهل لغة برمجة، يستطيع تعلمها لتسهل عليه منطق البرمجة بشكل عام. فهو يراها قبيحة صعبة معقدة مهلكة مضنية. لكن حسب مافهمت من سؤاله، يريد أن يعرف أسهل لغة برمجة، يحاول ابتلاعها في البداية ويتعود على مرارتها حتى يسهل عليه ابتلاع الآخريات الكبيرات مثلها.

أيضاً هناك في مجتمع حسوب I/O أخوة يسألون ويتوقعون أين يكون المستقبل، وكذلك ماهي أسهل لغة برمجة وماهي درجات صعوبتها.

من وجهة نظري المستقبل ليس في التخصص، إنما في الابداع. في طبيعة الحال إذا كانت معدل التخرج ضعيف (سوف تعني الشهادة أن حاملها لا يعرف كثيراً في تخصصه لهذا معدله ضعيف) فهنا مهما كان أسم التخصص سواء هندسة أقمار صناعية أو طبخ لا يرجى منها مستقبل وظيفي أو عملي. وإذا كان المتخصص مبدعاً في تخصصه، مهما كان تخصصه سوف يكون أقرب لمستقبل جميل يطمح اليه. فالمستقبل ليس في اسم التخصص! بل بأبداع المتخصص مهما كان اسم التخصص.

ايضاً الصعوبة والسهولة هي أمر نسبي مايبدو لي صعباً قد يبدو لك عزيزي سهلاً، ولا أظن الصعوبة تكمن في ذات العلم. يعني مثلاً سمعت من يقول أصعب لغة برمجة هي C++ بالنسبة لي لم أجدها كذلك! واجهت لغات بدت أصعب بالنسبة لي فيما تبدو لغة C++ سهلة للغاية وواضحة. والصعوبة تكمن في مدى حبك لتعلم الشيء، إذا كنت تحب أن تتعلمه! سوف يكون سهلاً. وإذا كنت تريد تعلمه فقط لأجل أنك سمعت بأنه المستقبل ولست تحبه فسوف يكون صعباً بلا شك كما حصل لصديقي. (اتخاذ الطريق الوعرة في سباق المستقبل).

دمتم