كيف تكشف أيديولوجيات الذكاء الإصطناعي في حال لم تكن لديك خلفية عن الموضوع الذي تبحث عنه؟

طبعا الذكاء الإصطناعي مليءجدا بالتحيزات الظاهرة والخفية، وهو من مكان إلى مكان أخر يًظهر نتائج مختلفة جدا، بل إنه يتنوع ويتلون حسب نفسية وعقلية المستخدم نفسه، كما لو أنه يعطي كل مستخدم الإجابات التي يحب المستخدم أن يجدها، مثلا لو كنت شيعي وتكره السنة( فقط مجرد مثال راء لا داعي لفهم خاطئ بدون داعي) ، سوف تجده يمدح الشيعة ويقدم مبررات عن تفوق الشعية عن السنة ، نفس الشيء إذا كنت مثلا رجل أبيض وتقول للذكاء الصناعي أن السود همجيين وغير متحضرين ووو، سوف يسير في خطك تماما .

هناك بعض التحيزات التي وجدتها أنا شخصيا من تعامل مع ذكاء صناعي لغوي مثل شات جي بي تي مثلا، في أمور مثل الطائفية الدينية أو الميولات الجنسية أو حتى التحيزات المعرفية العادية خاصة تلك التي تتعلق بتاريخ الشعوب، إذا سألته مثلا دولة الصحراء الغربية هل أرض مغربية، سوف يجيبك حسب موقعك، إذا كنت جزائري سيخبرك بأنها أرض مستعمرة احتلها المغرب، وإذا كنت مغربي سيخبرك بأنها أرض مغربية تريد أن تنشق بدون حق .... ايضا لو سأل اسباني شات جي بي تي عن الأندلس سيجيب أن الأندلس اسبانية وأن المسلمين محتلين ومغتصبوا الأرض ، لكن لو سأل عربي أو مغاربي نفس السؤال سوف يجيبه بأن الأندلس أرض اسلامية وأنها مجد المسلمين ولم تكن لتكون كذلك لولا الفتح الإسلامي الذي نور تلك الأرض ..............أيضا الأفعال الشادة ، مثلا تجد شات جي بي تي يتحدث عن أمر مثل البيدوفيليا على أنه ميول جنسي ويعطيك التبريرات اللازمة على أنه أمر فوق الطبيعة البشرية ويجب التعامل مع صاحبه كمريض يُحترم .

هناك امثلة كثيرة جدا، لا مكن حصها ولكن يمكنك مالاخظتها بشكل واضح في كثير من الأحيان.

أما كيف نحمي أنفسنا من أدلجة الذكاء الإصطناعي فهذا السؤال كان يطرح أيضًا من أول نشأة الإنترنت و المواقع فلا أجد كبير فرق بين المواقع التي تمدنا بالمعلومة وبين الذكاء الإصطناعي سوى ان الأخير أكثر مواتاة وسلاسة وتشبهًا بالبشر.

اختلف معك تماما يا خالد، ما كامن عليه المواقع والمدونات التقليدية نختلف أشد الإختلاف عن الذكاء الإصطناعي في مدى قدرته على تقديم معلومات متحيزة، صحيح أن الذكاء الإصطناعي في النهاية يأخذ من تلك المدونات والمواقع ويعيد الصياغة، لكن الفارق الجوهري في طبيعة التوجيه الأيدلوجي للمعلومات، فالمواقع والمدونات العادية وراءها أشخاص وأفراد قلائل، وأغلبها مدونات شخصية أي أنها تعبر عن رأي فردي مهما انتشر يبقى تأثيره محدود، لكن الذكاء الصناعي وراءه توجيهات منظمة من مؤسسات واسعة النفوذ والتأثير، ما يعني أثر أكبر وتغيير أعمق في الواقع يفوق مئات المرات تأثير مواقع فردية متحيزة .

أعطي مثال يمكن أن يوضح الأمر، قرأت مؤخرا أن ملايين المستخدمين من انحاء العالم يشتكون من التحيز الواضح للذكاء الصناعي نحو الرجل الأبيض، انه تعطي نتائج وبيانات أقل دقة للمرضى السود مقارنةً بالمرضى البيض، ويقدم اعلانات وظائف برواتب أعلى للبيض اكثر من السود.. إلخ ... طبعا هذه التحيزات موجودة منذ بداية التاريخ، لكن عندما تكون تحيزات لأفراد لا يكون تأثيرها بنفس عقم التمييز المؤسس والمنظم الذي اقوم به مؤسسات ضخمة كتلك التي تبرمج الذكاء الصناعي.

لعلكم تجدون في هذا المقال بعض مما أشرت إليه سابقا .