الحب وحده لا يكفي.
نعم، قلناها بصوت واضح، بلا مؤثرات موسيقية ولا مشاهد وردية.
أن تُعجب بشخص، أو تميل نحوه، أو تظن أنك تحبه… لا يعني أنك مستعد لتتزوجه.
لأن الزواج ليس لحظة عاطفية، بل مشروع حياة طويلة.
ولأن العاطفة بلا وعي قد تقودك إلى قفص من ذهب… لكنه قَفَص في النهاية، إن لم تبنه على أسس.
---
1. لا تتزوج حين تكون المشاعر وحدها هي الرابط
إذا كنت تفكر في الزواج بناءً على مشاعر فقط، بلا تفاهم فكري، ولا انسجام قيمي، ولا رؤية مشتركة للحياة…
فاستعد لصدامات مرهقة.
المشاعر مثل النار: تشتعل بسرعة… لكنها تحتاج وقودًا لتستمر.
ووقود الزواج الحقيقي هو: الاتفاق، الاحترام، والالتزام.
---
2. لا تتزوج بدور المُنقذ
إذا كنت ترى نفسك "مُنقذًا" للطرف الآخر، تحمل همومه وتُصلح أوجاعه…
فأنت تدخل من باب الرحمة، لكنك ستخرج من باب الإرهاق.
الزواج ليس مهمة علاجية، ولا دورًا بطوليًا.
من لم يُعالج نفسه بنفسه، لن تُصلحه مشاعر الآخرين.
---
3. لا تتزوج وأنت تجهل نفسك
إن لم تُحدّد بعد من أنت، ما أولوياتك، قيمك، أهدافك، وما الذي يُرضيك ويُغضبك…
فلا تدخل علاقة عمر.
الزواج لا يُعطيك هوية، بل يتطلب منك أن تأتي بهويتك واضحة، ناضجة، ثابتة.
---
4. لا تتزوج حين يكون الوعد بالحب مشروطًا
حين تُبنى العلاقة على عبارات مثل:
"سأتزوجك إذا تغيّرت…"
"سأكمل فقط إذا فعلت كذا…"
فهذا ليس حبًا… بل ابتزاز عاطفي.
وفي ديننا، لا يُقبل أصلًا بناء علاقة عاطفية خارج إطار الزواج.
فمن البداية: لا علاقة، ولا تفاوض، ولا مشاعر… إلا بالحلال.
أما ما سواه، فهو طريق مُلتبس، وإن بدأ بعاطفة، قد ينتهي بجرح.
---
5. لا تتزوج هروبًا من شيء
الهروب من لقب "عانس"، أو ضغط المجتمع، أو الوحدة، أو حتى من وجع داخلي…
كلها أسباب قد تدفعك نحو زواج هش، سرعان ما يتصدّع.
الزواج ليس دواءً مؤقتًا… بل مسؤولية طويلة الأمد.
---
الخلاصة:
توقّف عن تصديق المسلسلات.
الزواج ليس نهاية قصة الحب… بل بدايتها الحقيقية.
و"الحب العاقل" هو الذي يعرف متى يقول:
"ربما قلبي مال… لكن عقلي اختار الانتظار أو الابتعاد… لأجل رضا الله أو حفاظًا على نفسي."
ـــ
"الحب الحقيقي… لا يخرجك من طاعة الله، بل يُعيدك إليها."
– ملك غير متوَّج (ملك عقول)
التعليقات