بلا مخيلة لن يتكون الإبداع و بلا إبداع لن يتأسس الفن ففي مخيلتك فنك الكامن و ما يجذب العين للأشياء المحيطة بها هو الإتقان و هذا هو الفرق بين الإنسان غير الفنان و الإنسان الفنان و لأن أصل الفن هو التعبير عن العقل و النفس ستشاهد في أعمال الفنان ما كان يشغل عقله و نفسه و أقصى ما يتمنى الوصول إليه الفنان القديم تطابق فنه مع ما تستقبله حواسه لكن الاختراع قضى على ذلك و أعظم أنواع الفن هو ما يمكنك من تخيل ما لم تراه ببصرك و هذا ما جعل المؤلف الخيالي أستاذ الفنان و ما يجعل للرسم قيمة أعلى مما يقدمه الإنسان هو رسم ما يحيط بالإنسان من الخارج و ما يؤثر على الإنسان من الداخل و لو كان الفن علم لكان إسمه ترابط ما يتقاطع و تقاطع ما يترابط لتشكيل منظر بديع من تفاصيل منعزلة عن بعضها و الإنسان مراقب بالفطرة و أعظم تسلية له مراقبة كل ما يتفاعل من حوله و الفنان لا يعرض على مداركنا الحقيقة هو يعبر عن تصوره العقلي و قد يرسم تصور خاطئ عن الكون بعبقرية فنية مذهلة و في عاداتك الطبيعية ما يدل على طبيعتك الخفية فلكل صفة سلوك يتحول لعادة غريبة.
مولدات الفن
و ما يجذب العين للأشياء المحيطة بها هو الإتقان
من زاوية انحدار مستوى الذوق العام للجمهور، للأسف لم يعد الإبداع ولا الاتقان هو العامل الأساسي الذي يجذبهم، بل على العكس، قد ينجذبون أكثر للمحتوى الركيك والهزلي الهابط، الذي لا إبداع فيه ولا إتقان، السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل انحدار ذوق الجمهور له تبعاته وتأثيره على المبدع مما قد يودي لانجرافه مع الموجة لإرضاء الجمهور؟
التعليقات