مريم الجميلة -مارجريت ماركوس- سابقاً
ولدت مريم في نيويورك مع أسرة يهودية وعلى الرغم من ولادتها في أسرة يهودية وفي أمريكا إلا أنها لم تكن تحب حضور الحفلات الصاخبة ولم يسبق لها وخرجت في موعد غرامي كما كانت تكره الموسيقى الغربية والسينما والرقص وقضت مراهقتها وشبابها مكبة على الكتب باحثةً عن الحقيقة حيث وصفت مريم تلك الفترة قائلةً :
«نمت لديَّ الرغبة منذ العاشرة في قراءة كلّ الكتب التي تتحدَّث عن العرب، فأدركت أنَّ العرب لم يجعلوا الإسلام عظيماً، لكن الإسلام هو الذي حوَّلهم من قبائل في صحراء قاحلة إلى سادة العالم ».
بعد دخول مريم الجامعة انقطعت لمدة سنتين عن القراءة حول الاسلام والعرب حتى قابلت صديقة لها يهودية كانت تنوي الدخول في الإسلام فعرفتها على أصدقائها العرب المسلمين في نيويورك، وكانتا تحضران دروس لحاخام يهودي كان يحاول أن يثبت لتلامذته أن كل صالح في الإسلام مأخوذ من العهد القديم (التلمود) وهو التفسير اليهودي للتوراة، وقد ألف كتاب يشرح هذا الاعتقاد، إلا أن هذه المحاولات لم تنبت في قلب مريم إلا الإصرار على الاسلام والإيمان به أكثر بعدما رأت هذا التناقض في الدين اليهودي.
كانت مريم تتواصل بشكل دائم لسنوات مع كبار شيوخ الاسلام لتسألهم عن استفساراتها حول الاسلام وفي عام 1961م حسمت مارجريت أمرها وأعلنت إسلامها على يد الداعية (داود فيصل) وأصبح اسمها (مريم الجميلة) و في العام التالي هاجرت مريم إلى باكستان بدعوة من الشيخ أبي الأعلى المودودي، ثمَّ تزوجت الداعية الإسلامي «محمد يوسف خان» وأنجبت منه أربعة أطفال.
أصبحت مريم من كبار الدُعاة إلى الإسلام فقالت في رسالة موجهة إلى عموم المسلمين: «اتبعوا هدى القرآن والسنة، ليس كمجموعة من الشعائر فقط، بل كمرشد عملي للسلوك في حياتنا اليومية الخاصة والعامة، اتركوا جانباً الخلافات.. لا تضيِّعوا وقتكم الثمين في الأشياء غير المجدية، وبمشيئة الله سيتوِّج المولى حياتكم بالفلاح العظيم في الحياة الدنيا، وبالفوز الأعظم في الآخرة»
وتفاعلت مريم مع أحداث العالم الإسلامي وتياراته الفكرية حتى توفيت عام 2012م بعد رحلة عامرة في كنف الإسلام على مدار نصف قرن .