ماتفسير هوس المرأة بشكلها ومظهرها الخارجي , وتصويره ؟

توجد دراسة تشير إلى أن الدافع الرئيسي للعديد من النساء لنشر صورهن الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي باستمرار هو ربطها لقيمة ذاتها بالظهور على مواقع التواصل الإجتماعي وحيازة الإهتمام من المستخدمين الآخرين، لذلك تحرص على مشاركة صورها ومراقبة التفاعلات والإعجابات وتعليقات الإطراء وقد يمنحها ذلك شعور من الرضا الذاتي.

أجد أن تأثير الميديا على طريقة تفكيرنا والضغط النفسي الذي تلعبه الخوارزميات علينا يقف وراء هذه التصرفات والقناعات الخاطئة، فأمام الكم الهائل من صور الفتيات والعارضات على مواقع التواصل الإجتماعي قد تشعر الفتاة بنوع من انخفاض الثقة، قد تراودها تساؤلات مثل "لماذا هن ينشرن وأنا لا؟ هل هن أجمل مني؟" ونحو ذلك، وفي المقابل يوجد تأثير آخر معاكس ولكنه سلبي أكثر، وهو رؤية الصور التي تبدو فيها الفتيات "بشكل مثالي" وطبعاً غالباً هي غير حقيقية بل تم التعديل عليها كثيراً قبل نشرها، فتتراجع ثقة الفتاة العادية بنفسها وتشعر أنها مجرد كتلة عيوب وأنها قبيحة، وقد تتحطم من مجرد تعليق يسخر من شكلها أو هيئتها.

لذلك أجد أنه ينبغي علينا دق ناقوس الخطر لإيقاف سيطرة هذه المواقع على سلوكياتنا ونظرتنا لنفسنا، وأن نفك الإرتباط الذاتي بها، ليس علينا أن نظهر دائماً بالشكل المثالي عليها.. بل لسنا مطالبين بالظهور من الأساس في عالم كل ما فيه وهمي !

لماذا نضع الأمر في هذا الإطار يا عماد؟ هل لا يهتم الرجل بكونه مرغوبًا؟ هل وجود إناث من حوله في مكان ما لا يلفت نظره؟ من الممكن أن نضع الأمر في إطار الطبيعة الإنسانية لكل نوع، وهو شيء يسري على جميع الكائنات. لكل جنس من الجنسين اهتماماته بالشكل الخاص به، بغض النظر عن أي تغيرات. وفي هذا الإطار، لا أرى الأمر متعلقا بالسطحية أو العمق، وإنما هو تصرف طبيعي لا يجب أن نضعه في منطقة من الحكم الأخلاقي تخنقه أو تحرم صاحبه من احترامه. علينا أن نحترم الطريقة التي يرى بها كل منا نفسه ويحب أن يطبقها عليها.

أعتقد أن السبب وراء هوس بعض الناس بنشر صورهم بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لأسباب مختلفة. منها الرغبة في جذب الانتباه والإعجاب من الآخرين، وبناء الثقة بالنفس من خلال تأكيد الهوية الشخصية.

من جهة أخرى، يمكن أن يعكس هذا السلوك جانبًا من الحياة السطحية والانشغال بالمظاهر، حيث يُفضل الانتباه إلى الشكل الخارجي أكثر من الجوانب الداخلية والروحية. قد يكون هذا نتيجة لثقافة التركيز على الصورة والمظاهر في وسائل الإعلام والمجتمع.

هل يعبر هذا عن الحياة الفارغة والسطحية التي يعيشونها !

لا أعتقد يا عماد أنه يمكننا أن نعمّم وصف الحياة الفارغة والسطحية على كلّ من يقوم بتصوير يومياته وحياته الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي، فقد يكون لدى البعض إهتمامات وهوايات وطموحات أخرى لا تظهر في صورهم.فلا يجب أن نقيس قيمة الشخص بناءً على مظهره فقط، ولكن على شخصيته وأخلاقه وإسهاماته.

هذه الظاهرة "نشر الصور بشكل كبير" هي نتيجة الإدمان والإندماج ضمن وسائل التواصل الإجتماعي، ربما تقديم نصية للمقرّبين بأن يبتعدوا قليلا عن المواقع ويركّزوا على الواقع، سيكون أفضل وأحسن من أن نصف حياتهم من بعيد بالسطحية والفارغة.

مع ذلك يا صديقي لا أنكر أنه يوجد بعض رواد السوشيال ميديا وهم كثر، أين السطحية والحياة الفارغة هي شعارهم.

أظن المشكلة في نوعية المضافات لديك يا صديقي, أنت تضيف الفتيات اللائي يضعن صورهن أو أن الفتيات اللائي يضعن صورهن هن من يقبلن إضافتك بقائمة الأصدقاء غيرهن حسابها مغلق أو للمعارف فقط...جرب إضافة الرجال الذين يضعون صورهم أيضا لن تجد أي فارق لقد كنت بالماضي بالمراهقة أضع صوري بمواقع التواصل بشكل دوري حتى أنني وجدت البعض يستخدمها على أنها صورته الشخصية فتوقفت!