أهمية التعبير والبوح بمشاعرنا لأعزائنا

بالفعل محمد، الناس تستغرب من الإفصاح عن المشاعر، لأن غالبيتنا لم تُرب على ثقافة البوح بالعواطف، وتعتبرها ضعف وقلة نضج، والأمر على العكس من ذلك، فتصريحنا بمشاعر الحب والإعجاب لأحبائنا، هو قوة في حد ذاته، ويشبر إلى مخزوننا من الحب والصفاء بدواخلنا، ويشع أجواء البهجة والأمان علينا وعلى من نبوح لهم.

الحياة قصيرة، ولا مجال للمماطلة في التعبير عن أحاسيسنا بالحب لأعزائنا قبل فوات الأوان.

أعلم بأن عدم البوح بالمشاعر واللجوء إلى القمع العاطفي قد يكون له اثار سلبية على الصحة النفسية والجسدية، لكن لماذا لا نقول بأن الرجل عندما يعبر عن مشاعر قد تستغل هذا الامر المرأة لصالحها وتشعر بأنه في موقف ضعيف!

من جانب اخر، لماذا لا نقول بأن افصاحنا عن مشاعرنا قد يوجهه البعض ضدنا؟ لماذا لا نقول بأن من يلجأ إلى سياسة عدم الافصاح أنه يرغب في حماية علاقته مع الاخرين، لماذا لا نقول بأن عدم قدرتنا على إدارتنا لهذه المشاعر قد يعرّض نقاط الضعف الخاصة بنا للآخرين.

صحيح نورا، الكلمة الطيبة مفتاح القلوب، والإفصاح عن مشاعر الود والإعجاب تنقي أجواء المعيشة، وتضفي علينا جميعا البهجة والسرور.

البوح بالمشاعر هي بالفعل تنشئة، كما ذكرت نورا يجب علينا، أن نرسخها في أبنائنا بترديدنا كلمة "أحبك" على مسامعهم، ليتشبعوا بها ولا يبخلون على أحبائهم بها.

لا أحد يستطيع أن يقرأ دواخلنا، إذا لم نبح بمشاعرنا له.

ما أحوجنا إلى تصحيح بعض المفاهيم، ووضعها في إطارها الحقيقي. كمفهوم الرجولة الذي غالبا ما يختلط على الكثيرين، ويقرنونه بالقسوة والشدة والغلظة، وهو براء من كل هذا. فالرجولة هي القوة والشجاعة والعطف والمحبة والليونة والمرونة وسمو الأخلاق.

معك حق محمد، إذا ما قيلت الكلمة الطيبة في وقتها لصححت الكثير من الأوضاع ولذللت الكثير من الخلافات.