*إنْسانٌ مُؤقَتٍ*

تتعَرف على إنسان وتحُبه، فـ تهتمُ به، تعطيه كل وقتكَ وتتعلق بهِ لدرجة أنك لا تحتمل أن يمر يوماً واحداً من دون أن تراهُ أو تتواصل معه، ليصبح قطعةً منكَ، كما إنهُ يهتم بك ويسعدك، ويجعلك تشعر بأنكَ مهمٌ بالنسبة لهُ، لكن وفجأةً يتغيرُ عليك، لا يرد على رسائلك، يحاول أن يبتعد عنكَ، ولا يتواصل معكَ، لا يبادلك نفس الإهتمام، ويتجاهلك طيلة الوقت، أي إنهُ لم يعد مثل ما كانَ، بالتالي تبقى أنت تفكر..! ، لماذا يفعل هذا بيه..؟ لماذا تغيّر عليه..؟ لماذا يتجاهلني..؟ ، هل أخطأت بحقه؟ ، هل أنا سيء؟ هل آذيته من دون قصدٍ؟ فـ تبدأ بهذا التفكير السلبي، بهذا التفكير الذي يجعلك لا تعرف ماذا تفعل، لأن الإنسان الذي كان يهتم بك ويسعدك، أصبح هو من يحزنك،، لكن في الحقيقة أنك لم تخطأ بحقهُ، وأنكَ لست سيءً، وأنك لم تأذيه أبداً، إذاً لماذا تغير عليك؟، تغير عليك لأنه وجد إنساناً غيرك، وجد شخصاً آخراً ليكسر قلبه مثل ما كسر قلبك وجعلكَ حزيناً، نعم أنتَ لستَ إنساناً سيئاً، فعلَ هذا بِكَ لأنك أحببتهُ من كل قلبك، كيف لا وأنت قدمتَ لهُ كل وقتكَ وأعطيتهُ إهتماماً أكثر مما يستحق، لكن ومع كل هذا تبقى أنت تحبهُ وتفكر فيهِ طوال الوقت وتحاول أن تجعلهُ يعود إليكَ، لكنهُ لن يعود إليك، لأنه وبكل بساطة كان معك لفترة مؤقتة وهذه الفترة قد إنتهت..!

ليسَ كل الناس دائمينَ في حياتك، فـ بعضُ الناس هم عبارة عن دروسٍ يرسلها الله لنا لنتعلم منها، وكما قال الإمام علي (ع) "ﻻ تَحْزَنْ على خُل تفارقهُ إذا لم يَكُنْ طبعُ الوفاءِ فيهِ فَمِنهمْ كتاجِ الرأسِ تلبسهُ و مِنْهُمْ كقديمِ النعلِ تَرميهُ"،

صَدقني أنت إنسانٌ جيد وإذا أحببت، أحببت بصدقٍ، لكن هنالك ناسٌ سَيئون، ناسٌ لا يقدرونَ قيمة النعمه التي لديهم، لذلك إبقى دائماً سعيداً ولا تجعل أحداً يحزنك، وكن دائماً على يقين أن الله سيرزقك بالإنسان الذي تستحقهُ ما دمت جيداً.

بقلم🖋️: علي عقيل