أحيانا أشعر فى تعاملى مع أحدهم أو اختلطى بالناس أننا بحاجة إلى مصحة للأخلاق أكثر من الحاجة إلى مصحة نفسية يُتناول بها حبوبًا لاستعادة ما ذهب من الأخلاق كما كان فى فيلم "أرض النفاق " ولكن بالعكس نريدها " أرض الأخلاق "

ولا ننسى أننا سنشفا من أمراضنا النفسية إذا تعاملنا مع أناس ذو أخلاق فالأمر أصبح لا يطاق ، يجبرك على العزلة ولكن كيف ونحن نعيش معهم وكيف الهروب

ويذكرنى الحال بذلك قصة "نهر الجنون"

ولكن لا أعلم أهذا حلًا لما نسمعه ونراه من البشر على وجه هذه الأرض أم ماذا؟

وفى ذات الوقت أخشى أن لا تسع المصحة لهؤلاء الذين يعانون من نقص فى الدين و الاخلاق

وأخشى على الحافظين أن تصبهم العدوى !!

أو نألف هذا الواقع !! فما " تكرر تقرر " كما قالوا.

لله الامر من قبل ومن بعد

سيقول قائل : لا تقف مكانك وتنتقد من حولك وانزل وافعل ما فى وسعك لتغير وتصلح فى الأرض

سأقول : وماذا أفعل مع مَن أنا فى نظره مجنونًا جاء من كوكب أخر

فياليت عندنا حبوبًا لأمراض الروح كما لأمراض الجسد.

فلقد أصبحنا نتعامل مع ذوي نقص الاخلاق كما يتعامل مع الحفرة الكبيرة التى يقع بها المار بدلا من ردمها وتصليح الأرض أنشأنا مستشفيات وكل ما يلزم لنقل المصابين وعلاجهم كذلك الأمر أنشأنا مصحات نفسية وعقاقير لعلاج النفس التى لم تتحمل ذوى نقص الأخلاق وكان أولى بنا أن نصلح السبب نفسه الذى أدى إلى ذلك فالمرض النفسى بل والمرض الجسدى قد يكون سببه الرئيسى هو انعدام الأخلاق.

صدق القائل

مَنْ عَاشَ صِفْرًا مِنَ الأَخْلَاقِ والأَدَبِ

يَـحيَا فَقِيرًا.. وَ لَو يَمْشِي على الذَّهَبِ

مَا قِـيْمَــةُ الـمرْءِ إلَّا طِــيبُ جَـوْهَـرِهِ

لا مَا حَوَاهُ مِنَ الأَمْوَالِ و الـحَسَـبِ

وصدق الآخر حين قال" في مستشفى الطب النفسي لا يأتينا المرضى؛ بل ضحاياهم "

الخلاصة:

•تمسك بأخلاقك ولو كنت أنت المجنون الوحيد على هذه الأرض

•الدنيا قصيرة زائلة وكلنا راحلون فلا داعى أن نكون غصة أو ألم وحزن فى قلب أحدنا.

🌼🌿اللهم لا تجعلنا من الذين عابوا ثم ابتلوا بما عابوا، اللهم لاتبتلينا بعيب كرهناه في غيرنا ولا تُغير علينا حالنا إلاّ لأحسنه ، واعنّا على شُكر نعمتِك🌼🌿

سطور بلا صوت

رضا أحمد نوارة