نغتال الوقت بقبلة نسرقها من فوق شفاه أقلامنا، فينسال الحبر ويكتب شواهد الكلمات التي ولدت معاقة.
#شرين_رضا
الحروف لا تغتالنا، بل هي الدواء والبلسم لنا في أوقات قد نمر بها في حياتنا، فمثلا تجدنا في لحظة ما نشعر الضغط العصبي وتوترات كبيرة ولن بمجرد كتابة اول حرف نشعر بأن الصخرة التي على قلوبنا بدأ تتزحزح وتتدحرج قليلا. رويدًا رويدًا تصبح الامور أفضل.
كانت الكلمات حبيسة صدري ، فقلبي المكسور ، الذي إمتلأ أشجانًا و فاض كأسه هو من حرّك قلمي ، فأنطلق كبراقٍ ، يشق جسد الورقة التي نامت على طاولة الأحزان ، و قنديلي نفد زيته ، فملأته من دمي ، كيف حالك شيري
العفو ، ولكن دعينا من المجاملة ، فوالله ما أنا إلا فتًى طائش ، يختار كلماته من قلبه الممزق إلى أشلاء متناثرة ، هبّ عليها نسيم الصباح ففرقها ، و سال عليها قطر الندى فأغرقها ، يعيش على آلام ماضيه ، و يشكو حزنه إلى لياليه ، و يطفئ شمعته الأخيرة ، بدمعته المريرة ، حين ينتهي مسلسل أحزانه و يرتمي عليه الطيف بألوانه ، شكرًا شيري
تكلمت هذه الأيام عن المرأة و الغيرة ، و أن بيتها خير لها ، هجم علي الناس بالردود ، أنا لو عصفور يحط فوق زوجتي لقتلته فكيف برجل أنيق يحدثها طوال اليوم ،بحجة العمل ، عندما نبتعد عن الدين نقول حرية شخصية ، آسف شيري لعلني أزعجتك معي ، فأنا شربت الغيرة مع حليب أمي ، و هذه تربيتي ،
مبدأ يُحترم طبعا ولا جدال فيما تقول خاصة لو على قناعة ومبدأ وقيم مؤمنين بيها وبتطبيقها مهما تغيرت الأزمان... تحياتي لحضرتك ولفكرك المستقيم ✋✋
والله كل أخواتي متجلببات مسدلات ، يرتدين القفازات و الجوارب ، وهن من فرضن ذلك على أزواجهن ، أنا لما كنت صغيرا كنت أرى أمي لا تخرج إلا بمعية أبي ، فعشت تلك المواقف ، و علمت أن المرأة لابد لها من رجل يحرسها ، من كانت له عصفورة جميلة و تركها مع القطط ، أين يجدها مساءًا ، فكما قلتُ أنا :
يا إلهي ، لقد أحرجتيني ، فمرات تخرج العربة عن مسارها ، فأتداركها قبل أن تقع في الوادي ، ولكنني إنسان معرض للخطأ ، كثيرا ما يقول أصحابي عني ، أني خطير ، كيف تدعي الإستقامة و تكتب الغزل ، فقلت ذلك أمر لا نتوب منه ، كما قال إبن زيدون ،
ومن يكتب فعادة هو أعف الناس فلإن يجري إحساسي على قلمي خير من أن يجري إلى معصية الله ، كم مرة أيقظت قلمي باكرا ، فجاد القلب شعورا و جاد القلم شعرا
كان لدي نقاش في تلك النقطة كيف يمكننا أن نرفض أمر بواقعنا مع اننا أدباء وشعراء نملك مخيلة تجعلنا نغرس أفكارنا في شتى الأمور الحياتية والخيالية حتى منها.
لا يوجد في مجتمعنا ثقافة الاختلاف وإننا فالواقع قد نختلف كثيرا عما نعبر عنه والذي أسميه "شعر أو الكتابة الأدبية" لأنها موهبة ونعمة من الله وكلُ منا له طريقته فالتعبير عنه كشكل ثقافي وفكري وليس كفرض رأي أو حياة
معضلة بتمنى نقدر نستوعبها
لقد تطرقت أيضا أنا لهذا الأمر ، في مساهمة الحقيقة و الرأي ، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة فما أسلم به حقيقةً قد يراه غيري رأيًا ،، مثلا أن يجادلني شخص في قضية دينية فأتكلم فيها بعلمٍ و أدلة شرعية ، فيأتي شخص فيرميني بالتشدد وهذا لجهله بالدين ، فلا يجوز أن أسكت عنه ، وقد علمت قول الشرع في المسألة ، ولا يجوز أن يقال أن المسألة نسبية و كل يدلي بدلوه ، أما مسائل الدنيا و الحياة فنختلف فيها و قد تكون مسألة أذواق ، ليست مسألة خطأ وصواب ، و المجادلة في هذا الوقت مضيعة للوقت خاصة في أمور الدين ، وأيضا للإختلاف ظوابط فلا نختلف فيما أتفق عليه أهل الإختصاص و أجمعوا عليه ، أما الأمور الأخرى التي لا تخضع لأدلة ثابتة فمردها إلى التصرف بالحكمة والمشورة ، وأما المسائل النسبية فهي أذواق ، مثل الجمال ما نراه جميلا يراه غيرنا قبيحا و العكس ، عندي جارة مقبولة ، عادية ، رآها صديقي كاد يغمى عليه ، وأنبهر بجمالها ، ولهذا أرى أن الإختلاف المشؤوم هو الذي يمس القيم الدينية ، أتوا مرة بفنان و طلبوا رأيه في الحجاب ، وأصبح الحجاب موضوعًا في حصص تقدمها نساء متبرجات ، وحتى رأيت مفكرًا يكذب حديث النبي لأنه لم يقتنع به ، هذا لا ينبغي مجادلته و يصدق فيه قول الشاعر :
إن الأسود تُخشى وهي صامتةٌ **** وأن الكلب يُخزى وهو نبّاحُ
وختامًا ، الجدال لا يأتي بنتيجة إذا كان في الدين فمسائل الدين لها رجالها و أدلتهم ، وإن كان في الدنيا فلها أهل الإختصاص و معرفتهم ،وإن كان في أمورٍ نسبية فكل يرى الأمر من منظوره .
أتفق معك ولو أن لدي سؤال لو ممكن
هل يجوز كسر الحواجز أمام الإبداع في حالة وضعنا إن الكتابة الإبداعية لا تفرض علينا واقعنا
أنا لم أفهم السؤال جيدا ، ولكن سأحاول الإجابة ، هناك حواجز في حياتنا هي بمثابة الدستور الذي نستقي منه ، شروط وظوابط هذه الحياة ، فالفلاح له خط يخبره أن أرضه إبتدأت أو إنتهت ، فلو لم يكن ذلك الخط ، لضاعت أرضه أو تعدى على أرض غيره ،
فالغاية لا تبرر الوسيلة ، فالله عز وجل ذم الشعراء ، ثم إستثنى منهم ، فليس بسبب الإبداع نكسر تلك الحواجز ، وليس بسبب قصيدة جميلة نخرج عن المألوف و نجانب الصواب ، كان العلماء قديما يكتبون في كل فن ، ولكنهم كانوا مصابيح الدجى ، يعرضون كتاباتهم على قول الله ورسوله ،
التعليقات