كثيرا ما نسمع عبارة "التغيير يبدأ بك" فنفهمها كتحفيز كي نكون مثالا على ما نطمح إلى تغييره في المجتمع فيقتدي الآخرون بنا، وهذا صحيح فعلا. ولكن من جهة أخرى، من خلال تغييرنا لأنفسنا، نحن نساهم بتغيير المجتمع بطريقة أخرى بحسب نظرية "اللاوعي الجمعي".
فما هو اللاوعي الجمعي إذن؟
فبحسب فرويد، اللاوعي هو مخزون مخاوفنا وتجاربنا ورغباتنا المكبوتة، أما تلميذه كارل يونغ، فقد أطلق نظرية اللاوعي الجمعي باعتباره مخزون تجارب وقناعات البشر على مدى التاريخ فتتوارثه الأجيال وتساهم في تغييره. فعلى الرغم من الجدل الكبير الذي لاقته هذه النظرية وغياب الأدلة الملموسة على صحتها، إلا أنها جديرة بالاهتمام وتوفر تفسيرا للكثير من الحالات الإنسانية.
ففي أحد التجارب، قام بعض الباحثين بمراقبة سلوك قردة في جزيرة يابانية بعد أن تعلم بعض منها كيفية غسل البطاطا قبل أكلها. فمع الوقت بدأت الأجيال الشابة الأخرى على هذه الجزيرة باكتساب هذه المهارة. أما المثير للانتباه، فقد كان ملاحظة انتشار هذا السلوك عند قردة في جزر أخرى بعد فترة. فعلى الرغم من عدم وجود اتصال بين القردة في الجزر المختلفة، إلا أن هذا السلوك انتشر بينهم وهذا ما يدعم نظرية اللاوعي الجمعي.
فقد يبدو المفهوم معقدا وغير منطقيا للبعض منكم، ولكنه يصبح منطقيا إذا ما تمعنا وراقبنا سلوكيتنا أكثر بالإضافة إلى أن الكثير من الحضارات والفلسفات أشارت إليه. فبيت القصيد هنا هو أننا بإحداث تغييرات إيجابية راسخة نحن نساهم بتحسين يبدأ من اللاوعي الجمعي على مستوى أسرتنا ليتوسع نطاقه على مدى أكبر. فبكثرة من يتبنون تغيير إيجابي جديد، يتم خلق تغيير في اللاوعي الجمعي.
فهل تعتبرون هذه النظرية منطقية أم يصعب عليكم الاقتناع بها؟ وهل لديكم أي معلومات قيمة في هذا الخصوص؟
التعليقات