‎يقول الشاعر ياسر ابوطعمة: 

‎كفرخل يا حمى الاساد ..... ميراث ابائا عن الاجداد .

‎فجبالها الشماء تحكي اسطرا ...عن سالف الازمان والاباد

‎وادي النصارى يا جميل المبسمي...... شفتاك والذكرى كمثل التوئمي. 

‎ كفرخل هي قرية تحمل اسم من الطبيعة قرية خل العنب تقبع في الجزء الشمالي من المملكة على منتصف الطريق القادم من الشام باتجاه العاصمة عمان على بعد يقدر 68كم عن محافظة اربد 25كم وعن محافظة عجلون 15 كم ، وتتبع اداريا الى محافظة جرش على بعد 18 كم تابعة جغرافيا الى عجلون، وتقطن البلدة على رأس ثلاث جبال رئيسة ( جبال سناد، والشيخ عاهد، الغربي الذي يصل الى عجلون) . 

‎قرية التاريخ والحضارة والانسان والزمان والمكان فهي منحدره من جبال عجلون وتتماوج مع التلال العتيقة. فجبال الخضيري ودير مروان وحطين و معك الحصان عانقت وديانها، وتلال المرقب والبحيرة والصنام صافحت أشجار البلوط والسنديان، وألقى وادي اكروم فرعون ووادي الحوره ووادي النحلة و وادي الشمالي تحية الصباح والمساء على اهالي القرية وضيوفها ، كفرخل رواية من الماضي الجميل الذي يعود بتاريخه الى العرب الكنعانية الاوائل اذ القحاطنية سكنوا جبالها ولاعجب ان الفرس واليونان والانباط حكموا ارضها كما ان الرومان والبيزنط سيطروا على مرتفعاتها فاقاموا الكنائس والبناء  فدير مروان وحطين والمرقب الخضيري اثارها شاهده فالابار التي حفروها الرومان بسبب عدم توفر الينابيع تشهد بالعراقة والاصاله فبئر السهله و بئر العسكري و بئر الشمالي و بئر الصفاه وبئر الصحن وبئر الجامع وبئر التلعه ،بئر ابو بابين كلها تشهد بتراث يحمل في طياته الاصالة والعراقة .  

‎ فازدهت كفرخل وتعطرت بعطر الاسلام عندما جاء شرحبيل بفتح عظيم وخلص جميع المناطق من الحكم الدكتاتوري ، و جعل الحكم اساسة العدل والتسامح اما بني امية فقد احضت وزدهرت في بناء المساجد، فالمسجد الضخم في حطين الذي عثر علية بطريقة الصدفة اثاره شاهد. على حضارة اسلامية اموية اذ يعود بنائة الى عهد عبد الملك بن مروان حيث حضيت بزيارة عبدالملك بن مروان الذي نسب الية ديرمروان كما هو متاول بين الناس هذه. الحضارة الإسلامية نسجت في ذاكرة الزمان والمكان. 

‎اما بنو العباس تلك الحضارة التي تركت بصماتها في مرقاب عنز الذي استخدموه كمحطة مراقبة قوافل الحجاج بيت الله الحرام. 

‎اما الايوبيين الذي خلفوا ورائهم مسجد كفرخل الكبير الذي قام اهل هذه القرية باعادة اعمارة. اما المماليك فهي حضارة اسلامية تركو بصماتهم في الخضيري والبلدة نفسها حيث مازلت قبورهم في الحي الغربي من البلدة .

‎اما خلال الحكم العثماني فقد تبعت اداريا الى ناحية بني الاعسر تشير الدراسات والأبحاث ان كفرخل سكنها الطاعات والرجوب والشوحة وال الخطيب ،كانت تشكل ثاني كبر تجمع سكاني خلال تلك الفترة كما ورد في دفاتر الطابو العثمانية حيث رحلت كل هذة العشائر عن كفرخل الطاهات ذهبوا الى جمحه والرجوب والشوحة الى الصريح. 

‎وفي منتصف القرن السابع عشر وبدايات القرن ثامن عشر بداء رحيل اهل كفرخل من بلدة سوف، لقد انجبت كفرخل رجالا يعتزون بؤلائهم للهاشمين وانتمائهم للوطن حيث شارك رجال هذه القرية مع رجال جيش الثورة العربية الكبرى التي خلصت العرب من الظلم والاستبداد العثماني. اما في عهد الامارة فقد انظموا الى صفوف الجيش العربي المصطفوي وشارك عدد مهم في حرب 48 وعندما حصلت المملكة الاردنية الهاشمية على استقلالها فقد كان اهل كفرخل من الذين بايعوا الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه ملكا دستوريا على البلاد. 

‎لقد قدمت هذه القرية كوكبة من الشهداء سالت دمائهم الزكية في الدفاع تراب هذا الوطن الغالي وعن تراب فلسطين في حرب 48وحرب 67 اما في معركة الكرامة الخالدة فقد قدم ابنائها اروع البطولات. فقد بدأت كفرخل شهدائنا 

ب علي حسين ابوطعمة وانتهت بالشهيد النقيب احمد نواصره فقد انذرت كفرخل على نفسها منذ فجر التاريخ ان تقدم ابنائها كمشاريع شهادة. 

‎مئات الرحالات زارت كفرخل، اذ زارها الرحاله بير كهارت وكتب للعالم اجمع عن جمال جبالها الخضراء التي تزينها اشجار البلوط والسرو والازاب والقيب والملول .