سأتحدثُ في هذه المقالة عن أسمى المشاعر التي تُخالجُ الكائن البشري و أعظمها شأناً لديه, ألا و هي المحبّة..في كل أشكالِها و تجلّياتها في نفس المرءِ, حيث تبقى رغم تغيّر الأزمان و الحقبات تحتلّ أولوية كُبرى في كيانه.

المحبّة هي مشاعر الإلفة و الطمأنينة التى تتجلى في تصرفات الإنسان عند احتكاكهِ مع محيطه -متحركاً كان أم جماداً- في تعامُلاته مع العالم الخارجي, و علاقاته المُتشعّبة..أنه إحساسٌ بسيطٌ بالسعادة, يلِجُ القلب من جميع نواحيه, و يجعلُكَ تولي أمراً أو شخصاً إهتماماً خاصاً.

يتفرّعُ هذا الشعور في عدّةِ مصطلحاتٍ مع تعدّدِ طبيعة العلاقات التي تجمعُ الفرد بمجتمعه, فيختلف مفهوم المحبّة بين علاقةٍ و أُخرى مع بقاء أساسيات هذا الشعور راسخة في كلّ روابطِ الفرد مع الغير, من رابط الأخوّة إلى رابط الصداقة وصولاً إلى العلاقة مع الشريك في الرابطة الزوجية .

إنهُ لشعورٌ جميل, أن تسمحَ للمحبّة أن تغمرَ قلبك في كل تصرفاتِك, و أن تجعلها ثوباً لكلّ حرفٍ يخرجُ منك, فتُحسِّن بذلك و لو قليلاً يومَ المحيطين بك, فبضعُ كلماتٍ محاطة بهالة من المحبّة تتلفظُ بها, قد تُدخِلُ السرورَ في نفوسِ من يحتاجُها, فلا تبخل.

كنّ في كل محضرٍ خير, لتترُكَ أثراً جميلاً و بصمةً لا تزولُ في قلوب من حولك, و أينَ ما ارتحلتَ دعِ المحبّة تتكلمُ عنك, فيفهمُها جميعُ البشرِ دون استثناء, إنها كالموسيقى لغةٌ عالمية, و معبرٌ للسلامِ الداخلي و مدخلٌ للتصالحِ مع ذاتك.

في النهاية لن أجِدَ مقولةً أعمق, و أقرب إلى مضمونِ ما تقدّمتُ به, و خيرُ مثالٍ أختمُ به حديثي, إلا هذه الرائعة، "إن الله محبّة" .

مقالة ذات صلة: العلاقات الرقمية .. واقعّ إفتراضي