سقطت دمعتي عندما وقفتُ بشاطئ بحر من بحار الهموم فرأيت أمواجاً من الأحزان واالآلام تتلاطم بشدة تكاد تبلغ السحاب، رأيت سفن من الجهل لا تدري أين المفر والمستقر.

لما تحزن ؟

سألت نفسي لماذا كل هذا الحزن؟ كل هذا بسبب سفن الجهل؟! فكرت بتمعن فوجدت أن الجهل لم يكن السبب الرئيسي في الحزن والدليل على ذلك أن جيل الأميين (أجدادنا) كانوا أكثر سعادة وتفاؤل بل أكثر أخلاقاً من جيل المتعلمين وجيل المثقفين في هذا العصر الحديث.

المشكلة في......

أيقنت أن المشكلة ليست في التعليم المشكلة أعمق من هذا بكثير إنها الأخلاق يا سادة، نعم نحتاج إلى ثورة على الأخلاق ثورة لإزالة حكم ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وواتس اب و... ثورة تعيدنا إلى أخلاق جيل الأميين الذين كانوا أكثر سعادة وتفاؤل كانوا لا يعرفون التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصلنا إليه الآن ومع ذلك كانوا أكثر سعادة، لأنهم لم يعرفوا مواقع التنافر الاجتماعي أقصد مواقع التباعد الاجتماعي أسف مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي الذي جعل تواصلنا افتراضياص جعلنا نشاطر الأوهام بدل أن نشاطر الأحزان والآلام والأفراح مع بعضنا البعض بدل من أن نكون متكاتفين أصبحنا متباعدين.

اكبر حفلة تنكرية

مواقع التواصل الاجتماعي يا صديقي هي أكبر حفلة تنكرية الكل يرتدي أقنعة منا من يرتدي قناع الأمانة، ومنا من يرتدي قناع الصدق وهذا يرتدي قناع الشجاعة وذاك يرتدي قناع الإخلاص... باختصار الكل ملائكة على تلك المواقع فإذا كان الواقع كذلك فمن أين تأتي كل تلك الجرائم والمصائب؟!.

اتقوا الله و اعلمنوا انكم ملاقوه

وبعد كل هذا الحزن من النظر إلى بحر الهموم ظهر قارب مكتوب على مجدافه قارب النجاة فتوجهت إليه مسرعاً فوجدت مكتوب على شراعه تلك الكلمات

«حياتك لوحة فنية أنت الرسام ومتاح لك كل الأدوات كي تبدع في لوحتك متاح لك الألوان «القول» الأشكال «العمل» الإطار «العمر» فأبدع في لوحتك فمازالت الفرشاة بيدك ومازالت الألوان لم تجف والأشكال ممكن أن تصنع والإطار ممكن أن يمتد