تقول:

وعلى صوت الاذان انهيت وضوئي لصلاة الفجر حتى استوقفني صوته وهو يطلب مني ان نصلي معا !

القيت بنظري نحوه باستغراب لأراه يقف مبتسما وعيونه تفيض حبا !

استغربت الامر فليس من عادته انتظاري لاصلي خلفه ..بل اعتاد على الصلاة بمفرده او في المسجد غالبا..

واليوم اول ايام شهر رمضان المبارك ويريد مني ان اصلي برفقته .

ابتسمت ورافقته وهو يصلي جهرا ويرتل القرآن ترتيلا اقشعرت له كل اطرافي ..حتى اني قد خشعت مع كل اية يقرأها على مسامعي و شعرت بكل كلمة فيها الواحدة تلو الاخرى ..

كم تمنيت ان لا يتوقف عن القراءة وان يظل يقرأ لي وان اظل انصت له واستمع !

و بعد الصلاة اقترب وجلس على السجادة بجانبي وانا ارفع يداي وادعو الله لي وله سرا .

شعور غريب ودافئ اختلجني وهو يرفع يديه ويدعو لي وله جهرا حتى اني توقفت لانصت له مجددا .

وما ان لمح عيناي تحدقان به توقف وقال لي

_ اتدركين لما طلبت منك الصلاة خلفي ؟

رمقته بنظرة باستغراب واستفسار فاجابني

_ لقد دعوت ربي في السنة الفارطة ان يرزقني زوجة مثلك ونذرت على نفسي ان كانت مقصرة في بعض صلواتها ان أصلي بها الفجر في رمضان المقبل .. ولولا تفضيل صلاة الرجل في المسجد لصليت بك عمرا .

وها قد اقبل الشهر الفضيل وانت برفقتي وتحققت بذلك امنيتي و وفيت بوعدي !

لم اتمالك دموعي وانا استمع لهمساته وهو يريد ان يقودني للجنة برفقته بعد ان كنت اتهاون دوما في صلاتي دونه .

واليوم اصبحت انتظر كل فجر يحل لاصلي معه وانصت لصوت ترتيله ..حتى اني ادمنت الاستماع له وفي كل مرة اشعر بضيق او ملل اطلب منه قرآنا ..

ولم يمتنع عن ذلك يوما ولم يبخل وعلى العكس تماما اخبرني انه ينتظر طلبي هذا بشغف كطفل ينتظر عودة امه !

يرفع كفه اليمنى ويضعها على رأسي ويقرأ مرتلاً حتى اطلب منه ان يرتاح فيقول لي مبتسما .

سأقرأ عليك اكثر لاني اخشى عليك مني ان اصيبك بعين او حسد ولا قدرة لي على الحياة بعدك ♥

بقلم سميحة بولبروات