ليتني كنت طفلاً !

كل مرحلة من المراحل العمرية لها مزاياها وخصائصها، الطفولة هي منبر البراءة وعدم المسؤولية، طالما أنت فيها فأنت محمي من أي لوم أو جدال، لكن لسُنة الحياة الغلبة، لا أحد يبقى طفلاً أو شاباً أو عجوزاً، كله يتقدم حتى يُسلم حياته إلى خالقها.

إن أخذت مرحلة الشباب والتي أتوقع أنك لا تحبها وتتمنى منها أن تعود طفلاً، إن أخذتها بشكل مسؤول قد تتغير الكثير من أفكارك، مرحلة الشباب جميلة جداً ما إن فهمناها وتقبلنا التغييرات فيها والتي تكون إمتداد لدفعك للإعتماد على نفسك، لكونك شخص يستطيع من حولك الإستناد عليه وهذا يضمن لك حقك بالاستناد عليهم أيضاً.

زمن يحبه الجميع وكما يقولون كل طفل فنان.. المشكلة هي كيف يظل فناناً عندما يكبر.

هذا عراك دائم يحصل عندما يكبر الإنسان، يبقى يحافظ على الطفل داخله بينما يراه الآخرون من الخارج شخصاً واعياً مختلفاً، أظن أنه لا مشكلة في الحفاظ على الطفل الذي داخلنا، لكن يجب مواكبة الحياة، بالرغم من ضغوط الجميع وتثبيط المجتمع في حفاظنا على لمعاننا حين كنا صغار، إلا أنه يمكنك داخلك أن تؤمن تمام الإيمان أنك ما زالت فنان وأن الطفل داخلك ما زال يؤمن بأنه يستطيع أن يكون هو، لو تم تثبيطه من الكون كله.

لا شك أن كل مرحلة عمرية في حياتنا ، لها خصائص ومميزات ، فمرحلة الطفولة لها مميزات ومرحلة الشباب لها مميزات وكذلك مرحلة الشيخوخة لها خصائص ومميزات عديدة ، المطلوب منّا أن نعيش كل مرحلة ونستمتع بها وبكل تفاصيلها ، تختلف إحتياجاتنا ورغباتنا وقدراتنا في كل مرحلة .

ليتني كنت طفلاً

وعندما نكبر ، أي في مرحلة الشيخوخة ، سنقول ياليتنا كنا شبابًا ، أو كما قال أبو العتاهية : ألا ليت الشباب يعود يوما

لذا لا داعي أن نقول أن هناك مرحلة أجمل من مرحلة ، بل بالعكس لابد أن نعيش بسعادة وسلام في كل مرحلة من مراحلنا العمرية وأن نتقبل كل إختلاف يصادفنا في أي مرحلة عمرية ، ولابد أن نكون متفهمين وواعين لكل مرحلة في حياتنا

الطفولة من أحد المراحل الحياتية الجميلة جدا، لا مسؤوليات لا تفكير وحتى النية جميلة وبريئة.

أعتقد أن الكثيرين يطرحون هذا السؤال يا ليت يرجع الزمن للوراء، يا ليت أرجع للطفولة وستكون حياتي أفضل من الآن، ويتمنون ذلك خاصة عند ارتكاب الأخطاء أو الوقوع في المشاكل أو الإحساس بالضغط لأن فترتنا الحياتية تلك بدون قيود ولا هموم لهذا نلجأ لتمنيها.