مناسبة العيد هي للتهادي والتغافر والتحميد، وهي للتكبير والذكر ولبس الجديد؛ فالعيد من شعائر الله التي قال عنها جلَّ ذكرُه: "ذلك، ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".
بهذه المناسبة، ونحن نحتفلُ بالعيد هذا العام على وقع "كورونا"، خلافًا لما ألفناه من قبلُ؛ من مثل: صلاة العيد في المساجد، وزيارة الأهل والأقارب، وإظهار معاني النعمة في الشوارع... بهذه المناسبة، أقولُ لكل واحد منكم، مصافحًا مسامحًا: "عيدكم مبارك، وكلُّ عام وأنتم بخير".
ألا ما أشبه حالنا – في الوباء والمرض - بحال نبي الله أيوب المبتلَى عليه السلام، قال تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه، أني مسني الضرُّ وأنت أرحم الراحمين؛ فاستجبنا له، فكشفنا ما به من ضرٍّ، وآتيناه أهله ومثلهم معهم، رحمة من عندنا، وذكرى للعابدين".
وما أقرب ما نحن فيه - من أمر الحجر الصحي - بما كان فيه ذو النون عليه السلام، وهو في بطن الحوت، فدعا ربه، فاستجاب له، ثم أطلق سراحه، ورفع عنه الحجرَ والحجز؛ قال سبحانه من قائل: "وذا النون إذ ذهب مغاضبا، فظنَّ أن لن نقدر عليه، فنادى في الظلمات أن: لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين؛ فاستجبنا له، ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المومنين"
فاللهمَّ صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، ويامن غفرتَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وآويته وهديته وأغنيته؛ اغفر لنا ذنوبنا، واجعلنا من عبادك المؤمن، وارض عنا...
اكشف يا ربنا ما بنا ضر "وأنت أرحم الراحمين"،
وارفع عنا الحجر والحجز، وأخرجنا من بطن الحوت سالمين "لا إله إلا أنت سبحانه إني كنت من الظالمين".
د. محمد موسى باباعمي- منقول بتصرف