لم تكن المقدمات يوما من نقاط قوتي في الحقيقة لقد كرهتها منذ صغيري لم أعتبرها سوى حشو خارج عن المطلوب ومجرد اطاعة لأوامر السابقين, يتواجد هذا التقليد لأسف في كل لغات العالم-أو على الأقل في الثلاث لغات اللاتي أتقنها-صحيح يمكنك اعتبار أن هذه مقدمة ولكنني أعتبرها مجرد فضفضة عن رأي شخصي قبل أن أبدأ في رأي الشخصي الأساسي الذي لأجله وضعت ذاك العنوان (مازلت أكتب المقدمات فقط احتراما للاباء المؤسسين).
دائما ما كانت المواضيع الدينية مواضيع متضاربة بشدة لذلك دائما ما تجدها على العناوين الرئيسية, خطة تسويقية واضحة فلا أسهل من استقطاب الناس عبر هكذا مواضيع-يمكنك أن تعتبر هذا نفاقا لا أهتم حقا- .
رحلتي هي رحلة لا عودة على الرغم من أنني مستعد لدفع أغلى ما املك للعودة, صعب, صعب جدا علي كبشري أن أصل الى الحقيقة
ثم أعود عنها, ربما أحاول ولكنني لن أستطيع اقناع نفسي بكل تلك القصص مجددا... ثمن الحقيقة باهض جدا دفعت ثمنه بصحتي النفسية والعقلية بتضحيتي بسنوات كان عليها أن تكون أفضل سنوات حياتي, لا لن ألعب دور البطل الثائر وأقول أني راض بهذا في مقابل الحقيقة أقسم أنه العكس تماما لو أمكنني العودة في الزمن الى الوقت الذي بدأت فيه بالتشكيك لحطمت حاسوبي وهاتفي تحطيما, لا ألوم عائلتي على ما حدث, دائما ما يرغب البشر بتحميل المسؤولية على اشخاص اخرين-محاولة بائسة من دماغنا لجعلنا نشعر لجعلنا نشعر بالقليل من الرضى ولكنني أحترمها, بائسة نعم لكن بما أنها تؤدي لأهم ما في الوجود فأنا أحترمها.. اذا كنت أيها القارئ والدا أو أما أتمنى منكما مراقبة أطفالكم على الانترنت, أجل لن يعجبهم هذا لكن "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ"
فكرة وجود خالق قادر على كل شيء فكرة مطمئنة حقا فحتى لو وصلت الى حقيقة عالمنا المرعبة وكيف أن لا أحد حقا يهتم بالاخر (هذه كانت الفكرة الرئيسيةلهذا الموضوع وأنا لا أملك أية فكرة كيف سهوت عنها, عموما سأتركها لموضوع اخر) فستجد دائما الها بامكانه الاهتمام بهذا الكون كله وبك أيضا أيها الشامبانزي المتكلم في نفس الوقت (لا أؤمن بنظرية التطور فرفقا بي في التعليقات) وهذا الاله وحده هو أفضل لك من كل البشر مجتمعين, اه كم أشتاق لذاك الشعور, حقا "من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر" الفارق هنا أن شكري لمخلوق موجود فقط في عقول الناس لم يكن ليغير حقيقة أنني ذاهب لهذه الرحلة عاجلا أو اجلا لكني لم أكن أعرف حين وظبت حقائبي أن الوجهة قاتمة وخانقة مانعة للسعادة لدرجة الكآبة, لم أكن أعرف هذه الحقيقة سابقا وربما هذه تجربتي وحدي ربما كل من غادر في هذه الرحلة وجد عالما اخر عالما من الفرح والألوان ولكن الأمر لا يستحق المخاطرة حقا, للأسف لم يخبرني أحد بهذا الكلام سابقا (أرأيت؟ مجرد محاولة بائسة من دماغي لالقاء اللوم على المجهول, الاخرين, المهم ألا ألام أنا :-) اذا راودك يوما أي تفكير ضد الاسلام أو أي دين تنتمي اليه الان أتمنى منك أن تتوضأ و تستعيذ من الشيطان (أو أي فعل مقابل لهذا في الديانة التي تنتمي اليها أنا متأكد أنه موجود).
في اختصار, اذا أردت مغادرة الاسلام (أنا أتحدث عن تجربتي هنا ولكن بالامكان تعميمها على جمبع الأديان) فلا تغادره الا الى دين اخر, لا تقل لي لا الحاد أو لادينية و لا أي من هذه المصائد مجرد رحلات لا عودة ترميك في وسط محيط هائج لائجا فتجد نفسك غريقا في بحر لا يستطيع انقاذك منه أحد..
*تنويه: كل ما كتبته هو عبارة عن خواطر تعبر عن اراء شخصية لك كامل الحق في نقدها لكن لا لي كامل الحق في نشرها باعتبارها تدخل ضمن الحق المقدس للتعبير عن الرأي.