بقلم: محمد دومو

الايام تعاتبني!

كان الطفل والشاب وحتى الرجل في أنا المتكلم، كل واحد منهم عاش ماضيه غير منتبه لما قد يقبل. وها أنا اليوم اذكرهم الواحد والآخر وأعاتبهم ايضا.

بدء بالطفل قائلا:

كنت أنبهك أن لا تفعل كذا وكذا وفعلت!

وبختك على عدم فعل ما لا يجب فعله ولم تستفد!

خفت عنك من شيء قد يضرك ففعلته!

فما عاد شيء ينفع اليوم سوى تذكيرك، فأنت الجاني على نفسك ولست أنا.

انا بريء منك ومن افعالك، فتحمل يا بني نتيجة افعالك اللحظة. ولا تبكي كثيرا، واجتهد فان كل الوقت ما يزال أمامك، فاستفد من دروس الحياة وتقدم..

أما الشاب فله مني عتاب اقوى واكثر قلت له:

نصحتك ولم تسمع كلامي وانسحبت!

منعتك بشتى الطرق ولم افلح معك!

بكيت لكي تحس فكنت الغافل!

غضبت عنك كثير ولم تعر لكلامي فذهبت مخاطرا، غير محمي وانت لا تعلم، فما ذنبي عليك من شيء خالفته، ولكنني اتاسف عن نتيجة تهورك. فاستحمل أرجوك فأنت الفاعل ولا احد سواك، فلا تلم أحد لتستتر.

إذن، فانت الجاني على نفسك ولست انا، حاول ان لا تقع ثانية في الأشياء الآتية مستقبلا، فأنت مازلت شابا طموحاً.

اما الرجل العاقل فإليه أقدم العتاب الأكبر قائلا:

ما كان عليك أن تفعل ما حصل!

ولما قمت بشيء لم يفدك؟

فأنت يا ترى العاقل، فلما وقع الشيء المضر؟ فأنت صاحب الإرادة، فأين النتيجة؟

فلماذا لا تفكر قبل أن تبدأ؟

لذا عش كتوما ولا تخبر احدا، فالعيب كل العيب ان تبكي على الماضي فلن يفيدك البكاء، فقاوم واستحمل كل الألم، واعلم انك ولوحدك الفاعل.

انا بريء عشت معكم واعرفكم جد المعرفة، فأنا بريء من افعالكم، كنت دائما أرشدكم، أنصحكم، أمنعكم وها انا اليوم أذكركم وأعاتبكم جميعا، ولكن اعلموا جميعا انني كنت أحبكم ومازلت وسأبقى كذلك..

والآن اسمحوا لي ولا تغضبوا من كلامي، انها الحقيقة المرة..