تساؤلاتٌ، كثيرة تراودنا عن علاقةِ المال بالسعادةِ، يا تُرى هل يمكن أن نشتري السعادة بالمالِ أو أن السعادةَ تأتي بدونِ المال؟؟.

دائمًا تتردد على مسامعنا بين الحينِ والآخرِ مقولة "المالُ لا يشتري السعادة" وأن المالَ ليس كل شيء ,وأن السعادةَ المقترنة بالمالِ لا تستمر طويلا ،وأنها لا تنهي مشاكلنا ...الخ .

كيف ذلك ؟! إذا كان المالُ لا يشتري السعادةَ ...يا عزيزي كما تظن، ألا تعتقد معي أنه على الأقل يُعتبر آداه فعالة لتقليل الشعور بالحزنِ في الوقتِ الرّاهن وأكررُ مرة أخري في الوقت الراهن نتيجة ما نعانيه من ويلاتِ الحروب والفقر ....الخ .

كم عدد الأطفال الذين يعانون من المجاعةِ في مُجتمعاتنا العربية .وتقول المال لا يشتري السعادة؟!

كم عدد العائلات التي تبيتُ في كرفانات أو في خيام ولا تجد لها مأوى يأويهم ، فأصبح صيفهم أشبه بصفيحٍ ساخن ، وبات الشتاء لديهم كما يهرب من الموت غريقا. وتقول المال لا يشتري السعادة؟!

كم من مريض تجدهم بدون علاج ينتظرون على أبواب المستشفيات الحكومية للحصولِ على مُسكنات أو أبسط العلاج ، ولا يستطيعون الحصول على تحويلة سفر للعلاج في بلدان أخرى أو حتى على الأقل الذهاب إلى مستشفيات خاصة .وتقول المال لا يشتري السعادة؟!

كم من شابٍ أراد أن يكمل نصف دينه ، ولم يجد مالًا ليدفع مهرا لعروسه ؟ وتقول المال لا يشتري السعادة؟!

كم من عاقر/ة تسمعه يقول مشتاق إلى سماع كلمة (ماما) أو (بابا) وبسبب إرتفاع تكلفة وسائل الإنجاب الحديثة سيحرم من الأمومةِ؟ وتقول المال لا يشتري السعادة؟!

يا عزيزي ، حتى إنفاق المال على الآخرين في صورة تبرعات خيرية للفقراءِ يزيدُ السعادة في نفسكِ

نحن لا نشتري السعادة بالمالِ من أجل الجاه أو اللهو واللعب أو السهر أو شراء مجوهرات بغرضِ المباهاة والمفاخرة أو مسايرة الموضة وما إلى ذلك .... بل لان المال يعطينا وسُيعطينا الكثير من الخياراتِ التي يمكن أن نستعملها في الحصول على السعادة الممكنة ...