السرطانُ ....كنتُ أَخشى أن أذكرَ اسمهُ، ولا أتطرقُ له في الأحاديثِ ولا أتفوه بأي كلمة حولهُ ، وَكنتُ أهربُ من حدِيثهِ ، لأني لا أريدُ أن أسمعَ قصصا حولَ معاناة المرضى من هذا المرض ، فكنتُ أراهُ الوحشَ المُخِيفَ الّذي لا نجدةَ مِنهُ.

إلى أن جاءَ اليوم الذي لا مجال فيهِ مِن الفرارِ مِن هذا المرض ، فالقصصُ التي كنتُ أتجنبُ سَماعَهَا ، أصبحتَ اليومَ بالقربِ مِنا ، ففي كل يومٍ أسمعُ أن هناك قريبًا أو زميلا يصارعُ هذا المرض ، فكان من الضروري أن أتفوه بكلمةِ السرطان و ليس فقط أتفوه بها ، بل صرتُ أتعامل مع السرطان ووجودهِ كأنهُ أمر عادي ...

حاليًا وَبعدَ تَأقلمي ومُعايشتي لمرضى السرطان وخصوصا مع أحبة لنا، أصبحتْ لا أخاف مِن التفوهِ والتحدث حولَ هذا المرض ، بل أسعى إلى بث روح الأمل فيهم والعملِ عَلى مُساندتهم ومساعدتهم في الاقتناع أنه لا مجال لليأسِ ، فالأملُ هو تلك النافذةُ الصغيرةُ، التي مهما صغُر حجمُها، إلّا أنها تفتح آفاقًاواسعةً في الحياة.