هل حقاً الكون منافق ؟! الكون شيء عظيم جداً وغريب بشكل لا نستطيع تصوره جميعاً،ومنذُ القِدم والانسان يتلهف لمعرفة الكون وكيف وِجد ومن أوجده،وأصبح يجيب عليهابالإجابه التي تروق له .

وكلما تعمقنا في معرفة الكون زادت صدمتنا وذهولنا من غرابتة. قبل عدة سنوات و في قريتي الصغيره المليئه بالاحجار السوداء والاشجار العارية التي بلا حتى ورقه ،وفي سن السابعة من عمري ذات يوم قررت أنْ امشي حتى اجد حافة الأرض وكنت على ثقه تامه بأنني سأجدها في ذالك اليوم وقلت لنفسي لم يفكر احداً بأن يمشي حتى يجد حافة الارض وانا سافعل هذا الشيء وبدأت طريقي ومشيت بضعة امتار وتسلقت جبل صغير وبعدها بدأ الظلام بالحلول وقطعت رحلتي ركضاً خائفة من الا شيء وعدت الى البيت ،لم اكن اعرف وقتها أن حتى الامتار القليلة التي مشيتها كانت بلا جدوى ، وإنني لو مشيت من ذالك الوقت حتى الآن لن أجد حافة الارض لان الارض مخادعه ولاتبدو بشكلها الحقيقي لأعيننا وانها كروية وليست مسطحه كما يبدو لي ،وكنت احب في صغري النظر الى القمر واتعجب من شدة جماله وكنت اعتقد انه مليئ بالاشجار بينما تلك الاشجار التي كنت أرآها كانت فوهات ملئة سطحه دمار لم أكن اعلم انه بلا حتى نسمة هوى وانه بلا ماء ولا اي كائن حي ولا حتى فيروساً وسمائه قبيحه سوداء دائما لا تشبه سمائي التي أُحبها وان له جانب آخر مظلم وليس هو مصدر ضوء انما يسرق ضوء الشمس الذي يسقط عليه ويعكسه ، يبدو ان القمر أيضاً منافق وذو وجهين .

حينما اتذكر رسوماتي في طفولتي للشمس الصفراء التي تقع في زاوية الورقه وتنشر اشعه صفراء كانت جميع رسوماتي خاطئه

فالشمس بيضاء ولكنها ايضاً مخادعه واظهر لنا لونٌ ليس لونها الحقيقي والى الآن معنا ثلاثة منافقين .

اما عن السماء التي كنت أْحب زُرقتها وعن الغيوم التي كنت احسبها قطن تنام عليه العصافير تبدو في الواقع مختلفه لا السماء زرقا، ولا الغيوم قطن فالسماء دائما سوداء ولكن بسب اشعةالشمس والغلاف الجوي تضهر لنا هكذا وهاهي السماء الاخرى منافقه . والغيوم لا تشبة القطن ابدا ولا تستطيع حمل ريشه واحده .

فالواقع علاقتي بالكون وطيده ، وحتى انني اذاشعرت بالضيق في وقت المساء اخرج وانظر للسماء المليئة بالنجوم واسلم عليهم واحده واحده ، واشكي لهم مافي قلبي من حزن ، صُدمت كثيرا حينما قرأت معلومه في كتاب الدقائق الثلاث الاخيره التي تقول اننا ننظر الى ماضي النجوم وقد تكون معظم النجوم التي نراها الان قد اندثرت وماتت من بلايين السنين والذي نراه ضوئها الذي لم يصلنا الا الان لبعد المسافة بيننا .كنت اشتكي للماضي كنت اشتكي لاشياء ميته وغير موجوده ، ولكن لاكن صريحه معكم مازلت اشتكي للنجوم رغم علمي بهذا الشيء ، يبدو ان النجوم ايضا تنظم مع البقية ،

كنت اتسائل هل حقاً الكون منافق ، واكتشفت ان الكون ليس منافق وان الخطأ خطئي وان الكون والقمر والشمس والارض والسماء والنجوم وحتى الغيوم لم يكونوا منافقين إطلاقاً وان الخطأ يقبع بي وبعتقادي بأنهم بأشكال لم يكونوا فيها ولن يكونوا بها ، وان قناعاتي هي الخاطئه وانني كنت انظر بزاوية عيني فقط وعيني لا تكفي لرؤيتها بشكلها الصحيح ، فالواقع ان لا تؤمن بشيء افضل بعشر مرات بأن تؤمن بشيء خاطئ.