الجزء السابق:

محرمات التدوين الاجتماعي:

  1. المنشورات المرشوقة رشقاً واحداً:

نصيحة لم أتلقها منذ زمن بعيد، وهي ان المستخدم على الانترنت يفقد تركيزه بعد السطر الثالث، لذا من الافضل فصل الموضوع الى فقرات من ثلاث او اربع اسطر، وهذا من اهم الاهميات في التدوين الاجتماعي، ومخالفة هذه القاعدة محرم من محرمات هذا النوع من التدوين.

المنشورات المرشوقة غالبا ما يتم تجالهلها تماماً، حتى ولو كان محتواها من افضل المحتويات... لا يهم، حتى ولو كنت تشرح النسبية وميكانيكا الكم بأسلوب يفهمه من نزل من بطن امه منذ لحظات... لا يهم... اكثر من ثلاث اسطر متواصلة، لا احد يهتم بقراءة ما لديك.

الشعور بان كمية المادة التي يجب قراءتها كبيرة وانها "ستضيع الوقت" هو ما يدفع القراء بعيدا عنها... اضافة لكون طول الفرة يوحي غالبا بتعقيدها.

  1. التعقيد:

الكتابة بمصطلحات علمية معقدة، او بكلمات أدبية عربية معقدة، او بأسلوب معقد... كل هذا يدفع القارئ بعيداً عن القراءة لك... بل اكثر من ذلك... سيفقدك ذلك المتابعين الاعتياديين لك...

كمدون اجتماعي، الهدف الرئيسي من عملك هو الوصول الى اكبر شريحة ممكنة من الناس، ذلك يتطلب منك فهم حقيقة أنه ليس من الممكن للجميع فهم المصطلحات المعقدة، وان الاغلبية فعليا ليس لديهم الوقت او الرغبة للتعلم... لذا لا اتتعب نفسك وتتعبهم معك...

اضف الى ذلك النسبة التي لا بأس بها من الناس الذين يعتبرون من يستخدم التعقيد في كلامه "متعالياً" وهو ما يدفعهم بعدياً عنه وعن محتواه...

  1. النسخ، التكرار، والاستعارة:

التدوين الاجتماعي عالم صعب... حقاً صعب... فحتى اقل استعارة من كلام شخص اخر ستجعل الناس "يستفسرون" ان كنت كاتبا مبدعا وتكتب من ما لديك... ام انك "تستعير دائما"...

ربما الاستعارة ليست من المحرمات بحد ذاتها، فهي قابلة للتبرير، ان اكتب انا وشخص اخر عن فكرة واحدة، ليس بالامر الكبير، لكل اسلوبه في العرض، وربما اسلوبي كان اكثر سهولة... ولكن النسخ والتكرار من المحرمات حتما.

عليك ان تتوقع دائما، هناك، وفي مكان ما... هناك شخص ما قادر على تحديد مصدر المادة التي نسختها او كررتها، ويعود للاصل ليبرزه في وجهك كمذكرة الاعتقال، وعليك ان تتوقع دائما ان شخصا بهذا القدر من الصبر والوقت الفارغ، قادر مجددا على ان يقوم بحفلة تشهير فيك وبمحتواك

وللاسف، في السوشال ميديا غلابا لا يكون الحق مهما، وانما من لديه متابعين اغبياء اكثر


كيف يدفعك المدون الاجتماعي لإنهاء ما تقرأه دون ان تشعر؟

  1. الموضوع المميز

المدونون الاجتماعيون الجيدون يعرفون اهمية اختيار الموضوع الجذاب الذي يدفع الناس للتفاعل... وغالبا يعرفون تماما انواع الردود التي ستأتي على فكرة ما، لذا يختارون الموضوع بعناية فائقة للحصول على اكبر قدر ممكن من التفاعل الايجابي، واقل قدر ممكن من التفاعل السلبي (في الموضوع القادم)

الموضوع المثالي يمتلك الصفات التالية:

  • يفتح افق النقاش

  • يلامس الواقع

  • يوافق الرأي العام ومع ذلك يقدم افكارا جديدة

  • خالي من موانع المشاركة -الاباحية، الرذيلة، الدين، والسياسة المتطرفين-

  • لا يمكن الوصول الى وجهة نظر قاطعة فيه "ليستمر النقاش"

  1. الاسلوب المميز:

كما ذكرت سابقا الفقرات ثلاثية الاسطر هي من اهم ميزات التدوينات الاجتماعية... يتبعها تماما اللهجة البسيطة وطرح الامثلة... وفي النهاية الحديث من القلب يتوج كل تلك الصفات

لكل كاتب اجتماعي اسلوبه المميز، لن تجت كاتبين في العالم يتبعان نفس الطريقة في الشرح مهما كانا متشابهين في البيئة والمنشأ والمعتقدات... جميع البشر يشبهون بعضهم في هذه النقطة، نقطة انهم مميزون تماماً عن بعضهم البعض... وبناء الاسلوب ليس بالامر الصعب، عليك فقط ان تكتب من قلبك، الاسلوب ينتج تلقائيا عما في داخلك

  1. الطول المناسب:

سحنا لن تجد احدا مستعداً لقراءة 3000 كلمة حتى ولو وعدته الاجابة عن الحياة، الكون، وكل شيء اخر... لذا حاول قدر الامكان الاختصار والتركيز والتبسيط... وابتعد عن المقدمات الطويلة والرنانة والخواتم الموشحية والخطابية... يكفي احيانا الختم ب #هاشتاغ واحد... ينهي كل الموضوع بكلمة


بم يتميز التدوين الاجتماعي عن التدوين التخصصي:

  • المواضيع اكثر تنوعا

  • التواصل المباشر بين الكاتب والقارئ

  • لا داعي الى التقيد بعناصر المقالة

  • لا داعي الى ذكر المصادر في اغلب الاوقات، لكون هذه التدوينات تعبر عن اراء شخصية غالبا

  • لا داعي الى بذل الجهد في اكمال الموضوع، فالجمهور سيكمله عنك امزح فقط، انهاء الموضوع امر مهم