أحياناً يكون هاتفك في وضع الصمت، هذا لا يعني أنه لا يعمل، بعد فتحك مدونتك و كتابة عدة مواضيع ومشاركتها على الشبكات الاجتماعية ، قد تلاحظ قلة أو انعدام التفاعل . إليك بعض التلميحات والتنبيهات التي تنقل وضع المعجبين الصامتين إلى وضع التفاعل.

عدم التفاعل ≠ انعدام الزوار

لندقق أولا في المصطلحات: عدم التفاعل ≠ انعدام الزوار طبعاً، ليس بالضرورة.

الأرقام تقول لك عدد الزوار و هم موجودون .. لكن لماذا لا يتفاعلون و لماذا لا يعلقون؟ حتى بالانتقادات مثلاً؟ إليك بعض الأسباب:

1- تدوينتك تقريرية

معنى تقريرية أنها تقدم المعلومة دون حيوية، كأنها جاهزة و منتهية و لهذا فان المتلقي لن يتفاعل معها لأنه غير مطلوب منه ذلك. تدوينتك في هذه الحالة تقدم معلومة و حسب، وهو يتلقاها، و تتطلب جرأة منه و شجاعة أن يدخل معك في نقاش إذ أن الصبغة التقريرية للتدوينة لا تشجعه على التعليق ، لأنه يحسب أنك وصلت للاستنتاج بعد بحث و انتهى الأمر، حل هذه الجزئية بحسب خبراء التسويق هو أن تضع في تدوينتك أو منشورك عبارات تطلب التفاعل و الرأي، مثل: ما رأيك؟ بم تفكر حول هذا الموضوع؟ ما هو توجهك حول هذا الأمر؟ لهذا عزيزي القاريء تلاحظ أن الاختبارات والاستبيانات تحظى بتفاعل أكثر لأنها صُممت تفاعلياً.

المنشور أيضا يتم تصميمه، فالتصميم ليس للوحات أو المساكن أو الديكور فقط!

ونلاحظ أن الرابط المختصر دون أي نص معه ولا كلمة هو أضعف المنشورات على الإطلاق، والسبب هو التخوف والتوجس منه، ولهذا فان الوصفة الناجحة للمنشور سواء في المدونة أو الشبكات الاجتماعية هي كالتالي:

منشور يحوي صورة فيها نص + نص توضيحي بين 500 و 1500 كلمة + رابط مختصر.

مصدر هذه النتائج مع الاحصائيات: 

و كملاحظة سريعة: وزن المنشور أي قوته تعتمد على الآتي:

أوزان المنشورات في الشبكات الاجتماعية

http://bit.ly/1Dq4qqp

2- ما زلت جديداً في مجالك

لا يعني -كما قلنا- أنك مازلت جديداً في مجالك على الانترنت أنك لست ذا خبرة. هناك الكثير من أصحاب الخبرة في مجالات معينة، لكنهم ليسوا خبراء في تسويق أنفسهم ، والذي تحتاجه لحل هذا المشكل هو دفعة تسويقية. هناك في البداية مرحلة التوجس لدى المتابعين والزوار. هم لا يعرفونك، و لا يعرفون ردات فعلك تجاه مسائل معينة، وما زالوا لا يعرفون تصرفك، بالمختصر ما زالت لم توجد تلك الحميمية لمدونتك و خلقها يتطلب وقتاً وصبراً .. حل هذه الجزئية لا يحتاج إلى “ساحر”. الحل ببساطة هو الصبر والانتظار و المضي بنفس جودة المنشورات التي بدأت بها. لاحظ عدد الزوار لأي تدوينات أو منتجات تقدمها،  أيها حقق عدد زيارة أكثر و اعمل على تدعيمها وتطويرها، و اصنع المزيد منها.

أن تكون مبتدئاً في تسويق عملك على الانترنت ≠ أنك لست صاحب خبرة في مجالك .

3- ضعف ثقافتك التسويقية

الحل يتمثل في متابعة مدونات التسويق، قراءة كتب حول التسويق الالكتروني، و التسويق في الشبكات الاجتماعية. جرّب الأدوات التي توضع هناك، ثم قم بمتابعة الأمر، اعتنِ بالبذرة التي زرعتها للتو و تحلَّ بالصبر والثقة.

4- الملل والاحباط والانقطاع

يسبب هذا المشكل عدة عوامل منها قيامك بالنشر دون جدول محدد، الانقطاع الطويل للتدوينات يُفقد الزوار الثقة، لذا فوجود خطة عمل للنشر المنتظم هو الحل لهذا الأمر.

وفي حال اضطررت للغياب أو الانقطاع لأمر ما، فتدوينك لمقال تنبيهي لزوارك يمنحهم الثقة، و تبعث في نفوسهم الاحترام، لأنك أوضحت لهم و نبّتهتم بوقت الانقطاع و متى ستعود، حتى لو أعطيتهم وقتا تقريبياً.

5- تنمية التفاعل الكبير عبر العناية بالتفاعل الصغير

لو وجدت تعليقا صغيراً أو استفساراً حول تدوينة/منتج/ أو مقال لك. احتضنه و أجب عليه و اشكر صاحبه و أجب على الاستفسار. ربما الحفاظ على “مسافة الأمان” واجبة، لأن ليس كل المعلقين يحبون أن تعرفهم بشكل أقرب، و الكثير من المستفيدين هم مستفيدون عن بُعد، و يجب أن تتقبل وجودهم، و لا تتدخل في شؤونهم، وهي مشكلة منتشرة على كل حال على صعيد المحتوى العربي.

تنمية التفاعل يعني أن تلبي ما يُطلب منك بالإحسان قدر طاقتك، و على أكمل وجه و تبيّن إتقانك، و هكذا يستفيد موقعك/خدمتك/تدوينتك من الإشهار عبر الكلمة كما يسمى في التسويق. فان زائرك الراضي لما يُسأل عن المصدر أو أي مكان أفضل للمجال المعين الذي اخترته لعملك، فمباشرة سيوجه أو ينطق باسم موقعك أو مدونتك.

6- منح وقت للتفاعل

لو كان في ميدانك القلة من المهتمين العاديين، فمن المنطقي أن تطول فترة انتظارك للتفاعل، لأن المجالات ليست كلها متماثلة. فالترفيه على الانترنت مثلاً ينال حظ الأسد من التفاعل، ثم الأخبار السياسية و الرياضية فالفن و السينما فالأدب و الكتب فالبرمجة ثم العلوم الدقيقة، كالفيزياء والرياضيات العليا.

فلو لاحظت أنك أنشأت مجتمعا للغة برمجية جديدة مثلاً،  فلا تتعجب من قلة التفاعل، أو تكون قد ألفت كتاباً إلكترونياً و أنت غير معروف إطلاقاً، فليس من الغريب أن تجد ركوداً في التفاعل أول الأمر. لكن بالصبر و العمل الجاد يمكن لأي شيء أن يصبح حقيقة.

تذكر قول بيكاسو : كل ما يمكن تخيله هو حقيقي.

شكراً للمتابعة .. و يسرّني أن أُجيب على استفساراتك قدر علمي و طاقتي في التعليقات.

المصدر | موقع مقالة

http://bit.ly/1HjOcwt