نحن البشر خلقنا لنجد أنفسنا وسط اللاشئ وسط الزحام المتراكم جراء قراراتنا الخاطئة مع وضع قليل من بهارات الحزن و الألم .

يولد هذا صراعا داخليا لن نفهم معناه الا إذا إنغمسنا في مطبات هذا الكائن الذي أستخلف في الأرض.

ميزنا الله بمعجزة نراها بسيطة الا أنها تملك وزن ثقيل لمن درس معانيها ،العقل .

ليس مجرد عضوى في جسد الإنسان وإنما هو أداة مركزية للحياة ،يتسم بالمنطق و أخذ القرارات الصائبة ،التحليل و تجزئة كل ما هو مشكل ، لكن نملك القلب مركز حياة الإنسان الحياتية و الشعورية.

القلب بغظ النظر عن دوره في دوران الدم هو مركز الإحساس .

و به نحب و به نشعر كل شيء في الحياة

اللاوعي موقعه تحت السطح مركز الرغبات المكبوتة،الغرائز وظيفته تخزين المشاعر المتطفلة عن القلب و العقل يكون ظمن صراع العقل و القلب.

المشكلة هنا أننا نحتاج أن نوفق بين هؤلاء الثلاثة لكي يصير الإنسان متوازن الإحساس و الإدراك. و التحليل كذلك هذا ما يجعل الإنسان إن لم يوافق بينهما مريض أو في صراع دائم

نحن نعيش في زمن كل شيء غير قابل للتحليل و في اليوم نواجه الكثير من المشاعر المتطفلة بينها ما يكون إشمئزاز ، رحمة ،حزن .

العقل المنطقي لا يصبح ذاك العقل الموجه و إنما يضغط علي القلب للتدارك والاوعي يخزن ذاك الكبت ،هنا لم يعد إنسانا و إنما كومة من المشاعر المحترقة .

لا يجب أن نكون مثلما قال نيتشة: من لا يعرف ظله الداخلي لا يعرف نفسه حق المعرفة ، و هنا يقصد اللاوعي. يجب أن تغوص في داخلك و ترتب تلك الفوضي الداخلية و تسمع نفسك و تحاورها ثم ترتب العقل أن يصدر قرارات دون ضغط علي القلب ، عندها لا يخزن اللاوعي التراكمات القلبية

يقول كارل يونغ: لتصبح كاملا يجب عليك أن تتعرف علي الظل الداخلي (يقصد اللاوعي ) و أن تتقبل كل أجزاء نفسك العقلية والعاطفية واللاوعي.

يعني الحل هنا هو تقبل نفسك و معرفة نفسك بنفسك و بناء نفسك بنفسك لا ببناء علي حسب الأخرين ، كما يقول نيتشة متحدثا عن الأخر : الأخر هو الجحيم .

سارتر يقول : الإنسان محكوم بأن يكون حرا، و هذا يشمل حرية قلبه و عقله معا ،

ربط سارتر الحرية بالحرية الداخلية و تحرير العقل و القلب من القيود الزائفة و الاستماع اللاوعي هنا نطرح كذلك المنطق الديني الذي يتجاوز معنى الفلسفة عندما يقول ابن العربي (المنطق الصوفي ):العقل مرشد لكنه لا يغني عن إحساسه بالروح .

إذن الخروج من هذه الجدلية هي الحرية الداخلية و توقيع هدنة ثلاثية تخدم مصلحة الإنسان و بإجتماعهما نخلق إنسان متكاملة يستطيع مجابهة الحياة و نصنع ألة عقلية روحية عاطفية متكاملة .

الرابط:https://hatem21822100.blogs...